ونقلت وكالة رويترز عن إفادات من ضباط بقوات النظام المنحلة، أنه رغم الأوامر والتهديدات فقد بدأ عدد متزايد من الجنود والضباط في الانشقاق.
وبحسب الوثيقة الصادرة في 28 نوفمبر الماضي، اتهمت الإدارة العامة للمخابرات الجوية رجالها بالتراخي في نقاط الحراسة في شتى أنحاء سورية، مهددة إياهم بعقاب شديد إذا لم يقاتلوا.
وبدلا من مواجهة المعارضة المسلحة، أو حتى المتظاهرين العزل، شوهد الجنود وهم يغادرون مواقعهم ويرتدون ملابس مدنية ويعودون إلى منازلهم، وحسب ما أوردت الوكالة، قال اثنان من الضباط، أحدهما تقاعد في المدة الأخيرة والآخر انشق، إن غضب كثير من الضباط أصحاب الرتب المتوسطة تصاعد في الأعوام القليلة الماضية لأن تضحيات الجيش وانتصاراته أثناء الحرب لم تترجم إلى تحسين الرواتب والظروف والموارد.
ونقلت «رويترز» عن العقيد مخلوف مخلوف، الذي كان يخدم في لواء هندسي، أنه إذا اشتكى أحد من الفساد كان يستدعى للاستجواب أمام محكمة عسكرية، وهو ما حدث معه أكثر من مرة. وأضاف: كنا نعيش في مجتمع مخيف.. نخشى التفوّه بأي كلمة.
وقال إن مكان خدمته كان في حماة، لكنه انسحب قبل سقوط المدينة في أيدي مقاتلي المعارضة في الخامس من ديسمبر الجاري.
وأفاد ضابط مخابرات عسكرية بأن الغضب تصاعد العام الماضي، مؤكدين أنه كان هناك سخط متزايد تجاه الأسد حتى بين كبار مؤيديه المنتمين إلى الطائفة العلوية.
وعزت الوكالة أحد أسباب انحدار الجيش السوري إلى غياب الولاء للقيادة، ونقلت عن جندي سابق يعمل في قطاع الدعم اللوجستي ويدعى زهير (28 عاما) قوله: «إنه شاهد ضباطا يسرقون مولدات الكهرباء والوقود ويقومون ببيعها». وأضاف: «كل ما كان يشغلهم هو استغلال مناصبهم للثراء». ولفت إلى أنه قاتل من أجل الأسد على مدى أعوام ضد أبناء عمومته في صفوف المعارضة، لكنه شعر بسرور بالغ عندما كانوا يتقدمون.