ارتفعت أسعار خام برنت في التعاملات الآسيوية أمس، وسط تقييم الأسواق لاحتمالات إعلان إجراءات تحفيز اقتصادي في الصين بعد بيانات اقتصادية ضعيفة، فضلا عن تراجع المخزونات في الولايات المتحدة وخفض الإمدادات من منتجين رئيسين.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.43 دولار أو 1.8 في المائة لتصل إلى 81.07 دولار للبرميل عند التسوية أمس، فيما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.42 دولار أو 1.9 في المائة لتصل إلى 77.07 دولار للبرميل عند التسوية، وهو أعلى مستوى لها منذ 25 أبريل.
ويعني هذا أن الخامين واصلا الارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي، وفقا لـ”رويترز”.
وضغطت بيانات اقتصادية ضعيفة بالصين على أسعار النفط طوال الأسبوع بعدما أعلن ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم نموا مخيبا للآمال في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، ما يزيد من احتمال التخلف عن تحقيق هدف الحكومة للنمو الاقتصادي السنوي البالغ 5 في المائة.
إلا أن المعنويات في أسواق السلع انتعشت أملا في أن تقوم الحكومة المركزية بمزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم الاقتصاد. وأعلنت بكين الأربعاء أنها ستضع خططا لتحقيق استقرار في نمو عشرة قطاعات، إضافة إلى زيادة الدعم للشركات الخاصة.
ومما دعم الأسعار تراجع مخزونات الخام الأمريكية مدعومة بقفزة في صادرات الخام، حسبما قالت إدارة معلومات الطاقة، إضافة إلى ذلك أسهمت بيانات حديثة، مثل معدل التضخم الأقل من المتوقع ونمو الوظائف بوتيرة معتدلة، في إقناع عديد من المستثمرين والمحللين بأن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة المتوقع هذا الشهر سيكون الأخير في دورة التشديد الحالية.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى إبطاء النمو الاقتصادي وخفض الطلب على النفط. وأعلنت الرياض أوائل تموز (يوليو) أنها ستمدد خفضا طوعيا للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا حتى آب (أغسطس) فيما قالت موسكو إنها ستقلص الصادرات 500 ألف برميل يوميا في أغسطس.
وخفض بنك جولدمان ساكس جروب توقعاته لركود الاقتصاد، ما عزز أسعار الخام. وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق في شركة أواندا للاستشارات إن أسعار الخام مستقرة هنا على خلفية التوقعات باستمرار نقص الإمدادات في السوق مع تراجع صادرات النفط الروسي واعتزام الصين تقديم مزيد من الدعم للمستهلكين، ما يحفز النشاط الاقتصادي في الصين أكبر دولة مستوردة للخام في العالم.
وأضاف أن تراجع تدفقات النفط الروسي إلى أقل مستوياتها منذ ستة أشهر، وتزايد التوقعات باستمرار تجمع أوبك+ في خفض إنتاج النفط خلال الصيف الحالي، ما يزيد احتمالات ارتفاع أسعار النفط.
بدوره، قال سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي في تصريحات أمس، إن الإجراءات الحالية التي يتخذها تحالف أوبك+ لدعم سوق النفط كافية في الوقت الحالي، مضيفا أن التحالف “لا يحتاج سوى مكالمة هاتفية” إذا كانت هناك حاجة إلى أي خطوات أخرى”.
ويضخ تحالف أوبك +، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء نحو 40 في المائة من النفط الخام حول العالم. ويعمل على توازن العرض والطلب منذ أواخر 2022 في مسعى لدعم السوق.
وأضاف الوزير خلال زيارة لنيودلهي “ما نفعله كاف كما نقول اليوم، لكننا نجتمع باستمرار وإذا كانت هناك حاجة ملحة لفعل أي شيء آخر خلال تلك الاجتماعات، فسنفعله، لا يحتاج الأمر سوى مكالمة هاتفية”.
وفي أحدث اجتماع حول السياسات الذي عقد في حزيران (يونيو)، اتفق تحالف (أوبك+) على الاستمرار في الحد من الإنتاج حتى 2024 وتعهدت السعودية بخفض طوعي للإنتاج في يوليو الحالي، وهو الخفض الذي مددته حتى الشهر المقبل.
وتلقت أسعار النفط بعض الدعم بعد ظهور أدلة على توازن الأسواق مع تداول خام برنت فوق 80 دولارا للبرميل أمس، مرتفعا من 71 دولارا تقريبا الذي سجله في أواخر يونيو.
وسيعقد تحالف (أوبك+) اجتماعه المقبل للسياسات في نوفمبر، لكن لجنة من الوزراء الرئيسيين ستعقد اجتماعا في الرابع من أغسطس لمراجعة حالة السوق.
وقال الوزير الإماراتي إنه غير قلق بشأن الطلب على النفط ووصف الاستثمار المحدود بأنه التحدي الأكبر.. نعلم مدى تكلفة الاستثمار، ولا يستثمر ويعزز قدرته إلا قلة من الدول”. وأضاف الوزير أن سيجري تطوير آلية مراقبة الإنتاج الروسي مع (أوبك).
من جانب آخر.. ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 81.46 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 80.33 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع على التوالي عقب انخفاضات سابقة وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 80.63 دولار للبرميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.