- مصير مجهول ينتظر أصحاب العربات مع بداية العام الجديد
جاء قرار الهيئة العامة للغذاء والتغذية، بالتعاون مع «الداخلية» و«البلدية»، إيقاف جميع تراخيص عربات الآيس كريم بعد دراسة للجوانب الصحية في الأمر ودرءا لأي مخاطر قد تؤثر على المستهلكين. لكن الأمر ذو شجون، فقد تعلق «راعي البرد» في أذهان الكثيرين بذكريات جميلة وأوقات رائعة وتجارب تثير لديهم شعورا بالحنين إلى أيام أول، حيث يحصل الجميع على المثلجات من عربات الأيس كريم في مختلف المناطق. وفقا للقرار سيكون آخر يوم في ترخيص هذه العربات هو 31 ديسمبر الجاري، لتطوى بذلك صفحة جلها مشاعر إيجابية تغلب عليها أجواء من الدفء. ونتجت هذه الخطوة عن مخاوف صحية تتعلق بكيفية تشغيل هذه العربات لاسيما طرق التخزين، حيث يمكن أن يتسبب سوء التخزين في حرارة صيف الكويت الشديدة، إلى تلف المواد الغذائية، مما يمثل مخاطر صحية خطيرة على المستهلكين، تتناقض مع سعي السلطات إلى ضمان أن تفي جميع الأغذية المبيعة في البلاد بمعايير السلامة العالية. كما أن هناك جوانب اجتماعية وأمنية أيضا، فضلا على مشاكل اخرى مثل الازدحام المروري.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من بائعي عربات الايس كريم الذين تحدثوا عن مصائرهم والبديل المحتمل الذي قد يكون مصدرا لكسب قوتهم، وكذلك آراء المواطنين في هذا الموضوع، فجاءت كما في السطور التالية.
في البداية، قال البائع أحمد السيد إنه يحترم قرار الحكومة وهو في الوقت نفسه لا يعرف ما هو مصيره بعد تطبيقه، فهو يعمل في هذه المهنة منذ 5 سنوات ويكسب رزقه من خلالها ولا يعرف ما هو البديل الذي ممكن ان يكون موجودا من خلال الشركة.
وأضاف: نقوم بتنزيل البضائع من قبل الشركة التي نعمل بها، ونعمل حسب الاصول من غير أي مخالفات في قانون العمل، والحمدلله على كل شيء وحتى أحوال الجو نتحملها مادام هذه لقمة أولادنا وانا أتعامل مع الاطفال مثل أولادي، متابعا: نعمل لمدة 9 شهور ولكن اصعب 3 شهور تكون أشهر الصيف يونيو ويوليو وأغسطس.
وقال السيد: كما تشاهد هذه العربة الصغيرة يوجد بها اكثر من 15 نوعا من الآيس كريم وعدة نكهات من العصير، بالاضافة إلى الماء وهذا من فضل الله وما أفاء به من خير على الكويت فأنا فاتح بها بيت في بلدي والحمدالله، والآن لا أعرف ما هو مصيري وأتأمل أن يكون لنا عمل بديل من خلال الشركة التي نعمل بها لكي نكسب رزقنا بعرق جبيننا.
مربح ومتعب
من جانبه، قال البائع ابو محمد انه يعمل في هذه المهنة منذ عام 2006 ومن خلالها يكسب لقمة عيشه، مضيفا: الحمدلله بيع العربات المتنقلة للآيس كريم حلو ومربح لكنه متعب جدا وخصوصا في فصل الصيف، والآن نحن في حالة ترقب وخوف وقلق ولكننا مع قوانين البلد ونعرف ان الكويت بلد الخير والانسانية ولن تنسانا، ولدينا أمل أن يكون هناك بديل نكسب قوتنا من خلاله.
بدوره، قال البائع محمد مصطفى انه يعمل في هذه المهنة منذ 7 سنوات وهذا مصدر رزقه الوحيد ولقمة عيش اولاده، متابعا: نحن مستمرون في العمل حتى 31 الشهر الجاري ولا نعرف ما هو مصيرنا أو ما سوف يكون البديل من خلال الشركة التي نعمل بها.
الذاكرة الشعبية
أما محمد العياضي فقال: منذ أن كنا أطفالا اعتدنا عربات البرد واصبحت من ذاكرتنا وانا برأيي ان وجودهم مهم، وبالاخص في فصل الصيف الحار، فوجودهم في الطرقات يسهل علينا شراء الماء او الايس كريم لنا ولاولادنا من دون العناء والذهاب إلى البقالة او الجمعية فوجودهم لطيف يلطف حرارة الجو.
من جانبها، قالت عبير التركي انها ليست مع القرار ودائما في كل زيارة لها إلى الكويت من السعودية تقصد عربات البرد حتى في فصل الشتاء. وتقول: وجودهم لا تغني عنه البقالات، بالاخص اذا السائق في عجلة من أمره واضطر إلى شراء الماء لاسيما في الجو الحار، مؤكدة أن وجودهم اذا كان ضمن الالتزام بالاشتراطات الصحية والرقابة الغذائية فهو خيار جيد للجميع.
الذكريات الطيبة
بدورها، قالت اسماء زاهر ان عربات الايس كريم لها ذكريات جميلة لدينا، مشيرة إلى أهمية وجودها حيث إنها من جهة تساعد الناس في حرارة الصيف في شراء الماء والايس كريم، وبالاخص اذا كانوا في عجلة من امرهم، ولكن من جهة اخرى، فإن هذه العربات في بعض الاحيان يكون الالتزام فيها بمعايير الصحة والسلامة ليس بالقدر الكافي، وفي هذه الحالات من الممكن أن تنقل الامراض إلى المستهلكين.
هادي العنزي بدوره قال: هذه ارزاق ولا نتمنى ان يقطع رزق احد وهؤلاء منذ الثمانينات موجودين في الكويت، وهذا مصدر رزقهم ونتمنى للجميع ان يرزقهم الله ويوفقهم وان يتم توفير بدائل اخرى لهم يمكنهم من خلالها كسب رزقهم وجنى لقمة عيشهم.
من جهتها، قالت أم مريم انها ضد قرار ايقاف عربات الايس كريم، مرجعة ذلك إلى أنهم جزء من ذاكرة الشعب ومنذ زمن بعيد الجميع معتادون على عربات البرد، مؤكدة أنها حزينة على هذا القرار وليست معه، مضيفة أن البقالات ليست بديلا فهم موجودون في كل مكان من شوارع الكويت ويلطفون حرارة الجو.
أما اسماء محمود فقالت إنه راعي البرد صانع ذكريات ولكن هناك بعض السلبيات التي منها ازدحام الطرقات وموضوع النظافة والمخاطر الصحية والقرار اكيد لم يتخذ عن عبث وله أبعاد أخرى يرونها تصب في مصلحة الكويت.
زهرة ابو القاسم استذكرت أيام الماضي قائلة: نحن منذ زمن اعتدنا على وجود عربة البرد في الكويت وننتظر صوت راعي البرد لنذهب ونشتري الماء والايس كريم، والاطفال يحبونه وطلاب المدارس ولم يحدث مرة أني اشتريت الايس كريم في حالة سيئة أو ذائب، بل بالعكس، وفي كثير من الاحيان اعطيه فلوس لكي يوزع ماء على الناس في فصل الصيف وعندما يكون الجو حارا جدا وبراي لابديل لهم.
بدورها، قالت دعاء فتحي انها حزنت جدا بسبب القرار، مضيفة: وجود عربات الايس كريم جميل ويحل ازمة في كل مكان، بالاخص اذا الاطفال احتاجوا الماء و«البرد» سواء كنا في السيارة او نمشي على شارع الخليج.
وتابعت: وجود هذه العربات يترك لدى زبائنهم صغارا وكبارا انطباعات جيدة تدخل عليهم بالانتعاش وتكسر حدة لهيب الصيف في الاجواء الحارة.