توقع محللون نفطيون استمرار ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد ثلاثة أسابيع من المكاسب المتوالية، بالرغم من مخاوف الركود وضغوط ارتفاع الدولار الأمريكي.
وأوضحوا في تصريحات لـ”الاقتصادية”، أن عدم اليقين يسيطر على الأسواق في ضوء الرفع المستمر لأسعار الفائدة الأمريكية، بهدف مكافحة التضخم وتوقعات إجراء زيادات جديدة قادمة، بينما يواصل كبار المنتجين تشديد المعروض لإحداث توازن في السوق.
وأشاروا إلى أن المتعاملين في السوق ينتظرون إشارات جديدة من اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بمراقبة الإنتاج في تحالف “أوبك +” والمقرر لها الاجتماع في 3 آب (أغسطس) المقبل، لافتين إلى أهمية توقعات “أوبك” بشأن ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.2 مليون برميل في اليوم في النصف الثاني من 2023 مقارنة بالأول.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة أن أسعار النفط الخام من المرجح أن تواصل الصعود بفعل الطلب الصيفي القوي بالتوازي مع تشديد المعروض النفطي من جانب تحالف “أوبك +” للتغلب على زيادات إنتاجية متوقعة من دول خارج التحالف.
وأكد أن الاجتماع الوزاري المقبل يمكن أن يقوم بإجراء توصيات جديدة لدعم السياسة الإنتاجية للمجموعة وقطع خطوات إضافية نحو توازن العرض والطلب واستقرار السوق، ولا سيما أن ظروف السوق النفطية المتوترة والمختلطة جعلت تحالف “أوبك +” حذرا في إضافة أي إنتاج والتمسك بالتخفيضات الحالية وتعميقها، موضحا أن 5.7 مليون برميل في اليوم هو حجم تخفيضات “أوبك +” المطبقة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي نتيجة لضعف بيانات الاقتصاد العالمي التي تلقي بثقلها على السوق.
ويرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، أن “أوبك +” تراقب السوق النفطية عن كثب وتطور قراراتها بشكل مرن وفقا لاحتياجات ومتطلبات السوق، مشيرا إلى تأكيد شركة “ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس”، أن لجنة المراقبة الرئيسة لتحالف “أوبك +” التي ستجتمع في 3 أغسطس المقبل ستركز على تقييم تأثير التخفيضات الكبيرة في إنتاج المجموعة على سوق النفط.
وأكد أن التحالف الذي يضم 23 دولة نفذ تخفيضات بنحو 4.7 مليون برميل يوميا منذ أكتوبر الماضي وذلك في إطار محاولة للتغلب على مخاوف السوق بشأن الضعف الاقتصادي العالمي واحتمالات ارتفاع معدلات التضخم خاصة في الاقتصاد الأمريكي خلال النصف الثاني من العام الجاري.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إن مكاسب النفط الخام استمرت على مدار ثلاثة أسابيع ومن المرجح أن تستمر للأسبوع الرابع على التوالي حيث إن العوامل الصعودية تغلبت في تأثيرها أخيرا في السوق، مشيرا إلى أن وكالة “بلاتس” قامت بتقييم خام برنت عند 80.37 دولار للبرميل في 13 يوليو الجاري وهو أعلى مستوى قياسي منذ أواخر نيسان (أبريل) الماضي.
ونوه إلى تمتع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف “أوبك +” المؤلفة من تسعة أعضاء برئاسة مشتركة من السعودية وروسيا بصلاحية تقديم توصيات بشأن السياسات والدعوة لعقد اجتماعات طارئة للمجموعة الأوسع، إذا لزم الأمر، كما تجتمع اللجنة كل شهرين اجتماعات عادية ويكون لها مردود إيجابي على السوق النفطية.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية إن تخفيضات الإنتاج العميقة والموسعة سيتم مراجعتها دون شك عند اجتماع التحالف الكامل في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لافتة إلى إعلان التحالف أنه سيخفض حصص الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم في أكتوبر المقبل مفسرة ذلك بمخاطر الركود في الاقتصادات المستهلكة الرئيسة.
وأشارت إلى أهمية إعلان السعودية، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، عمان، والجابون في أبريل الماضي أنهم سيجرون تخفيضات إضافية طوعية بنحو 1.2 مليون برميل حتى نهاية العام الجاري مع التزام السعودية في حزيران (يونيو) الماضي إجراء خفض أحادي الجانب بمقدار مليون برميل يوميا ليوليو الذي تم تمديده منذ ذلك الحين حتى آب (أغسطس).
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط أكثر من دولار للبرميل الجمعة مع صعود الدولار ‏وإقبال المتعاملين في سوق النفط على جني الأرباح بعد صعود كبير لأسعار الخام ‏لكن الخامين القياسيين سجلا مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي.‏ وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.49 دولار بما يعادل 1.8 في المائة، إلى 79.87 ‏دولار للبرميل عند التسوية بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ‏الأمريكي 1.47 دولار أو 1.9 في المائة، لتسجل 75.42 دولار للبرميل.‏ وقال جون كيلدوف من أجين كابيتال “يبدو فحسب أن البعض يجنون الأرباح مع ‏عودة بعض المخاوف بشأن الطلب إلى الواجهة بفعل صعود الدولار”.‏ وارتفع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة بعدما سجل أدنى مستوياته في 15 شهرا خلال ‏الجلسة. ويؤدي ارتفاع الدولار لتقليل الطلب على النفط، إذ يرفع سعر الخام على ‏المستثمرين حائزي العملات الأخرى.‏ وارتفعت أسعار النفط بما يقارب 2 في المائة، على أساس أسبوعي بعد توقف بعض ‏الإمدادات من ليبيا ونيجيريا وهو ما زاد المخاوف من أن تشهد الأسواق شحا في ‏المعروض في الشهور المقبلة.‏ وقال جون ايفانز المحلل في (بي.في.إم) إن تعطل الإمدادات في ليبيا يوقف ما يقدر ‏بنحو 370 ألف برميل يوميا، في حين تقدر الخسارة من توقف شحنات النفط الخام ‏النيجيري بنحو 225 ألف برميل يوميا.‏ من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار خمسة حفارات هذا الأسبوع بعد زيادة ستة حفارات الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 675 هذا الأسبوع – 81 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي، موضحا أن العدد الحالي أقل بـ400 منصة من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
وأشار إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع إلى 537، في حين انخفض عدد منصات الغاز بمقدار اثنين، إلى 133. بقيت حفارات متنوعة على حالها عند خمسة، منوها إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار خمسة إلى 13 منصة أقل من الفترة نفسها من العام الماضي، بينما انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار واحدة، وانخفض بمقدار عشر منصات عن هذا الوقت من العام الماضي.
وأفاد التقرير بتراجع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 7 يوليو – وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا عن بداية العام، بينما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة الآن 300 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.