اتهمت جنوب أفريقيا، اليوم الخميس، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بتصعيد “الإبادة” التي ترتكبها في غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي تعقد فيها محكمة العدل الدولية جلسات استماع بشأن الحرب في غزة منذ أن رفعت جنوب أفريقيا دعوى في ديسمبر/كانون الأول، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا، فوسيموزي مادونسيلا، أمام لجنة القضاة الدوليين الخمسة إن “جنوب أفريقيا كانت تأمل، عندما مثلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها”، “لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع ووصلت للتو إلى مرحلة جديدة ومروعة”.
وأضاف: “لقد سعت إسرائيل إلى إخفاء جرائمها من خلال استخدام القانون الدولي الإنساني كسلاح، فهي تتظاهر بأن المدنيين الذين تقتلهم بلا رحمة من خلال قنابلها التي تزن 2000 رطل، ومن خلال غاراتها الجوية الدقيقة، ومن خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن خلال استهداف المدنيين”.
من جانبه، قال محام عن جنوب أفريقيا أمام المحكمة إن الهجوم الإسرائيلي في رفح هو “الخطوة الأخيرة” في تدمير غزة، وحث القضاة على حماية الشعب الفلسطيني.
وقال فوغان لوي للمحكمة “هذه هي الخطوة الأخيرة في تدمير غزة وشعبها الفلسطيني”، في إشارة إلى الهجوم البري الذي بدأ قبل زهاء عشرة أيام.
وترغب جنوب أفريقيا من أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة إصدار أمر بوقف فوري بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، واصفة ذلك بأنه عملية “إبادة جماعية” تهدد حياة الفلسطينيين.
والجمعة، تعرض إسرائيل ردها، وكانت قد أكدت في السابق التزامها “الثابت” بدعم القانون الدولي واعتبرت أن قضية جنوب أفريقيا “لا أساس لها على الإطلاق” و”بغيضة أخلاقيا”.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أمرت في يناير إسرائيل ببذل كل ما بوسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لكن المحكمة لم تصل إلى حد الأمر بوقف إطلاق النار، وحجة جنوب أفريقيا الآن أن الوضع على الأرض، وخاصة في رفح، يتطلب تحركا جديدا من محكمة العدل الدولية.