يشهد قطاع الطب البيطري في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا واهتمامًا متزايدًا، تجسد ذلك في افتتاح النسخة الرابعة من معرض الطب البيطري والحيوانات الأليفة مؤخرًا في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. هذا الحدث، الذي افتتحه الدكتور علي الشيخي، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المساعد للثروة السمكية والحيوانية، يمثل علامة فارقة في دعم وتطوير هذا القطاع الحيوي، ويعكس رؤية المملكة في تعزيز الأمن الغذائي والرفق بالحيوان. المعرض يعد بمثابة نقطة التقاء للمختصين والشركات والمربين، لتبادل الخبرات، واستعراض أحدث التقنيات والمنتجات في مجال رعاية الحيوانات.
انطلاق فعاليات معرض الطب البيطري والحيوانات الأليفة في الرياض
أقيم حفل الافتتاح بحضور ممثلي الجهات الحكومية والشركات الرائدة في هذا المجال، بالإضافة إلى وفود من عدد من الدول المشاركة. وقد شهد الحفل قص شريط الافتتاح وجولة تفقدية للأجنحة المختلفة، مما أتاح للحضور فرصة الاطلاع على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الطب البيطري. كما تميز المعرض بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، والجهات المحلية والدولية المعنية.
تعزيز الابتكار والخدمات الرقمية
تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز الابتكار في مجال الخدمات البيطرية، وتشجيع استخدام التقنيات الرقمية الحديثة في تشخيص وعلاج الأمراض الحيوانية. كما تسعى إلى تحفيز الاستثمار في الصناعات المرتبطة بالحيوانات، وتطوير خدمات الرعاية التي تضمن الرفق بالحيوان وحمايته. هذا التوجه يتماشى مع الجهود الوطنية الرامية إلى بناء قطاع زراعي مستدام ومتطور.
منصة رائدة لصناعة الطب البيطري
يُعد معرض الطب البيطري والحيوانات الأليفة منصة رائدة تجمع نخبة من الشركات والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال على مستوى المملكة والعالم. يستعرض المعرض مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك الأدوية البيطرية، والمعدات الطبية المتطورة، والحلول الغذائية المتخصصة، بالإضافة إلى المراكز البحثية والجامعات التي تساهم في تطوير المعرفة والابتكار في مجال رعاية الحيوانات.
يشارك في المعرض أكثر من 120 عارضًا من 20 دولة، مما يجعله حدثًا عالميًا يتيح تبادل الخبرات والمعرفة بين مختلف المختصين. هذا التنوع يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع الثروة الحيوانية والسمكية في المملكة.
فعاليات متخصصة تثري المعرض
لم يقتصر المعرض على استعراض المنتجات والخدمات، بل تضمن أيضًا مجموعة متنوعة من الفعاليات المتخصصة التي تهدف إلى تثقيف وتدريب المهتمين في هذا المجال. ومن أبرز هذه الفعاليات:
مسابقات وعروض مهارات
المسابقة الدولية لتجميل الكلاب والقطط، التي تهدف إلى تعزيز مهارات المربين والمتخصصين في العناية بالمظهر الجمالي للحيوانات الأليفة. كما أقيمت مسابقة “أليفي في حياتي” التي تركز على أهمية الرفق بالحيوان وتشجيع السلوك الإيجابي تجاهه. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك عرض “كات شو” الذي يوفر فرصة تعليمية للزوار للتعرف على سلالات القطط المختلفة وخصائصها.
ورش عمل ودورات تدريبية
تضمن المعرض أيضًا “ماستر كلاس” لتعليم أحدث الأساليب والتقنيات في تجميل الكلاب والقطط، بالإضافة إلى برامج علمية متخصصة يقدمها خبراء في الطب البيطري ورعاية الحيوانات الأليفة. هذه الفعاليات ساهمت في إثراء المعرض وتوفير قيمة مضافة للحضور.
نمو واعد لقطاع الطب البيطري في المملكة
تشير التقارير والدراسات الحديثة إلى أن قطاع الطب البيطري في المملكة يشهد نموًا متسارعًا، مدفوعًا بزيادة الوعي بأهمية رعاية الحيوانات الأليفة والمنتجة. ويُقدَّر حجم سوق الطب البيطري بنحو 764.8 مليون ريال بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي يصل إلى 5%. كما يُقدَّر سوق رعاية الحيوانات الأليفة بنحو 4.4 مليار ريال، مع نمو سنوي يتجاوز 9%.
هذه الأرقام تؤكد على الإمكانات الهائلة التي يمتلكها هذا القطاع، وعلى أهمية الاستثمار فيه وتطويره. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدعم الحكومي الكبير، من خلال برامج مثل البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا النمو.
في الختام، يمثل معرض الطب البيطري والحيوانات الأليفة منصة حيوية لتعزيز وتطوير قطاع الطب البيطري في المملكة العربية السعودية. من خلال استعراض أحدث التقنيات والمنتجات، وتوفير فرص التدريب والتثقيف، وتشجيع الاستثمار والابتكار، يساهم المعرض في بناء قطاع زراعي مستدام ومتطور، يضمن الأمن الغذائي والرفق بالحيوان. ندعو جميع المهتمين بهذا المجال إلى زيارة المعرض في نسخته القادمة للاستفادة من الفرص التي يوفرها، والمساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي.


