قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الحديث عن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذر للرماد، وطالما لم تجد الحكومة بديلا لحماس فالحركة ستبقى، قبل أن يسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للرد على ذلك.

وأضاف هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- أن “الاعتقاد أن بالإمكان تدمير حركة حماس وإخفاءها هو ذر للرماد في عيون الإسرائيليين”.

ولفت إلى أن حماس فكرة وحزب، وأنها مغروسة في قلوب الناس، ومن يعتقد أن بإمكاننا إخفاءها فهو مخطئ، وأكمل قائلا “هي فكرة لا يمكن القضاء عليها، فالإخوان المسلمون موجودون في المنطقة”.

ومضى موضحا “نحن ندفع ثمنا باهظا في الحرب، لكننا لا يمكن أن نبقى صامتين ونقوم بكل ما نستطيع به”، لافتا إلى صعوبة الوصول إلى زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، لكنه قال إن “الشاباك والاستخبارات العسكرية ستجد الطريق وتقتله، وهذا هدفنا”.

وأشار إلى أن الجيش يعمل على مدار الساعة لإعادة “المخطوفين” (الأسرى) في غزة أحياء رغم المخاطر، وشدد على أنه لا تمكن إعادة كافة المحتجزين بالوسائل العسكرية.

وحول العملية الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة، لفت هاغاري إلى أن كتيبة رفح التابعة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- كانت جزءا من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأنها بمثابة الأكسجين للحركة.

وأضاف قائلا “نحن قريبون من القضاء عليها، وسنشرح للمستوى السياسي، ثم الجمهور، الإنجازات العسكرية التي تحققت”.

وشنت كتائب القسام في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوما كبيرا على مستوطنات وقواعد وثكنات غلاف غزة، وأسرت ما لا يقل عن 240، وأطلق سراح أكثر من 100 منهم في هدنة إنسانية مؤقتة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

التصعيد في الشمال

وعن تطور الأحداث على الجبهة الشمالية مع لبنان، أكد الناطق باسم جيش الاحتلال الاستعداد لأي سيناريو، مشيرا إلى أن أي مواجهة مع لبنان ستنتهي باتفاق.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي بكافة قياداته ملزم بإعادة السكان في الشمال، لافتا إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هو العنوان في لبنان و”نحن نهاجم لإزالة التهديد، ونعرف أين يوجد حزب الله، وما قدراته، وما الموجود على الحدود”.

وبشأن مسيّرة حزب الله التي صورت مناطق إستراتيجية في حيفا شمالي إسرائيل، قال هاغاري إنها صغيرة جدا، لكن مسؤولية الجيش وهدفه عدم تهديد الناس، لأن إسقاطها سيتسبب في أضرار.

تعليق رئاسة الوزراء

بدوره، سارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرد على تصريحات هاغاري، وقال -في بيان- إن “الكابنيت الأمني حدد تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية كأحد أهداف الحرب وجيش الدفاع ملتزم بذلك”.

من جانبها قالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن لهجة هاغاري كانت حادة جدا ضد القيادة السياسية، مشيرة إلى أن تصريحاته بشأن حماس تتصدر المواقع الإخبارية الإسرائيلية كافة.

وسرعان ما أصدر الجيش الإسرائيلي توضيحا قال فيه إن المتحدث باسمه دانيال هاغاري كان يتحدث عن “تدمير حماس كفكرة وأيديولوجيا. وأقواله واضحة جدا، وأي ادعاء بخلاف ذلك هو إخراج لأقواله عن سياقها”.

وأضاف أن “الجيش ملتزم بتحقيق أهداف الحرب التي حددها الكابينت، ويعمل على ذلك ليلا ونهارا منذ بداية الحرب”.

من ناحية أخرى، قال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي إن تصريحات هاغاري ليست إلا إشارة إلى “الروح القيادية المتراخية والضعيفة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت”.

وتابع قائلا “إذا كان غالانت وهاليفي غير قادرين على الانتصار، فليذهبا ولا يكونا سبب خسارتنا”. وأضاف أن على المتحدث باسم الجيش أن يركز على تقوية ودعم المقاتلين.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن البيانات المقدمة إلى أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) تشير إلى عدم انهيار حركة حماس في قطاع غزة، بل إنها تمكنت من الحفاظ على قوتها.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.