يواصل الاتحاد الأوروبي جهوده الدبلوماسية في أوكرانيا هذا الأسبوع، إذ التقت مفوضة التوسع الأوروبية مارتا كوس ممثلي الأقلية المجرية في مدينة أوزهورود غربي البلاد، في محاولة لتهدئة التوترات مع المجر التي تعرقل مساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وتسعى أوكرانيا إلى تسريع انضمامها إلى التكتل المكون من 27 دولة، معتبرةً إياه الطريق الأكثر واقعية لتحقيق الازدهار الاقتصادي وتشكيل درع حماية ضد التهديد الروسي منذ غزو 2022.

لكن الانضمام ليس بالأمر السهل، إذ يضع الاتحاد معايير صارمة تشمل إصلاحات قد تجد أوكرانيا صعوبة في تحقيقها، بينما تتصلب معارضة المجر بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الكرملين مقارنة بمعظم القادة الأوروبيين.

لماذا تعارض المجر انضمام أوكرانيا؟

وأعربت المجر عن قلقها بشأن حقوق الأقلية المجرية في أوكرانيا، خصوصاً فيما يتعلق باللغة، إلى جانب مخاوف أمنية واقتصادية محتملة إذا انضمت أوكرانيا إلى الاتحاد، وقالت كوس خلال زيارتها لمدارس الأقليات المجرية والسلوفاكية في أوزهورود: «لا توسع دون حماية الأقليات».

وتدهورت العلاقات بين المجر وأوكرانيا، أخيراً، بعد اتهامات أوكرانية بأن طائرات مسيرة في مجالها الجوي قد تكون مصدرها المجر، مما دفع بودابست إلى التشكيك في عقلية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

طرد دبلوماسيين وحظر وسائل إعلام

وتبادل الطرفان طرد دبلوماسيين وحظر وسائل إعلام ومنع دخول مسؤول عسكري على الأقل، كما شكك أوربان في سيادة أوكرانيا، مستغلاً موقفه من أوكرانيا كشعار انتخابي قبل انتخابات صعبة العام المقبل.

وتعارض المجر تقدم أوكرانيا إلى المرحلة التالية من المحادثات، وهي العملية التي تتطلب موافقة بالإجماع من الدول الأعضاء الـ27.

مفاوضات أوكرانية

وتسعى أوكرانيا ومعظم دول الاتحاد إلى بدء مفاوضات أولية حول ست «مجموعات» تغطي مجالات مثل الحقوق والسياسات الاقتصادية، لكن المجر تمنع العملية.

وأقرت أوكرانيا قانوناً في 2017 يلزم المدارس بتعليم الطلاب فوق سن الـ10 باللغة الأوكرانية، مما أثار انتقادات، وعلى الرغم من تعديلات في 2023، يرى منتقدون أنها لم تكن كافية. يشجع الاتحاد أوكرانيا على تنفيذ خطة عمل لحقوق الأقليات اعتُمدت في مايو.

ضغط أوروبي

وأكدت كوس لممثلي الأقليات أن المفوضية الأوروبية ستكون ضامنة وستشرف على التزامات كييف، مضيفة: «صدقوني، سأكون صارمة جدّاً».

وتهدف زيارتها إلى إظهار دعم الاتحاد لحقوق الأقليات وإرسال رسالة سياسية إلى كييف وبودابست، تشجع الأولى على مواصلة الإصلاحات وتحث الثانية على رفع الفيتو.

وقالت كوس: «الرسالة إلى بودابست هي أننا نأخذ مخاوف أعضائنا على محمل الجد»، مشيرة إلى إمكانية حل مخاوف المجر خلال مفاوضات المجموعات.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version