ارتفعت أسعار السكر الخام في الأسواق العالمية لليوم الثاني على التوالي، مدفوعة بتوقعات بتغيير في استراتيجية الإنتاج في البرازيل، أكبر منتج للسكر في العالم. هذا التحول المحتمل نحو إنتاج الإيثانول بدلاً من السكر يثير مخاوف بشأن المعروض المستقبلي، ويضع ضغوطًا تصاعدية على الأسعار. التقرير التالي يستعرض تفاصيل هذا التطور وتأثيراته المحتملة على سوق السلع العالمية.
البرازيل: تحول محتمل في إنتاج السكر والإيثانول
تتمتع المطاحن البرازيلية بالمرونة اللازمة للتحول بين إنتاج السكر والإيثانول، وذلك بناءً على جاذبية الأسعار. ومع انخفاض أسعار السكر الخام بأكثر من 20% هذا العام بسبب توقعات بزيادة المعروض، فإن احتمالية تحويل جزء أكبر من قصب السكر إلى إنتاج الإيثانول تعيد النظر في هذه التوقعات.
زيادة إنتاج قصب السكر مع ثبات إنتاج السكر
تشير تقديرات مجموعة الاستشارات داتاغرو إلى أن إنتاج قصب السكر في منطقة السنتر ساوث، وهي المنطقة الأكبر إنتاجًا في البرازيل، سيصل إلى 620 مليون طن في موسم 2026-2027، مقارنة بـ 607 ملايين طن حاليًا. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الزيادة في إنتاج القصب، من المتوقع أن يظل إنتاج السكر ثابتًا عند 40.8 مليون طن.
ويرجع هذا الثبات إلى تخصيص المطاحن لكميات أكبر من قصب السكر لإنتاج الإيثانول. ويؤكد كلاوديو كوفريغ، خبير السلع في كوفريغ أناليتكس، أن “الأسعار بحاجة إلى الارتفاع لتشجيع المطاحن في البرازيل على إنتاج المزيد من السكر خلال موسم الطحن القادم لإعادتهم إلى الربحية”. ويضيف أن السوق قد تحتاج إلى رؤية العقود الآجلة تتجاوز مستوى تكافؤ الإيثانول، والذي يبلغ حاليًا 16.5 سنتا، لضمان زيادة إنتاج السكر. “تكافؤ الإيثانول” يشير إلى النقطة التي يصبح فيها بيع السكر الخام أو تحويله إلى إيثانول متساويًا من الناحية الاقتصادية.
تهديد الإمدادات من أوروبا
لا يقتصر التحدي على البرازيل فقط. تشير التقارير إلى أن المزارعين الأوروبيين يخططون لخفض المساحات المزروعة بالبنجر (الشمندر) بنسبة 10% في موسم 2026-2027، بعد تخفيضات مماثلة في الموسم الحالي.
انخفاض إنتاج البنجر وتأثيره على المعروض
هذا الانخفاض في المساحات المزروعة أدى بالفعل إلى تراجع الإنتاج الأوروبي إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات. ويحذر الخبراء من أن هذا الوضع قد يؤدي إلى تشديد إضافي في الإمدادات خلال العامين المقبلين، مما يزيد من الضغط على أسعار السكر. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا الانخفاض على صناعة الأغذية التي تعتمد على السكر المستخرج من البنجر.
نظرة على أسعار السلع الأخرى
بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السكر الخام، شهدت أسعار السلع الأخرى بعض التغيرات الطفيفة. وفقًا لبيانات بلومبيرغ، جاءت الأسعار على النحو التالي:
- السكر الخام: ارتفع بنسبة 0.7% ليصل إلى 15.09 سنتا للرطل في نيويورك.
- السكر الأبيض: زاد بنسبة 0.5% في لندن.
- العقود الآجلة لأرابيكا والكاكاو: ارتفعت بشكل طفيف في نيويورك.
هذه التطورات تشير إلى حالة من التقلب في سوق السلع، حيث تتأثر الأسعار بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الظروف الجوية، والسياسات الحكومية، والتغيرات في الطلب والعرض.
مستقبل سوق السكر: توقعات وتحليلات
بشكل عام، تشير التوقعات إلى أن سوق السكر قد يشهد المزيد من التقلبات في الأشهر القادمة. التحول المحتمل في استراتيجية الإنتاج في البرازيل، بالإضافة إلى انخفاض إنتاج البنجر في أوروبا، يمثلان تهديدًا للإمدادات، مما قد يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
ومع ذلك، يجب مراقبة تطورات الطقس في مناطق الإنتاج الرئيسية، بالإضافة إلى أي تغييرات في السياسات الحكومية، لتقييم التأثير الكامل على السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب العالمي على السكر، وخاصة من الدول النامية، يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار الأسعار.
من المهم للمستثمرين والتجار في سوق السلع متابعة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات مستنيرة. كما أن فهم العوامل المؤثرة على إنتاج السكر، مثل تكاليف الإنتاج وأسعار الطاقة، يمكن أن يساعد في توقع التحركات المستقبلية في الأسعار.
هل تتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار السكر؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه!


