وقعت الهيئة العامة للموانئ السعودية (“موانئ”) اتفاقية مع شركة هيزون الدولية للخدمات اللوجستية لإنشاء منطقة لوجستية متخصصة في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام. يهدف هذا المشروع، الذي تبلغ قيمته 30 مليون ريال سعودي، إلى تعزيز القدرات اللوجستية للميناء وتسهيل حركة الحاويات، مما يدعم مكانة المملكة كمركز لوجستي إقليمي وعالمي. وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية الطموحة.

تم توقيع العقد بين رئيس الهيئة العامة للموانئ، المهندس سليمان بن خالد المزروع، ورئيس شركة هيزون الدولية للخدمات اللوجستية، السيد فرانك شو، بحضور مسؤولين من كلا الطرفين. ستقام المنطقة اللوجستية على مساحة 47 ألف متر مربع، وستركز بشكل خاص على البضائع القادمة من الصين.

تعزيز القدرات اللوجستية في ميناء الدمام

يمثل هذا الاستثمار خطوة مهمة نحو تطوير البنية التحتية اللوجستية في ميناء الملك عبد العزيز، الذي يعتبر أحد أهم الموانئ في المملكة. تسعى “موانئ” باستمرار إلى جذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية لتحسين كفاءة العمليات وزيادة القدرة الاستيعابية للموانئ السعودية. وتشمل هذه الجهود تطوير البنية التحتية، وتبني أحدث التقنيات، وتحسين الإجراءات الجمركية.

تهدف شركة هيزون الدولية للخدمات اللوجستية من خلال هذه المنطقة إلى إنشاء منشآت متخصصة لتخزين البضائع الصينية، بما في ذلك المعدات وقطع الغيار الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الشركة ببناء مستودع حديث بمساحة 20 ألف متر مربع لتوفير حلول تخزين متنوعة لعملائها الدوليين. هذا التوسع يعكس الثقة في الاقتصاد السعودي والفرص المتزايدة في قطاع الخدمات اللوجستية.

أهمية المنطقة اللوجستية الجديدة

من المتوقع أن تساهم المنطقة اللوجستية في زيادة حجم البضائع التي يتم التعامل معها في ميناء الدمام، حيث تقدر القدرة الاستيعابية بـ 600 ألف طن سنوياً. كما ستوفر أكثر من 100 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع اللوجستي، مما يدعم جهود توطين الوظائف في المملكة. وتعتبر هذه الوظائف جزءًا من رؤية المملكة 2030 لتنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل مستدامة.

تأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه قطاع الخدمات اللوجستية نموًا ملحوظًا في المملكة، مدفوعًا بالاستثمارات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية بسبب التوسع في التجارة الإلكترونية والنمو الاقتصادي. وتشمل الخدمات اللوجستية المتوقعة في المنطقة عمليات التخليص الجمركي، والتعبئة والتغليف، والنقل الداخلي والخارجي.

ميناء الملك عبد العزيز يتميز بـ 43 رصيفًا مجهزة بالكامل، وقدرة استيعابية تصل إلى 105 ملايين طن من البضائع والحاويات سنويًا، وفقًا لبيانات الهيئة العامة للموانئ. هذه القدرات تجعله نقطة عبور حيوية لحركة التجارة بين الشرق والغرب، وتدعم طموحات المملكة في أن تصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا. وتشمل الموانئ السعودية الأخرى ميناء جدة الإسلامي وميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل.

تعتبر الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقتها المملكة في عام 2021، إطارًا شاملاً لتطوير القطاع اللوجستي وتحسين كفاءته. تهدف الاستراتيجية إلى زيادة مساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين تصنيف المملكة في المؤشرات اللوجستية الدولية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتشمل أهداف الاستراتيجية تطوير شبكة السكك الحديدية، وتحسين خدمات النقل البري والبحري والجوي، وتسهيل الإجراءات الجمركية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل “موانئ” على تطوير مناطق لوجستية متكاملة في جميع الموانئ الرئيسية في المملكة، بهدف توفير خدمات لوجستية متكاملة للشركات والمستثمرين. وتشمل هذه المناطق مستودعات، ومراكز توزيع، ومناطق مخصصة للتصنيع والتجميع. وتعتبر هذه المناطق جزءًا من جهود المملكة لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط.

من المتوقع أن يتم الانتهاء من إنشاء المنطقة اللوجستية في ميناء الدمام خلال العام القادم، مع البدء في التشغيل التجريبي في الربع الأول من عام 2025. ومع ذلك، قد تتأثر هذه المواعيد النهائية بظروف السوق والتحديات اللوجستية العالمية. وسيراقب المعنيون عن كثب التقدم المحرز في المشروع وتأثيره على حركة التجارة في المنطقة.

تظل الشراكات بين القطاعين العام والخاص حجر الزاوية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في قطاع النقل والخدمات اللوجستية. وسيكون من المهم الاستمرار في جذب الاستثمارات وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان نجاح هذه المبادرات وتحقيق الفوائد المرجوة للاقتصاد الوطني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version