أثار إعلان منظمة الصحة العالمية، نهاية الأسبوع الماضي، اعتبار مُحَلِّي «سبارتايم» الاصطناعي «مسرطناً محتملاً»، جدلاً وارتباكاً واسع النطاق. وكانت لجنتان تابعتان للمنظمة، التي تتخذ جنيف مقراً، حذرت إحداهما من أن هذا المُحلّي الشائع في الاستخدام منذ أكثر من 40 عاماً، يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان؛ فيما أفتت اللجنة الأخرى بأنه يظل خالياً من أي خطر إذا تم استهلاكه في نطاق الكمية المسموح بها. ويستخدم سبارتايم في عشرات المشروبات والمأكولات. وقال مدير قسم التغذية بمنظمة الصحة العالمية فرانسيسكو برانكا، في مؤتمر صحفي في جنيف (الجمعة)، إنه إذا كان للمرء أن يختار مشروباً يروي ظمأه، وكان عليه أن يختار إما مشروباً تمت تحليته بسبارتايم أو بالسكر العادي، فعليه أن يختار الخيار الثالث: أن يكتفي بشرب الماء! وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التي يوجد مقرها في مدينة ليون بفرنسا، (الجمعة)، إن سبارتايم يعد «مسرطناً محتملاً». وهو تصنيف يعني أنه توجد أدلة محدودة على أن تلك المادة يمكن أن تتسبب في الإصابة بالسرطان. ولا دخل لهذا التصنيف بتحديد الكمية التي يمكن أن يستهلكها الإنسان ليظل بمأمن من السرطان. وهي مهمة تقوم بها لجنة مشتركة من منظمتي الصحة العالمية والأغذية والزراعة. وقالت هذه اللجنة المشتركة (الجمعة)، إنها لا تملك أدلة مقنعة على أن سبارتايم يسبب ضرراً إذا كان استهلاكه يتم بمعدل 40 ميلليغراماً لكل كيلوغرام يومياً. وهو المتوسط الذي حددته اللجنة المشتركة نفسها في عام 1981. وتبعتها دول العالم في اعتماد تلك الكمية لاستهلاك شعوبها. وقال علماء، إن الأدلة على أن سبارتايم يسبب السرطان ضعيفة. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن الشخص الذي يراوح وزنه بين 60 و70 كيلوغراماً يعتبر قد تجاوز الحد المسموح به إذا استهلك كل يوم من 9 إلى 14 علبة من مختلف أنواع مشروبات الصودا.

السعودية تطمئن المستهلكين: لا خوف من سبارتايم

رأت هيئة الغذاء والدواء السعودية، أمس (السبت)، أن تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان بتصنيف المُحلي الاصطناعي «سبارتايم» مادة مسرطنة محتملة ضمن (المجموعة 2B)، يعد احتمالاً وليس دليلاً قطعياً. وأوضحت، أن التصنيف المذكور يُقصد به عدم وجود أدلة وبراهين علمية كافية للتسبب في السرطان للإنسان وحيوانات التجارب.

وأوضحت الهيئة، أن لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية، أكدت، أن «البيانات التي خضعت للتقييم لا تشير إلى وجود سبب كافٍ لتعديل نسبة الاستهلاك اليومي المحدد الذي يتراوح من صفر إلى 40 ميلليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم»، مشددةً على أنه آمن للاستخدام ضمن هذه الحدود، وتجاوز هذه الحدود يعادل استهلاك 9 إلى 14 علبة من المشروبات الغازية المحتوية على 200 أو 300 ميلليغرام من «سبارتايم» يومياً للشخص البالغ الذي يبلغ وزنه 70 كيلوغراماً، على افتراض أنه لا يوجد هناك مدخول آخر من مصادر غذائية أخرى.

وذكرت الهيئة السعودية، أنها أجرت العديد من التقييمات العلمية على سلامة المادة خلال الأعوام الماضية، وتخللتها مراجعة جميع التقييمات العلمية من المنظمات العالمية والجهات الدولية المختصة بالرقابة على سلامة الغذاء، ومشاركة المعلومات والأبحاث مع تلك الجهات، التي أثبتت عدم وجود مخاوف مرتبطة بـ«سبارتايم». وأشارت إلى أن «سبارتايم» يتم استخدامه منذ أكثر من 40 عاماً، في أكثر من 6 آلاف منتج في مختلف دول العالم، ولا توجد أدلة أو براهين علمية تثبت خطورة استهلاكه حسب الحدود الموصى بعدم تجاوزها. وشددت هيئة الغذاء والدواء السعودية على حرصها على سلامة جميع المنتجات الخاضعة لإشرافها، وإعادة تقييمها بشكل مستمر، ورصد ما يتعلق بسلامة المنتجات الغذائية عالمياً من خلال مركز الإنذار السريع التابع للهيئة.

حبة لمنع الحمل لا تحتاج وصفة طبية !

وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، نهاية الأسبوع الماضي، على أول قرص لمنع الحمل يمكن شراؤه من الصيدلية من دون حاجة إلى وصفة طبية. وكان الخبراء المستقلون الذين يقدمون المشورة إلى الهيئة، أوصوا بالموافقة على قرص Opill في مايو الماضي. وبذلك ستنضم الولايات المتحدة إلى عدد ضئيل من الدول التي تسمح بالحصول على أقراص منع الحمل بلا وصفة، وأبرزها كوريا الجنوبية واليونان. واعتبر مختصون، أن الموافقة على Opill، تمثل مخرجاً مريحاً بعد قرار المحكمة العليا الأمريكية إلغاء الحق الدستوري في الإجهاض. وأعلنت شركة بيريغو، التي ابتكرت قرص Opill، أنه سيكون متاحاً للعامة مطلع العام 2024. لكن الجماعات المناهضة للإجهاض سارعت للتنديد بالموافقة الرقابية على هذا القرص الجديد. وقالت رئيسة جمعية مناهضة للإجهاض تدعى كريستان هوكينز، إنه خطر جداً السماح للشابات بالحصول على هذا العقار من دون استشارة طبيب مختص. وكان مستشارو الهيئة قد أوصوا في مايو، بأن فوائد Opill تفوق أي أضرار يحتمل أن يتسبب فيها. ويعمل القرص الجديد من خلال احتوائه على هرمون بروجستين، وهو نسخة مصنّعة من هرمون بروجيسترون. ويقوم القرص بقمع عملية التبويض، مع إحداث تغييرات في الحوض والمهبل بما يقلص احتمالات الحمل. ويرى العلماء، أن أي عقار لمنع الحمل لا بد من أن تكون له مضاعفات ثانوية، متقلب المزاج، ونحو ذلك. وسارعت شركات دوائية كبرى لإعلان رغبتها في التقدم بطلبات إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لترخيص أدوية ابتكرتها لمنع الحمل، لكن لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبية. ومنها شركة باير الألمانية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن Opill تمنع الحمل في نحو 93% من الحالات. وتقول الشركة الصانعة، إن هذا العقار ظهر في نسخة وصفية قبل أكثر من 50 سنة، ولذلك فإن سجل سلامته راسخ. وتقول جمعيات تهتم بالصحة الإنجابية في الولايات المتحدة، إن أكثر من نصف عدد حالات الحمل في أمريكا «غير متعمدة».

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.