القدس المحتلة- يحلّ اليوم الثلاثاء اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يوافق 27 أغسطس/آب من كل عام، مع إضافة مكان احتجاز جديد للجثامين هذا العام وهو المعسكر الإسرائيلي السيئ الصيت سديه تيمان.

وورد في ورقة حقائق أصدرتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء ومؤسسات الأسرى الفلسطينيين بهذه المناسبة أن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز 552 شهيدا، بينهم 256 في “مقابر الأرقام” والبقية في ثلاجات خاصة، ومنهم أيضا 296 شهيدا يحتجز جثامينهم منذ عودة سياسة الاحتجاز في عام 2015.

وقال منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء حسين شجاعية -للجزيرة نت- إن سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 44 شهيدا من محافظة القدس ما بين مقابر الأرقام والثلاجات.

جثامين أطفال

ووفقا لمنسق الحملة، فإن أصغر الجثامين المقدسية المحتجزة تعود للشهيدين الطفلين وديع عليان وخالد الزعانين اللذين يبلغان من العمر 14 عاما، بينما يعود أقدم جثمان للشهيد جاسر شتات الذي قُتل عام 1968 وتحتجز سلطات الاحتلال جثمانه في “مقابر الأرقام”.

واستشهد الطفل وديع عليان من بلدة جبل المكبر في 5 فبراير/شباط المنصرم، بعد إطلاق الرصاص تجاهه عند مدخل مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس بادعاء محاولته تنفيذ عملية طعن.

أما الطفل خالد الزعانين، الذي تعيش عائلته في بلدة بيت حنينا بالقدس، فأُعدم بدم بارد يوم 30 أغسطس/آب من عام 2023 المنصرم بادعاء تنفيذه عملية طعن عند إحدى محطات القطار الخفيف بشارع رقم “1” في القدس، وتُرك الطفل ينزف دون إسعافه حتى استشهاده.

وعند سؤاله عمّا إذا كانت سلطات الاحتلال تتعامل مع ملفات جثامين المقدسيين المحتجزة كما تتعامل مع جثامين شهداء الضفة الغربية وقطاع غزة، قال منسق الحملة حسين شجاعية “إن التعامل مع جثامين شهداء القدس وفلسطينيي 48 مختلف جدا سواء في المراسلات القانونية والترافع أمام المحاكم الإسرائيلية، أو في الإفراج لاحقا عنها والشروط التي توضع من أجل تسليمها”.

وأضاف “تُفرض شروط كثيرة على المقدسيين بدءا من التشييع في أماكن محددة وبعد منتصف الليل، مرورا بفرض كفالات مالية باهظة جدا وتحديد عدد المشيعين ومنع إدخال أي وسيلة تصوير”.

ويهدف الاحتلال من خلال هذه الشروط القاسية لمنع تحويل جنازات الشهداء إلى مظاهرات شعبية يشارك فيها أهالي المدينة، ولمنع توثيق الحالة التي يُسلّم بها الشهداء بعدسات الكاميرات والهواتف بعد أشهر وسنوات طويلة من احتجاز الجثامين في صقيع الثلاجات.

تصاعد الاحتجاز

ووفقا للحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، فإن من بين مجموع الجثامين المحتجزة 9 نساء، و32 شهيدا من الحركة الأسيرة، و55 طفلا لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما، و5 شهداء من المناطق المحتلة عام 1948، و6 شهداء من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وتشير ورقة الحقائق التي نشرتها الحملة اليوم أنه “منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم صعّد الاحتلال من سياسة احتجاز الجثامين، إذ بلغ عددها 149 جثمانا، وهذا العدد أكثر من نصف الشهداء المحتجزين منذ عام 2015، علما أن هذا المعطى لا يشمل الشهداء المحتجزين من قطاع غزة منذ الحرب”.

ويطلق مصطلح “مقابر الأرقام” على مقابر دفنت فيها بطريقة غير منظمة جثامين فلسطينيين وعرب قتلهم الجيش الإسرائيلي ودفنهم في قبور تحمل أرقاما وفق ملفاتهم الأمنية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية في العقدين الأخيرين عن بعضها في منطقة الأغوار وشمال البلاد.

وتحتجز سلطات الاحتلال جثامين الشهداء بغطاء قانوني منذ سبتمبر/أيلول 2019، حين أجازت المحكمة العليا للقائد العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية احتجاز جثامين فلسطينيين قتلهم الجيش ودفنهم مؤقتا لأغراض استعمالهم “أوراق تفاوض مستقبلية”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.