استلهمت الدكتورة فاطمة عدنان المدني، في مسيرتها العلمية عبارة لعالم الفيزياء الشهير ألبرت آينشتاين، الذي قال إن «النجاح يأتي من الفضول والتركيز والمثابرة»، فاختارت دراسة الهندسة الطبية في جامعة عجمان، وبعدما تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، قررت استكمال مسيرتها نحو الدراسات العليا، فمضت قدماً للالتحاق بجامعة «إمبريال كوليدج لندن»، وهي مصنفة كسادس أفضل جامعة في العالم، وثالث أهم جامعة في المملكة المتحدة، لدراسة الماجستير في الطب الجزيئي في كلية الطب، والمعروف أن هذه الجامعة تتبع أعلى معايير الصرامة وأصعبها في قبول الدارسين، وقد تم قبول الدكتورة فاطمة مع 3 آلاف و305 طلاب وطالبات من بين 28 ألفاً و700 متقدم من الطلبة في ذلك العام، وبعد تخرجها من الجامعة بدرجة الماجستير بتقدير امتياز، واصلت مسيرة الاجتهاد والطموح الذي قادها إلى الالتحاق بالجامعة ذاتها للحصول على درجة الدكتوراه العلمية في الطب السريري.

وتقول فاطمة المدني: «الموهبة مهمة لأي باحث يطرق أي مجال من مجالات العلم، لكن الأصل هو الاجتهاد والتفاني والمثابرة وممارسة البحث العلمي بشغف ودأب لا ينقطعان، وأظن أن هذا هو ما يصنع عالماً، رسالتي ذات علاقة بالطب والهندسة معاً، وكلاهما مجال محبب إلى قلبي، حيث إن بحثي في مجال الدكتوراه يركز على (الرقائق الحيوية) أو (الأعضاء الحيوية ضمن رقائق) بهدف صناعة نماذج شبيهة بالأعضاء الحيوية بغرض التجارب الدوائية، وهذا من أكثر المجالات الطبية صعوبة، وما أريده هو صناعة ما يشبه الأعضاء البشرية، أو بتعبير علمي (نماذج ثلاثية الأبعاد للأنسجة) عموماً، ولأنسجة القلب والرئتين على وجه الخصوص، بما يسهل إجراء الدراسات الدوائية قبيل تجربتها على الإنسان».

ورداً على سؤال حول إجراء التجارب على الحيوانات حالياً، أوضحت بالقول: «نحو 80% من التجارب السريرية تفشل، نظراً لاختلاف أنسجة الإنسان عن الحيوان، الأمر الذي يسبب هدراً مالياً كبيراً، ويعرض حياة البشر الذين يتعرضون للتجارب السريرية للخطر، ومن هذا المنطلق فإن نجاحي في تحقيق أهداف دراستي سيكون ذا فوائد جمة للبشرية بأسرها، حيث إن إجراء التجارب السريرية على أعضاء متطابقة مع أنسجة الإنسان سيؤدي إلى إحداث ثورة شاملة في مجالات الأبحاث الطبية، وتصب في مصلحة البشرية جمعاء، كما سيسهم هذا الاكتشاف في تعزيز الدراسات الطبية بشأن الأمراض الوراثية، خاصة أن (تقنية مثائل الأعضاء البشرية) تراعي بالتوازي محاكاة البيئة الفسيولوجية للعضو الحي، من حيث مستويات ضغط الدم والنبض وما نحو ذلك من مؤشرات».

وأضافت أن دراستها تركز على مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، لكونه غير مفهوم الأسباب، ويصيب جميع المراحل العمرية، بما فيها مرحلة حديثي الولادة، ويسبب تلف الرئتين والجانب الأيمن من القلب، الأمر الذي يعني أن رصد مسبباته سيميط اللثام عن الخطط العلاجية والوقائية المناسبة.

تغيير إيجابي

وتختصر الدكتورة فاطمة المدني طموحاتها العلمية بالقول: «أحلم على المستوى الشخصي أن أسهم في إحداث تغيير إيجابي في مجالات البحث الطبي، وعلى المستوى الوطني فإنني أتمنى تسجيل اسم الإمارات في المحافل الدولية للأبحاث الهندسية والطبية، وسلاحي في ذلك هو الدأب والاجتهاد والمثابرة». وحققت الدكتورة فاطمة المدني خلال مسيرتها العلمية نجاحات كبيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.