قال الممثل الأممي الخاص لغرب أفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو إن عددا من الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) تستعد لاستخدام القوة في النيجر إذا لزم الأمر لإنهاء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، فيما أعاد المجلس العسكري الحاكم فتح الحدود بعيد بدء فرنسا إجلاء رعاياها من البلاد.

ففي تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء، أشار سيماو إلى التدخل العسكري المحتمل لإيكواس في النيجر، لكنه أوضح أن الجميع يعطي الأولية للجهود السلمية لحل المشكلة.

يأتي ذلك بينما يبدأ رؤساء الأركان في الدول الأعضاء بالمجموعة اجتماعا استثنائيا في أبوجا يبدأ اليوم الأربعاء ويستمر حتى بعد غد الجمعة لبحث الوضع في النيجر.

وبالتزامن، ينتظر أن يصل اليوم الأربعاء إلى نيامي وفد من المجموعة يقوده الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر في مهمة تستهدف إقناع الحكام العسكريين بالعودة عن الانقلاب.

وخلال قمة طارئة لقادتها في أبوجا الأحد الماضي، أمهلت إيكواس المجلس العسكري في النيجر أسبوعا لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة، ولوحت بالتدخل عسكريا في حال عدم استعادة النظام الدستوري.

وقبيل قمة أبوجا الطارئة، اتهم المجلس العسكري الحاكم في النيجر مجموعة إيكواس بالتخطيط لما وصفه بعدوان على البلاد، كما اتهم فرنسا بالسعي للتدخل عسكريا، الأمر الذي نفته باريس.

وأعلنت السلطات العسكرية في كل من مالي وغينيا بوركينا فاسو رفضها أي تدخل عسكري في النيجر، كما حذرت الجزائر من أي تدخل من هذا القبيل سيفاقم الأزمة، ودعت إلى ضبط  النفس وإعادة النظام الدستوري عبر وسائل سلمية.

والأربعاء الماضي، أطيح بالرئيس بازوم في انقلاب قاده رئيس الحرس الرئاسي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد.

ورغم الضغوط الإقليمية والدولية ومساعي الوساطة التي قام بها رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، فإن الحكام العسكريين الجدد في النيجر يرفضون التراجع عن الانقلاب، ولا يزالون يحتجزون الرئيس المعزول والعديد من المسؤولين السابقين.

مستشار بازوم ينفي

في غضون ذلك، نفى طيب بشير أحمد المستشار الخاص لرئيس النيجر المعزول محمد بازوم أن يكون الرئيس قد طلب من فرنسا أن تتدخل عسكريا لإطلاق سراحه.

وأضاف أحمد في مقابلة مع الجزيرة أن الرئيس بازوم يعتمد على دعم المجتمع الدولي والدعم الجماهيري لمقاومة الانقلاب الحاصل في بلاده، بحسب تعبيره.

وكان المجلس العسكري الحاكم في نيامي اتهم مسؤولين سابقين بأنهم طلبوا من فرنسا التدخل عسكريا لإنهاء احتجاز الرئيس.

فتح الحدود وإجلاء الرعايا

وفي تطور جديد، أعلن قادة الانقلاب في النيجر مساء أمس الثلاثاء إعادة فتح الحدود الجوية والبرية مع عدد من دول الجوار بعد أن تم إغلاقها إثر انقلاب الأربعاء الماضي.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني لحماية الوطن، العقيد آمادو عبد الرحمن، إن رئيس المجلس قرر السماح بالتنقل من وإلى الجزائر وليبيا ومالي وتشاد وبوركينا فاسو.

وعلى صعيد عمليات الإجلاء، وصلت في وقت مبكر اليوم الأربعاء إلى باريس طائرة تقل 262 شخصا معظمهم فرنسيون تم إجلاؤهم من النيجر، ومن المقرر تنفيذ المزيد من عمليات الإجلاء بعد إعادة فتح الأجواء.

من جانبها، قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي إن إجلاء الجنود الفرنسيين من النيجر أمر غير مطروح اليوم. يذكر أن نحو 600 فرنسي يعيشون في النيجر، كما تحتفظ فرنسا بنحو 1500 جندي في قاعدتها بالنيجر.

كذلك، أعلنت إيطاليا أنها مستعدة لإجلاء 90 من رعاياها من نيامي في طائرة مستأجرة خصيصا لهذا الغرض، علما أن عدد الرعايا الإيطاليين في النيجر يصل إلى نحو 500، ومعظمهم جنود.

بدورها، نصحت ألمانيا رعاياها في نيامي بالمغادرة.

وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إنها على تواصل وثيق مع العسكريين في النيجر، وأكدت عدم سحب أي قوات أميركية من هناك، ودعت الوزارة المواطنين الأميركيين في هذا البلد للبقاء على اتصال وثيق بسفارة بلادهم.

كما أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن تحذو حذو حلفاء أوروبيين في إجلاء مواطنيهم من النيجر في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم وجود خطر داهم جراء الانقلاب.

بدورها، أعلنت الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع رئيس النيجر المعزول محمد بازوم وأبلغه دعم واشنطن الثابت والمستمر للحكم الديمقراطي.

وكانت الوزارة أعلنت قبل ذلك أن بلينكن بحث هاتفيا مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي ما وصفها بالتطورات المثيرة للقلق في النيجر، وأكد له أهمية الإفراج الفوري عن الرئيس محمد بازوم واحترام سيادة القانون والسلامة العامة في النيجر.

وفي الإطار نفسه، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده تريد بقاء رئيس النيجر محمد بازوم، وإن هناك فرصة للدبلوماسية، حسب تعبيره.

جهود دبلوماسية

وقال سفير النيجر لدى الولايات المتحدة كياري ليمان تنغيري إن هناك موقفا دوليا وأفريقيا موحدا يدعو إلى وقف المحاولة الانقلابية وتحرير الرئيس.

وفي مقابلة مع الجزيرة، تحدث تنغيري عن جهود دبلوماسية جارية لإعادة العسكريين إلى ثكناتهم واستعادة الشرعية.

وقال إن موقف كل من بوركينا فاسو ومالي لن يغير موقف مجموعة إيكواس الرافض للانقلاب في بلاده، واصفا حال السلطات في الدولتين بأنها غير شرعية لأنها جاءت عبر انقلاب.

وردا على الانقلاب في النيجر، اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات عقابية؛ تشمل تعليق التعاون الأمني والمساعدات المالية، في حين هددت الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.