• علاقتنا بالكويت مميزة وشراكتنا معها إستراتيجية.. ونعمل على ترتيب الجولة الثالثة من الحوار الإستراتيجي بين الجانبين
  • الكويت داعم قوي لكل المنظمات الإنسانية المساهمة في إغاثة وتخفيف آلام المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية
  • نولي ملف المفقودين الكويتيين في العراق أهمية كبرى.. ولن يهدأ للجنة الصليب الأحمر بال حتى يتم الكشف عن مصيرهم
  • مساندة الكويت لا تقتصر على الدعم المادي فقط بل تمتد إلى الدعم السياسي المتعدد الأوجه من خلال الديبلوماسية الإنسانية

أسامة دياب

أكد رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي مامادو سو عمق العلاقات المميزة التي تجمع اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الكويت، موضحا أن شراكتهم معها استراتيجية وتعتبر مصدرا للقوة على صعيد جهود تخفيف المعاناة الإنسانية حول العالم. ولفت سو ـ في لقاء خاص بـ «الأنباء» ـ إلى أن الكويت لديها سياسة خارجية رائدة وأهداف نبيلة وفهم مميز للأولويات، مشددا على أن من أبرز عناصر الدعم والتعزيز المشترك مع الكويت هو أنه عندما تتحدث الكويت يستمع العالم، فهي لا تسعى لمصلحة أو لتنفيذ أجندة خفية، مشيرا إلى أنهم يعملون على ترتيب الجولة الـ3 من الحوار الاستراتيجي بين الكويت والصليب الأحمر ولكن لم يتم تحديد موعد إلى الآن.

وأضاف سو: الديبلوماسية الكويتية فريدة وتلعب دورا مميزا في حل النزاعات وإحلال السلام وهي أحد أهم عوامل تعزيز استقرار المنطقة، موضحا أن مساندة الكويت لا تقتصر على الدعم المادي فقط ولكن تمتد إلى الدعم السياسي المتعدد الأوجه من خلال الديبلوماسية الإنسانية، فإلى التفاصيل:

كيف تقيم الجهود التي تبذلها الكويت لدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟

٭ يجمع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والكويت تاريخ طويل من الصداقة والتعاون المشترك، ونقدر عاليا دعم الكويت المادي السخي وإيمانها الراسخ والتزامها بالقانون الدولي لحقوق الانسان. ولقد ظلت الكويت، على مر السنين، مركزا للبعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون الخليجي، وحكومة الكويت داعم قوي لكل المنظمات الإنسانية التي تساهم في إغاثة وتخفيف آلام المنكوبين من ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية، وبالنظر إلى منطقة الشرق الأوسط نجد أن الكويت في طليعة الدول الداعمة، وهذا ما يجعلها دائما في المقدمة وتغرد خارج السرب. ونعمل بشكل وثيق مع الكويت في العديد من الدول مثل «الروهينغا» في ميانمار وسورية وغيرها من المناطق والدول.

وأود أن أشير إلى أن شراكتنا مع الكويت لا تقتصر فقط على الجانب الحكومي بل لدينا أيضا تعاون وثيق مع عدد من المؤسسات الخيرية غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني فيها وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر الكويتي والتي تعتبر إحدى المنارات الكويتية الرائدة في مجال العمل الإنساني برئاسة الصديق العزيز د. هلال الساير وهي في طليعة الجمعيات الدولية التي تساند الفلسطينيين في غزة، كما أنهم نشطون في اليمن وسورية وغيرهما. كذلك فإن مساندة الكويت لا تقتصر على الدعم المادي فقط ولكن تمتد إلى الدعم السياسي متعدد الأوجه من خلال الديبلوماسية الإنسانية التي تعتبر الكويت رائدة فيها، ونتذكر بكل فخر الفترة التي قضتها الكويت في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، علاقتنا بالكويت مميزة وشراكتنا استراتيجية وتعتبر مصدرا للقوة على صعيد جهود تخفيف المعاناة الإنسانية حول العالم ونحن ممتنون لهذا الدعم.

كيف تصف الديبلوماسية الكويتية؟

٭ الكويت لديها سياسة خارجية رائدة واضحة المعالم وأهداف نبيلة ولديها فهم مميز لأولوياتها، وتمتلك ديبلوماسيين من طراز فريد يمثلونها في مختلف المحافل الدولية ويعملون مع زملائنا عن كثب على الملفات الإنسانية في مختلف مناطق العالم، اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على الأرض في نحو 100 دولة ولدينا خبرة عريضة وصورة واضحة لما يحدث على أرض الواقع، ولذلك حينما نشارك الكويت ونعمل معها عن قرب في أي مشروع نحقق نجاحات كبيرة سواء في منطقة أو خارجها.

وعلى الصعيد السياسي، فإن الكويت تلعب دورا مميزا بديبلوماسيتها الفريدة في حل النزاعات وإحلال السلام، وبالتالي هي أحد أهم العوامل التي تسهم في استقرار المنطقة، ومن أبرز العوامل التي تيسر عملنا مع الكويت أنه عندما تتحدث الكويت يستمع العالم لأنها لا تسعى لمصلحة أو لتنفيذ اجندة خفية ولكنها دائما وابدا تلتزم بالقانون الدولي والمبادئ العامة للأمم المتحدة والتي تحافظ على الكرامة الإنسانية، ولذلك هي ديبلوماسية قوية وتعتبر قيمة مضافة وخصوصا أن الكويت قد مرت بتجربة مريرة حينما تعرضت أراضيها للغزو الغاشم، ونشعر بالفخر للعمل مع الكويت منذ يوم التحرير إلى الآن لنحل بعض القضايا المترتبة على الغزو الغاشم مثل ملف المفقودين.

هل لديكم تعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية؟

٭ بالفعل، لدينا تعاون مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وسبق وأن مول مشروعا لنا في لبنان، وحاليا لدينا محادثات مع الصندوق الكويتي لتمويل أحد مشروعاتنا، ونحن في انتظار الموافقة، ونأمل أن ننتهي منه قريبا.

ماذا عن الحوار الإستراتيجي بينكم وبين الكويت؟ وما أبرز أهدافه؟

٭ الحوار الاستراتيجي بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والكويت بمشاركة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والهلال الأحمر الكويتي يهدف إلى تعزيز ودعم التعاون المشترك لإغاثة المتضررين والمنكوبين في مختلف مناطق العالم. ولقد عقدنا جولتين من الحوار الاستراتيجي آخرهما كانت افتراضية في عام 2020 خلال جائحة كورونا ومازلنا نعمل على ترتيب الجولة الـ 3 من الحوار الاستراتيجي بين الكويت والصليب الأحمر.

ما آخر مستجدات ملف المفقودين الكويتيين في العراق؟

٭ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تولي ملف المفقودين أهمية كبرى، ولن يهدأ لها بال حتى يتم الكشف عن مصيرهم. في العراق، لدينا فريق كامل متخصص في عمليات البحث عن المفقودين ونتعاون مع الجانب العراقي في هذا الصدد كما نعمل على بناء قدراتهم العملية لمواصلة عمليات البحث. كذلك، فإن جهودنا متواصلة لاستكمال البحث ونعمل عن قرب مع وزارتي الخارجية والداخلية وبشكل وثيق، ونحظى بدعم كبير من الحكومة الكويتية للاستثمار في المزيد من التكنولوجيا لمواصلة جهود البحث، وهذا يوضح مدى اهتمام حكومة الكويت بهذا الملف، فالدعم الذي يقدمونه لنا يساعدنا على جعل عملنا أكثر احترافية.

وفي السنوات القليلة الماضية تمكنا من إغلاق العديد من قضايا المفقودين، ولقد كانت الكويت ومازالت صوتا قويا لعائلات المفقودين، فالقرار 2474 الذي أيدته الكويت عندما كانت عضوا في مجلس الأمن أصبح اليوم قرارا تاريخيا يمنح الأمل لأسر المفقودين في كل العالم.

كيف تصف المشهد الإنساني في قطاع غزة؟

٭ أهالي غزة يعيشون كابوسا غير مسبوق على مدار أكثر من 4 اشهر، وبالرغم من أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر موجودة في غزة منذ ستينيات القرن الماضي وانا شخصيا عملت لمدة 3 سنوات كرئيس للعمليات فيها، إلا أن ما يحدث في غزة يمثل حدثا لم نره من قبل في تاريخ غزة، الدمار يعم كل مكان والمستشفيات تحولت إلى مقابر، البنية التحتية تم تدميرها بالكامل. أكثر من 80% من السكان أجبروا على ترك منازلهم وتم تهجيرهم قسريا بالملابس التي يرتدونها فقط ويتمركز الآن 1.5 مليون نسمة في الجنوب على الحدود المصرية ـ في المنطقة التي تمثل 20% من مساحة القطاع ـ في خيام وفي ظروف معيشية مزرية. ونحذر العالم من أن التصعيد الذي بدأ في رفح ستكون له عواقب عالمية وخيمة، ونتمنى أن تسفر الجهود الديبلوماسية عن وقف اطلاق النار.

ماذا عن دوركم في سورية والعراق واليمن؟

٭ اللجنة الدولية للصليب الأحمر متواجدة في سورية منذ عام 1967، وتعمل بشكل وثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري من أجل تلبية احتياجات المتضررين من النزاع، في مجال الغذاء والمياه والصحة، ولمساعدتهم في بناء حياتهم من جديد. وتتعاون المنظمتان من أجل التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.

كما تعمل اللجنة الدولية من أجل استعادة الروابط بين أفراد العائلات التي شتتها النزاع والهجرة. وتزور عددا من السجون وتمارس أنشطة لتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني. وتقدم اللجنة الدولية التوجيه والدعم للسلطات المحلية ولممارسي الطب الشرعي في مجال إدارة الرفات البشرية على نحو يكفل احترامها ويصون كرامتها. جدير بالذكر أن العمليات التي تنفذها اللجنة الدولية في سورية هي من كبرى عملياتها على مستوى العالم، إذ تضم نحو 850 موظفا يعملون في مكاتبها في دمشق وحلب والحسكة وحمص وطرطوس.

وفي العراق، تمد اللجنة الدولية يد العون للسكان النازحين واللاجئين والمدنيين في المناطق المتضررة من القتال في العراق، وتنصب جهودها على زيادة فرص هذه المجتمعات في الحصول على المياه النظيفة والرعاية الصحية، بالإضافة إلى زيارة المحتجزين ومساعدتهم على التواصل مع عائلاتهم، ودعم جهود السلطات الرامية إلى الكشف عن مصير المفقودين من النزاعات السابقة.

وفي اليمن، وبعد مرور 8 سنوات على نشوب النزاع المسلح الذي يشهده، وتمخض عنه أعمال عنف وأزمات اقتصادية استنزفت قدرة الناس على التعامل مع الوضع ودفعت الخدمات الأساسية بالبلاد إلى حافة الانهيار، وبات 70 % من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، ويعيش أكثر من 80 % من اليمنيين تحت خط الفقر، في ظل وضع إنساني متدهور.

وتعمل اللجنة الدولية في اليمن منذ عام 1962، حيث تقدم مساعدات بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني. تدعم المنظمة بشكل أساسي المشاريع الرامية إلى تحسين جودة الخدمات الصحية والمياه والصرف الصحي في المجتمعات المستضعفة، وتساعد الناس على تحقيق الاستقلال المالي، وتنظم عمليات إعادة المحتجزين، وتدعم جهود إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار. ما أود أن أشدد عليه هو أن الوضع المأسوي في غزة والحاجة الماسة إلى ضخ مساعدات عاجلة أثرت سلبا على المساعدات في المناطق الأخرى.

من أجواء اللقاء

تهنئة بالأعياد الوطنية

هنأ رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي، مامادو سو، الكويت أميرا وحكومة وشعبا بمناسبة الأعياد الوطنية، متمنيا لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد موفور الصحة ودوام العافية والتوفيق والسداد وللكويت وشعبها المزيد من النعم والأمن والأمان والتقدم والازدهار.

المرأة الكويتية

أكد رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي، مامادو سو أهمية الدور الذي تلعبه المرأة الكويتية في المجتمع، لافتا إلى أنها مؤهلة وتتمتع بحس قيادي مميز وتسهم بشكل فاعل في نهضة مجتمعها.

الديوانية ثقافة فريدة

أشاد مامادو سو خلال اللقاء بثقافة الديوانية التي وصفها بالفريدة، والتي تعتبر من المؤسسات الاجتماعية المميزة والتي تدعم الحوار وتعكس مستوى الديموقراطية في الكويت، موضحا أن شهر رمضان شهر له نكهة خاصة في الكويت.

المطبخ الكويتي

أعرب رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي عن إعجابه بالمطبخ الكويتي، موضحا أنه يعشق مجبوس اللحم بمذاقه الفريد، لافتا إلى أنه يسمع الموسيقي الكويتية ذات الإيقاعات المميزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.