بيروت- أفرجت السلطات الفرنسية، اليوم الجمعة، عن المناضل اللبناني جورج عبد الله، أقدم سجين سياسي في أوروبا، بعد أكثر من 4 عقود من الاعتقال، في خطوة طال انتظارها واعتُبرت انتصارا لعائلته ومناصريه الذين واظبوا على المطالبة بحريته.

وحطت طائرة “إير فرانس” التي أقلت عبد الله في مطار رفيق الحريري الدولي عند الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، حيث كان في استقباله عشرات المواطنين الذين احتشدوا منذ الصباح أمام مبنى الوصول، إضافة إلى عدد من نواب البرلمان اللبناني، وسط أجواء احتفالية لافتة.

خيار المقاومة

ويأتي الإفراج عن عبد الله بعد مسيرة نضالية طويلة، وسنوات من الضغط الشعبي والحقوقي، لا سيما أنه أنهى محكوميته منذ عام 1999، لكن باريس أبقت عليه قيد الاحتجاز رغم قرارات قضائية بالإفراج المشروط، في ما وصفه ناشطون بأنه “تسييس للعدالة الفرنسية تحت ضغوط أميركية وإسرائيلية”.

ومن داخل قاعة الشرف في مطار بيروت، أطلق عبد الله أولى تصريحاته، مؤكدا التزامه بخيار المقاومة، وموجّها تحية إلى “شهداء المقاومة، القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرر”.

وقال جورج: “صمود الأسرى مرهون بصمود رفاقهم في الخارج. مقاومتنا ليست ضعيفة بل متجذرة، ويجب الالتفاف حولها أكثر من أي وقت مضى”.

وعن القضية الفلسطينية، شدد عبد الله على ضرورة تصعيد المقاومة، قائلا “من المعيب على التاريخ أن يقف العرب متفرجين على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة”.

انتصار

وفي حديث للجزيرة نت، قال هاني سليمان، رئيس مجلة “حقوق الإنسان” في المنتدى القومي العربي، إن “لبنان بكل أطيافه يستقبل اليوم جورج عبد الله، حل بيننا جسدا، لكنه لم يغب يوما عن الوجدان، كان حاضرا في قلوبنا وعقولنا، وفي كل نداء حرية أطلقناه”.

وأضاف “لم نطالب بالإفراج عنه شفقة، بل انتصارا لما يُمثّله من ريادة فكرية وسياسية وأخلاقية. فجورج عبد الله ليس بطلا فرديا، بل تكمن بطولته في عمق التزامه بقضية فلسطين، قضية الشرفاء حول العالم”.

وختم سليمان: “رُفعت أمامه مرارا عروض للتنازل مقابل حريته، لكنه رفضها مؤكدا: لن أكون سجينا خارج الزنزانة، بل حرا داخلها”.

رمز للنضال

وكان عبد الله قد أُوقف في فرنسا عام 1984 بتهمة التواطؤ باغتيال دبلوماسيَّين أميركي وإسرائيلي، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد عام 1987.

وعلى الرغم من موافقة القضاء الفرنسي على الإفراج المشروط عنه عام 2013، إلا أن القرار بقي معلقا بفعل التدخلات السياسية، كما أكدت تقارير حقوقية آنذاك.

ويُعد جورج عبد الله من أبرز رموز النضال اليساري المناهض للإمبريالية والصهيونية في المنطقة، وقد تحوّل إلى أيقونة في نظر حركات تحرر عربية وعالمية، ترى في قضيته تجسيدا لمعركة طويلة ضد منظومات القمع والهيمنة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version