أعلن بنك التسويات الدولية، الهيئة الجامعة للبنوك المركزية، اليوم عن تعيين كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في منصبين رئيسيين هما رئاسة لجنة اجتماع الاقتصاد العالمي “جي.إي.إم” واللجنة الاستشارية الاقتصادية “إي.سي.سي”، خلفاً لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويأتي هذا التعيين في إطار التغييرات التي تطرأ على قيادة البنك المركزي الأوروبي، حيث من المقرر أن تنتهي فترة لاغارد كرئيسة للبنك المركزي الأوروبي بنهاية أكتوبر 2027.
## تعيين كريستين لاغارد في مناصب قيادية
يرأس جيروم باول حاليًا لجنة اجتماع الاقتصاد العالمي “جي.إي.إم”، التي تضم 30 من كبار محافظي البنوك المركزية حول العالم، بالإضافة إلى اللجنة الاستشارية الاقتصادية “إي.سي.سي” منذ عام 2019. ومع اقتراب انتهاء فترة باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مايو من العام القادم، سيتم تسليم هذه المناصب إلى لاغارد. يشير هذا التعيين إلى التأثير الكبير لأعضاء البنك المركزي الأوروبي، سواء الحاليين أو السابقين، على بنك التسويات الدولية، المعروف أيضاً باسم “بنك البنوك المركزية”.
### هيمنة أعضاء البنك المركزي الأوروبي
يُعد بنك التسويات الدولية من المؤسسات المالية الرائدة التي تجمع بين البنوك المركزية حول العالم، ويلعب دورًا حيويًا في تعزيز التعاون بينها. ومع تعيين لاغارد، يصبح من الواضح أن أعضاء البنك المركزي الأوروبي يحتلون مناصب قيادية في هذا البنك. فقد حل محافظ البنك المركزي الإسباني السابق، بابلو هرنانديث دي كوس، محل المكسيكي أغوستين كارستنز كمدير عام لبنك التسويات الدولية في يوليو الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يرأس محافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيلوروا دو غالو، لجنة اجتماعات جميع المحافظين، التي تُعقد مع البنوك المركزية الأعضاء في بنك التسويات الدولية، والبالغ عددها 63 بنكًا.
## تأثير التعيين على السياسات النقدية العالمية
من المتوقع أن يكون لتعيين لاغارد تأثير كبير على السياسات النقدية العالمية، خاصة وأنها ستتولى قيادة لجنتين اقتصاديين رئيسيتين. ستتيح لها هذه المناصب التأثير على القرارات المالية العالمية وتوجيه النقاشات حول السياسات النقدية. ويُعتبر بنك التسويات الدولية منصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين البنوك المركزية، وسيكون لتعيين لاغارد دورًا في تعزيز هذا التعاون.
### تعزيز التعاون بين البنوك المركزية
يُعد بنك التسويات الدولية من المؤسسات التي تسهم في تعزيز الاستقرار المالي العالمي من خلال توفير منصة للبنوك المركزية لتبادل الخبرات والتنسيق فيما بينها. ومع تعيين لاغارد في المناصب الجديدة، من المتوقع أن يزداد التعاون بين البنوك المركزية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الحالية. وستلعب لاغارد دورًا مهمًا في تعزيز هذا التعاون وتوجيه السياسات النقدية العالمية.
## خاتمة
بإعلان بنك التسويات الدولية عن تعيين كريستين لاغارد في مناصب قيادية، يصبح من الواضح أن البنك المركزي الأوروبي سيظل لاعبًا رئيسيًا في الساحة المالية العالمية. ومع تولي لاغارد قيادة لجنتين اقتصاديين رئيسيتين، من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على السياسات النقدية العالمية. سيكون من المهم متابعة التطورات المستقبلية والتأثيرات المحتملة لهذا التعيين على الاقتصاد العالمي.
