أكدت دراسات وتقارير أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها العالمية كوجهة مفضلة للأثرياء وللعقول والكفاءات على حساب مدينة لندن التي بدأت تفقد جاذبيتها بشكل كبير أمام أصحاب الملايين بعد أن كانت الوجهة المفضلة لهم على مدار سنوات.
وذكر تقرير لصحيفة «كلايتون كاونتري ريجيستر»: لطالما احتلت لندن صدارة المدن المرغوبة من قبل أصحاب الملايين والمليارديرات من جميع أنحاء العالم، لكن الاتجاهات الحديثة تشير إلى أن جاذبيتها بدأت في التلاشى، في حين يتزايد تدفق المليونيرات إلى مدينة دبي النابضة بالحياة وأحد الخيارات الواعدة عالمياً.
وأضافت الصحيفة: بين عامي 2017 و2022، شهدت المملكة المتحدة خروجاً كبيراً لأكثر من 10000 مليونير، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مع توقع مغادرة 3200 مليونير إضافي العام الجاري. وفي المقابل، تضع دبي نفسها بديلاً جذاباً، وتتوقع استقبال 4500 مليونير هذا العام وحده.
مغادرة التكتل
وأوضحت الصحيفة أن أحد العوامل الرئيسة التي تسهم في هذا التحول هو قرار المملكة المتحدة بمغادرة الاتحاد الأوروبي، إذ كان لهذا القرار تأثير كبير على الممولين ومديري صناديق التحوط والمصرفيين الاستثماريين والمحامين ومديري الثروات، الذين كانوا لاعبين رئيسيين وراء مشهد بقاء المليونيرات في لندن.
وتابع تقرير الصحيفة: إضافة إلى تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تلعب تفاوتات تكلفة المعيشة بين لندن ودبي أيضاً دوراً مهماً.
دراسة
وكذلك تسلط دراسة أجرتها وكالة «هاوسيرش» العقارية الضوء على أن دبي تقدم تكلفة معيشة أقل بكثير، مع اختلاف بـ27.5 % في تكاليف الإسكان، وفرق بـ17.3 % في نفقات البقالة مقارنة بلندن. وأضافت الدراسة إن أسعار العقارات وتكاليف النقل العام هي أيضاً أكثر بأسعار معقولة في دبي.
وأوضحت: مع ذلك، من المهم ملاحظة أن الاعتبارات المالية ليست هي العوامل الوحيدة التي تدفع أصحاب الملايين إلى دبي.
يعتمد اختيار الإقامة أيضاً على عناصر أخرى، مثل العادات والتقاليد، وفن الطهو والأنشطة الترفيهية والمناخ. ولا شك في أن نمط الحياة النابض بالحياة والعروض الثقافية والمناخ الجذاب في دبي يسهم في شعبيتها بين الأثرياء.
تقلبات العقارات
وذكرت أنه نتيجة لهذا التحول الملحوظ في هجرة المليونيرات، من المتوقع أن يشهد سوق العقارات في لندن تقلبات كبيرة بسبب العدد المتزايد من الملاك الذين يدرجون ممتلكاتهم للبيع في ظل غياب صورة واضحة عن تطور الطلب المتوقع ما يجعل السوق العقاري في لندن غير مستقر. ولفتت الدراسة إلى أن صعود مدينة دبي كمركز مليونير جديد يوضح إلى حد كبير الطبيعة الديناميكية لتوزيع الثروة العالمية. فبينما تفقد لندن بريقها، تظهر مدن أخرى، مثل دبي، كبدائل جذابة للنخب الغنية.
