انتقدت فرقة موسيقى الراب الأيرلندية الشمالية “نيكاب” حربَ إسرائيل على غزة خلال حفل أحيته في مهرجان “روك آن سين” بمدينة سان كلو قرب باريس -أمس الأحد- متحدية ضغوط منظمات يهودية فرنسية ومسؤولين حكوميين على خلفية مواقفها المؤيدة لفلسطين.
وهتف أعضاء الفرقة الثلاثة بشعار “فلسطين حرة.. حرة” خلال الحفل الذي حضره آلاف الأشخاص، وسط حماس جماهيري ورفع للكوفيات الفلسطينية والقمصان الأيرلندية، رغم الدعاوى القضائية التي طالت أحد أعضاء الفريق بتهمة دعم حزب الله اللبناني.
ورغم تحذيرات وزير الداخلية الفرنسي بضرورة منع أي تصريحات “معادية للسامية أو تمجيد للإرهاب” استمر العرض بعد توقف قصير إثر احتجاجات محدودة من بعض الحضور، في وقت قررت السلطات المحلية سحب دعمها المالي للمهرجان لرفضه إلغاء مشاركة الفرقة.
وظهرت على خلفية المسرح عبارة “الحكومة الفرنسية متواطئة” في إشارة إلى اتهامها بتسهيل بيع الأسلحة لإسرائيل.
وتصاعد الجدل المثار حول “نيكاب” مؤخرا بعد مثول مغنيها ليام أوهانا المعروف بـ”مو شارا” أمام محكمة بريطانية بتهمة دعم منظمة محظورة، عقب رفعه علم حزب الله في حفل بلندن عام 2024، حيث أُجلت الجلسة إلى 26 سبتمبر/أيلول المقبل.
“جرأة في تحدي الأنظمة”
واكتسبت الفرقة، التي تأسست عام 2017، شهرة واسعة مؤخرا، وواجهت حظرا من دخول المجر لأسباب تتعلق باتهامات بـ”معاداة السامية”. ولكنها شاركت في مهرجانات كبرى أبرزها غلاستونبري في بريطانيا.
وبينما يرى مؤيدوها أنها تعبر عن “الجرأة في تحدي الأنظمة” يصفها منتقدوها بأنها “خطيرة ومتطرفة”.
واستوحت الفرقة -التي تؤدي أغاني بالإنجليزية والأيرلندية- اسمها من ممارسة جماعات مسلحة كانت تطلق النار على ضحاياها عند مستوى الركبتين خلال حرب أيرلندا الشمالية.
وأقامت الفرقة حفلتين في فرنسا لم تتخللهما أية حوادث، وذلك مطلع يوليو/تموز ومنتصف أغسطس/آب، إلا أن بعض الأصوات طالبت بإلغاء الحفلة المقررة في سان كلو.
وكتب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا يوناتان عرفي -على منصة إكس هذا الأسبوع- أن السماح بمشاركة الفرقة في مهرجان سان كلو “تدنيس لذكرى 50 فرنسيا راحوا ضحية حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول”.
ودافعت إدارة المهرجان -وهي مشتركة بين مجموعة أميركية وأخرى فرنسية يملكها رجل الأعمال ماتيو بيغاس- عن مشاركة فرقة “نيكاب” مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ”حرية الإبداع والتعبير” وحذرت من الانزلاق إلى “رقابة تهدد المهرجانات والإعلام”.