قصفت طائرات الجيش السوداني اليوم الأربعاء لأول مرة مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة الأبيض وسط البلاد، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن إشراك مصر والإمارات في مفاوضات جدة بين الجيش السوداني والدعم السريع قد يكون مفتاحا لإحراز تقدم فيها.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني شن قصفا جويا للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات على مواقع تمركز قوات الدعم السريع في غرب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

وأضاف المراسل أن قوات الدعم السريع ردت على القصف الجوي بإطلاق مضادات الطيران.

وكانت المدينة شهدت مواجهات بين الجانبين منذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وفي إقليم دارفور غربي البلاد، قالت مصادر محلية للجزيرة إن مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور شهدت، أمس الثلاثاء، معارك شديدة بين الجيش والدعم السريع.

من ناحية أخرى، قال مصدر في الجيش للجزيرة، اليوم الأربعاء، إن الجيش أسقط طائرتين مسيرتين أثناء محاولة الدعم السريع أمس الثلاثاء قصف سلاح المدرعات في الخرطوم.

مدينة الجنينة

وقالت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) إن الوضع في مدينة الجنينة غرب إقليم دارفور كارثي، وهو الأسوأ على الإطلاق، مشيرة إلى أن جميع مستشفيات المدينة خارج الخدمة.

وأضافت النقابة أنه يتعذر تماما حصر ضحايا أعمال العنف القبلي والاشتباكات بسبب خروج المستشفيات من الخدمة وانقطاع الاتصالات.

وأفاد مراسل الجزيرة على الحدود السودانية التشادية بسماع دوي القذائف الثقيلة على مدار الساعات الماضية في مدينة الجنينة ومحيطها.

وأضاف المراسل أن سكان مدينة أدري التشادية سمعوا أصوات القذائف التي لا يعرف موقع إطلاقها في الداخل السوداني على وجه التحديد.

وقال شهود عيان إن استمرار إطلاق النار في الجنينة يحول دون خروج معظم السكان من المدينة.

مفاوضات جدة

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية -لم تكشف عن اسمه- قوله إن إشراك شركاء إقليميين مثل مصر والإمارات في مفاوضات جدة (التي ترعاها واشنطن والرياض) بين طرفي الصراع في السودان “قد يكون مفتاحا لإحراز تقدم في التفاوض”.

وأضاف المسؤول الأميركي أن الأطراف الحالية في جدة بحثت توسيع المشاركة بالمفاوضات، مضيفا أن مصر والإمارات لديهما نفوذ محدد على طرفي النزاع في السودان يمكن أن يكون مفيدا.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين مطلعين قولهم إن المفاوضات في جدة كانت تتعثر جزئيا بسبب غياب اللاعبين الرئيسيين بما في ذلك مصر والإمارات.

وقال دبلوماسي مقيم في القاهرة إن هناك منتدى جديدا بقيادة الاتحاد الأفريقي يهدف إلى إشراك دول عربية وأفريقية في عملية التفاوض بين طرفي أزمة السودان، بما في ذلك مصر والإمارات، لكن ليس واضحا ما إذا كان أي من البلدين مستعدا لممارسة ضغوط حقيقية.

وكان الرئيس الكيني وليام روتو قال أمس الثلاثاء إن مجموعة أفريقية أخرى داخل ذلك المنتدى، هي الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، تعتزم مقابلة قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال الأيام العشرة المقبلة في محاولة لوقف الحرب.

وقال محمد المختار، وهو مستشار كبير لحميدتي، إن الدعم السريع تدعم عمليتي جدة والاتحاد الأفريقي، وإنه ينبغي توسيعهما لتشملا الأطراف المدنية من أجل الوصول إلى “حل شامل”.

وأضاف المختار في تصريح لرويترز أن البرهان لا يمكن أن يكون جزءا من أي سلطة مستقبلية في السودان وأن حميدتي، الذي ذكر أنه مع قواته في ساحة المعركة، لن يكون له دور سياسي لكنه سيواصل قيادة قوات الدعم السريع.

تصريحات عقار

في المقابل، قال مالك عقار -وهو نائب رئيس مجلس السيادة السوداني في تصريحات للجزيرة مباشر على هامش قمة الإيغاد في جيبوتي- إنه تم الاتفاق مع الدول الأعضاء في الهيئة على عقد لقاء بين عبد الفتاح البرهان وبين حميدتي قائد ما سماها قوات الدعم السريع المتمردة.

وأضاف عقار أن اللقاء الذي لم يحدد مكان انعقاده سيبحث 3 قضايا، وهي وقف إطلاق النار والملفان الإنساني والسياسي.

وقبل تصريحات عقار، قال مسؤول سوداني (رفض الكشف عن اسمه) إن اللقاء بين البرهان وحميدتي “لن يتم في ظل الظروف الراهنة”.

وأضاف المسؤول السوداني أن قيادة الجيش ومجلس السيادة لديهما تحفظات عدة على بيان قمة إيغاد التي عقدت في جيبوتي أول أمس الاثنين.

وقالت وزارة الخارجية السودانية إن وفد بلادها إلى القمة أبدى اعتراضه على عدد من الفقرات في مسودة البيان الختامي لعدم مناقشتها والاتفاق عليها.

ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجات من النزوح واللجوء.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.