أكدت M42 السعودية، الشركة العالمية الرائدة في مجال الصحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وعلوم الجينوم، خلال مشاركتها في ملتقى الصحة العالمي 2025 بالرياض، التزامها بدعم التحول الصحي في المملكة من خلال حلول رعاية الكلى المبتكرة التي تقدمها عبر شبكة عياداتها «دياڤيرم»، أكبر مزوّد خاص لخدمات رعاية الكُلى في المملكة.

وفي حوار خاص مع «عكاظ»، تحدّث علي شاكر، الرئيس التنفيذي لشركة «دياڤيرم» في المملكة العربية السعودية، عن دور الشركة في دعم مستهدفات رؤية 2030، وجهودها في تطوير منظومة الرعاية الصحية واستخدام البيانات لتحسين النتائج والكفاءة، ودور «دياڤيرم» في دعم أولويات المملكة في مجال الصحة الوقائية وبناء منظومة صحية مستدامة.

وفيما يلي نص الحوار:

• قدّمت «دياڤيرم» خدمات رعاية الكُلى في المملكة العربية السعودية لأكثر من عقدٍ من الزمن، كيف أسهم هذا الحضور الطويل بتشكيل نهجكم تجاه التحوّل الصحي في المملكة؟

•• يمتدّ حضورنا في المملكة على مدى سنواتٍ طويلة من خلال شبكة «دياڤيرم»، أكبر مزوّد خاص لخدمات رعاية الكُلى في المملكة، حيث ندير أكثر من 40 عيادة في 33 مدينة ومنطقة حضرية وريفية تشمل الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدمام.

يؤكد هذا الانتشار الواسع أن جذورنا في المملكة عميقة، ومعرفتنا بمجتمعها أعمق. لقد حظينا بامتياز رعاية آلاف المرضى، ودعم البرامج الوطنية لغسيل الكُلى، وبناء ثقة طويلة الأمد مع وزارة الصحة. ويأتي التأسيس الرسمي لشركة «M42 السعودية» استمرارًا لهذه العلاقة الموثوقة.

ما يتغيّر اليوم هو النطاق والحجم؛ إذ نوسّع جهودنا من الرعاية التخصّصية إلى تعاونٍ أوسع يشمل مجالات الطبّ الدقيق والوقائي والتنبؤي، بما يتماشى تمامًا مع مسار تحوّل القطاع الصحي في رؤية السعودية 2030. ونعتبر أنفسنا شركاء في مسيرة المملكة نحو بناء منظومة صحية مستدامة تواكب المستقبل، وتحافظ على صحة الناس لحياة مديدة.

• كيف تعيد M42 و«دياڤيرم» تجديد مفاهيم رعاية الكُلى للمرضى السعوديين اليوم؟

•• ننتقل من نموذج الرعاية القائم على العلاج فقط، إلى نموذج يركّز على الوقاية والتخصيص والمشاركة الفاعلة للمرضى.

ومن خلال شبكة «دياڤيرم» في المملكة، نقدّم خدمات غسيل الكُلى الدموي والرعاية الشاملة للمرضى عبر فرق متعدّدة التخصصات من الأطباء والممرضين وأخصائيي التغذية والصيدلة السريرية والعاملين الاجتماعيين ومساعدي الرعاية الصحية في مختلف المدن.

وفي ظل تركيز الأجندة الصحية الوطنية على الوقاية والكشف المبكر وتقليل أعباء الأمراض المزمنة، يتماشى هذا النموذج تمامًا مع احتياجات النظام الصحي في المملكة، إذ يوفّر رعاية كُلى عالية الجودة ومتسقة تربط بين مسارات الوقاية ومشاركة المرضى بشكلٍ أوثق.

تتمثّل رسالتنا في دعم تحوّل المملكة في مجال رعاية الكُلى عبر الجمع بين التميّز السريري والتمكين الرقمي والنهج المتمحور حول المريض، بما يتيح للمرضى تحمّل مسؤولية أكبر تجاه رحلتهم الصحية وضمان تجربة سلسة وداعمة في كل تفاعل.

ومن بين المبادرات التي تضع المرضى في صميم خدماتنا برنامج عطلات غسيل الكُلى d.HOLIDAY، الذي يتيح لمرضى غسيل الكُلى السفر بأمان وثقة، بالإضافة إلى خدمة FlyBack التي أصبحت متاحة في المملكة لتغطية نفقات السفر كافة في حال احتاج المريض إلى العودة إلى وطنه لإجراء عملية.

زراعة أثناء سفره الإقليمي

• يشهد القطاع الصحي عالمياً تحوّلاً جذرياً بفضل التكنولوجيا والتحوّل الرقمي، كيف تستخدم «دياڤيرم» الابتكار الرقمي لتمكين مرضى الكُلى في المملكة؟

•• في مجموعة M42، وبشكل خاص في «دياڤيرم»، يُعدّ التحوّل الرقمي جوهر طريقة تقديمنا للرعاية، ويُعتبر مجال الكُلى من أبرز الأمثلة على ذلك. فعلى مستوى العالم، كانت «دياڤيرم» من الروّاد في تطوير منصّات رقمية متقدّمة لتعزيز الدقّة السريرية والكفاءة وتجربة المرضى.

وقد سخّرنا خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا في مجال غسيل الكُلى لإنشاء منصّة رقمية مملوكة تربط العيادات ومتصلة بالنظام الدولي لإدارة رعاية الكُلى لدينا، لضمان أعلى معايير الخدمة، إذ تُحسَّن كل مراحل تجربة المريض رقميًا، من التنسيق السريري ومتابعة العلاج إلى التثقيف والدعم اللاحق، بما يُبسط سير العمل للفرق الطبية ويمنح المرضى إمكانية الوصول إلى بياناتهم الصحية، ما يساعدهم على البقاء على اطلاعٍ وانخراطٍ أكبر في رعايتهم.

كما نعمل على تطبيق نموذج ذكاء اصطناعي تنبؤي لتوليد رؤى جديدة والتنبؤ بحالات مثل تخثر الأوعية، وخصوصا الخثرات في موضع الوصول الوعائي لدى مرضى الغسيل الكلوي، إذ يستخدم النموذج بيانات متعدّدة تشمل العوامل الديموغرافية للمريض ونتائج الفحوص المخبرية وبيانات جلسات الغسيل، للتنبؤ بإمكانية حدوث الجلطة قبل أسبوعٍ من وقوعها، ما يتيح التدخل المبكر.

ونفخر بأن ريادتنا في مجال رعاية الكُلى مكّنتنا من تجاوز المعايير العالمية في معدلات بقاء المرضى وخفض معدلات دخول المستشفى.

إن هذا الدمج بين البيانات السريرية والبنية الرقمية وتمكين المرضى يعكس نهجنا الأوسع في توظيف التكنولوجيا لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في الانتقال من الرعاية الصحية التفاعلية إلى الرعاية الوقائية والتنبؤية.

• كيف يساهم نموذج «دياڤيرم» لرعاية الكُلى في دعم أجندة الصحة الوقائية في المملكة ضمن رؤية 2030؟

•• يرتكز مفهومنا منذ البداية على الانتقال من العلاج التفاعلي إلى الوقاية التنبؤية.

ويستند نهجنا في المملكة إلى المبدأ ذاته، دعمًا لرؤية المملكة في بناء منظومة صحية مستدامة تُركز على الوقاية في المقام الأول ويستعدّ للمستقبل.

ومن خلال «دياڤيرم» أولًا، والآن عبر «M42 السعودية»، نجسد التزامنا الثابت تجاه المملكة وشعبها. فالتعاون مع الجهات في المملكة سيسمح لنا بتوحيد الموارد والخبرات في مجالات رعاية المرضى، والعلوم الحيوية المتكاملة (أوميكس) والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، لتحديد الفئات المعرضة للخطر وتصميم برامج صحية تستهدف تأخير أو حتى منع تطوّر الأمراض.

وترتكز هذه الفلسفة الوقائية في جوهرها إلى كلٍّ من رؤية 2030 ورسالة M42 التي تسعى إلى تحويل مسار الرعاية الصحية من العلاج إلى الوقاية، وتحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية عالية الجودة.

• تُعدّ «دياڤيرم» واحدة من أكبر شبكات رعاية الكُلى في العالم، ما أبرز الدروس التي تطبّقونها في المملكة من هذه الخبرة العالمية؟

•• تمنحنا خبرتنا في أكثر من 24 دولة قدرة فريدة على قياس أفضل الممارسات العالمية وتطبيقها محليًا.

لقد طوّرنا أطر حوكمة سريرية متقدمة، ومؤشرات جودة رقمية، وأدوات تنبؤية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد على توحيد معايير الرعاية عالية الجودة في مختلف القارات.

نحرص على مواءمة معاييرنا العالمية مع الإرشادات والثقافة المحلية في السعودية لأن الحاجة واضحة.

فوفقًا لبيانات وطنية حديثة، يُقدَّر أن نحو 4.76% من البالغين في المملكة يعانون من أمراض الكُلى المزمنة (استنادًا إلى دراسة أُجريت بين عامي 2015 و2022)، كما أفاد المركز السعودي لزراعة الأعضاء بأن أكثر من 20 ألف شخص كانوا يعيشون مع الفشل الكلوي النهائي في عام 2019.

تؤكّد هذه الأرقام سبب تركيزنا على الوقاية والكشف المبكر وتقديم رعاية كُلى متسقة قائمة على البيانات. إنها التميّز العالمي يُقدَّم محليًا.

• أخيرًا، كيف ترون مستقبل شراكة M42 مع المملكة العربية السعودية؟

•• يمثّل إطلاق «M42 السعودية» المرحلة الجديدة من رحلتنا في المملكة، بالاعتماد على شراكاتنا الموثوقة والممتدة وجودتنا العالية وغايتنا المشتركة.

طموحنا هو الإسهام في تشكيل منظومة صحية مستدامة وجاهزة للمستقبل، من خلال الجمع بين التقدّم العلمي، والتعاون في مجالات العلوم الحيوية المتكاملة (أوميكس) والتكامل في الصحة الرقمية وبرامج صحة السكان، مع ترسيخ التزامنا المستمرّ بتوفير رعاية كُلى تتمحور حول المريض.

وغايتنا النهائية هي دعم تحقيق أهداف المملكة العربية السعودية في تحويل الرعاية الصحية، حيث يتكامل الابتكار مع البيانات والمعاملة الإنسانية لتمكين الناس من عيش حياةٍ مديدة أكثر صحة وعافية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version