سلطت تقارير عالمية نشرتها عدد من الصحف والمواقع العالمية، أمس، الضوء على الإنجاز الإماراتي وتبوؤ الدولة المرتبة الثانية عالمياً في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر عام 2023، بتعليقات تشجع على مزيد من الاستثمار في الإمارات، بفضل مقوماتها المتفردة ومناخ الأعمال والتشريعات والبنية الأساسية القوية، بما يدعم استقطاب المشاريع وازدهار ونمو الأعمال في القطاعات المختلفة.
وأوضحت التقارير، أن الإنجاز يأتي بعد نحو شهر من احتلال دبي المركز الأول عالمياً في المدن الجاذبة لهذا النوع من الاستثمارات، لافتة إلى أن تقدم الإمارات في مؤشرات «الأونكتاد» سيلعب دوراً كبيراً في تعزيز ثقة المستثمرين، وزيادة تدفقات رأس المال إلى الإمارات، وسيؤدي لارتفاع أسعار الأصول وتحفيز النشاط الاقتصادي.
وحول دبي، قالت صحيفة «المونيتور» المعنية بشؤون الشرق الأوسط، ومقرها الولايات المتحدة، إن دبي تصدرت للعام الثالث على التوالي قائمة المدن العالمية الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر «جرينفيلد» لعام 2023، متفوقة على مدن عالمية اشتهرت في هذا المضمار، حيث نجحت في اجتذاب 1070 مشروعاً للاستثمار الأجنبي المباشر، أي أكثر بنحو 142% من سنغافورة التي حلت في المركز الثاني (442)، و148% أكثر من العاصمة البريطانية لندن (431)، بحسب بيانات فايننشال تايمز.
مشاريع جرينفيلد
وهذا النوع من الاستثمار المسمى «جرينفيلد» تقوم فيه الشركة الأم بإنشاء شركة تابعة في بلد مختلف، حيث تقوم ببناء عملياتها من الألف إلى الياء في هذه الدولة.
وبشكل إجمالي، أعلنت دبي عن 1.650 مشروعاً للاستثمار الأجنبي المباشر، بنمو 39% مقارنة بالعام الماضي (1.188)، بقيمة نحو 39.26 مليار درهم (10.69 مليارات دولار) من إجمالي رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 2023، واحتلت دبي المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد الوظائف التي أوجدها الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلي، مرتفعة من المركز الخامس في العام 2022.
وشملت مشاريع «جرينفيلد» مجالات وأشكالاً جديدة من الاستثمارات وعمليات الدمج والاستحواذ وإعادة الاستثمار والاستثمارات المدعومة برأس المال الاستثماري والمشاريع المشتركة الجديدة، وكانت الدول الخمس الكبرى المصدرة من حيث إجمالي رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي في عام 2023 هي كندا (26.5%)، وأمريكا (17.5%)، والسعودية (8.9%)، والمملكة المتحدة (8.2%)، والهند (5.5%).
وتخطط دبي لمضاعفة حجم اقتصادها بحلول 2033 مقارنة بمستوى العام الماضي، وسيلعب الاستثمار الأجنبي المباشر دوراً أساسياً في ذلك.
وتتطلع دبي إلى جذب استثمار أجنبي مباشر بقيمة 650 مليار درهم (176.97 مليار دولار) في العقد المقبل.
وأظهرت بيانات أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر أيضاً، أن دبي المركز المالي الرئيس في الشرق الأوسط على حد وصف الصحيفة، احتلت أيضاً المرتبة الأولى في قطاعات تشمل السلع الاستهلاكية والطاقة والتجارة الإلكترونية والسياحة.
وقال خبراء لصحيفة «إيكونومي ميدل إيست»، إن هذا الإنجاز سيكون له أثر إيجابي كبير في اقتصاد دولة الإمارات.
صدى عالمي
وقال داميان هيتشن، الرئيس التنفيذي لساكسو بنك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «نجاح الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي سيكون له صدى في الأسواق المالية العالمية، ما يشير إلى الآفاق الاقتصادية القوية لدولة الإمارات وتعزيز ثقة المستثمرين». وأضاف: «تصنيف دبي المستمر كأفضل وجهة عالمية لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر ينعكس أيضاً بشكل إيجابي على سمعتها كمركز استثماري مستقر ومربح».
وتابع هيتشن أن الأداء الرائع لدبي في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر سيكون بمثابة حافز لجولة جديدة من تدفق الاستثمار، ليس فقط لتغذية التوسع الاقتصادي في الإمارة، ولكن ليمتد إلى أنحاء الإمارات، ويحفز النمو في مختلف القطاعات ويعزز خلق فرص العمل.
دعم شركات
وقال آرون ليزلي جون، كبير محللي السوق في شركة «سينشري فايننشيال»: «دبي جذابة للغاية للمستثمرين الدوليين بسبب عملية تأسيس الشركة المباشرة التي تستغرق عادة بضعة أيام فقط، بينما توفر المناطق الحرة مثل ميدان، بيئات ريادة الأعمال المتطورة والمجهزة بجميع الخدمات الأساسية لدعم الشركات وتعزيز نموها».
وأسهمت مبادرة ملكية الأجانب للشركات بنسبة 100% وترتيبات التأشيرات الأكثر مرونة في زيادة تدفق رأس المال والمواهب.
وأكد جون أن سمعة الإمارات فيما يتعلق بالاستقرار السياسي والاقتصادي ستضيف إلى جاذبيتها كوجهة مرغوبة للاستثمارات، لافتاً إلى أن الدافع الآخر للتدفق المتزايد للاستثمار الأجنبي المباشر هو الشبكة الدولية المتنامية لدولة الإمارات، من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الشركاء العالميين.
وأضاف أن مثل هذه المبادرات تفيد المستثمرين الدوليين من خلال توفير الوصول إلى أسواق أوسع، وتقلل الحواجز التجارية، وتبسط الإجراءات الجمركية، وسلاسل التوريد.
