في قلب مدينة جدة، بزغ نور الأمل والإصرار من خلال فريق “احنا نقدر” التطوعي، الذي أحدث نقلة نوعية في إبراز قدرات وإنجازات ذوي الاحتياجات الخاصة. لم يكن هذا الفريق مجرد مبادرة تطوعية عابرة، بل تحول إلى أيقونة للعمل الإنساني، يضيء دروب التحدي ويؤكد أن الإعاقة ليست عائقًا أمام تحقيق النجاح والتفوق. هذا المقال يسلط الضوء على مسيرة هذا الفريق الملهم وإنجازاته المتميزة.
قصة نجاح “احنا نقدر”: من فكرة إلى واقع ملموس
بدأت قصة “احنا نقدر” برؤية الناشطة الاجتماعية عمرة قمصاني، التي آمنت بأن ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون طاقات كامنة تستحق أن تُكتشف وتُدعم. ومن خلال تضافر جهود مجموعة من الشباب المتطوعين، تحولت هذه الرؤية إلى فريق تطوعي فعال، يعمل على تمكين هذه الفئة الغالية من المجتمع وتقديمهم للمجتمع بصورة مشرقة.
تقول عمرة قمصاني: “في السنوات الماضية، كان هناك الكثير من الإنجازات التي يحققها ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها كانت حبيسة الجدران، لا يراها أحد. هدفنا كان كسر هذه الحواجز وإيصال أصواتهم وإنجازاتهم إلى كل بيت.”
تأسيس الفريق ورسالته السامية
لم يقتصر عمل الفريق على تقديم الدعم المادي أو المعنوي، بل امتد ليشمل تنظيم فعاليات ومبادرات تهدف إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم. ركز الفريق بشكل خاص على إبراز الإنجازات الرياضية والثقافية لهذه الفئة، وإلهام الآخرين من خلال قصص نجاحهم.
إنجازات فريق “احنا نقدر” في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
حقق فريق “احنا نقدر” العديد من الإنجازات الملموسة التي تركت بصمة واضحة في مجال خدمة ذوي القدرات الخاصة. من أبرز هذه الإنجازات:
تكريم أبطال العالم في أوليمبياد لوس أنجليس الخاص
في عام 2015، قام الفريق بتكريم ستة لاعبين من أبطال العالم في منتخبنا الوطني لذوي العزم، الذين حققوا 23 ميدالية متنوعة في أوليمبياد لوس أنجليس الخاص. تم هذا التكريم في حديقة الإرادة بجدة، برعاية أمانة محافظة جدة، وحضور عدد كبير من المسؤولين والشخصيات البارزة. هذا التكريم لم يكن مجرد احتفاء بالإنجاز الرياضي، بل كان رسالة دعم وتقدير لهذه الكفاءات المتميزة.
نشر الوعي المجتمعي من خلال اللوحات الإعلانية
قام الفريق بنشر مئات اللوحات الإعلانية في ميادين وشوارع مدينة جدة، تعرض صور وإنجازات منتخب المملكة لذوي القدرات الخاصة في أوليمبياد لوس أنجليس 2015. هذه اللوحات ساهمت في زيادة الوعي المجتمعي حول قدرات هذه الفئة، وتغيير النظرة السلبية السائدة حول الإعاقة.
المشاركة الفعالة في ملتقيات وفعاليات متنوعة
شارك الفريق في العديد من الملتقيات والفعاليات التي تهدف إلى دعم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، مثل ملتقى ذوي القدرات الخاصة الأول في أمانة جدة. كما قام بتنظيم فعالية اليوم العالمي للإعاقة في أكاديمية الطيران المدني بجدة، حيث استعرض خمسة من ذوي الإعاقة إنجازاتهم أمام الضيوف وهيئة التدريس والطلاب.
مبادرات مبتكرة لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة
لم يقتصر عمل الفريق على الفعاليات التقليدية، بل امتد ليشمل مبادرات مبتكرة تهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم لسوق العمل. من أبرز هذه المبادرات:
تدريب المكفوفين على تدليك القدمين
قام الفريق بتدريب المكفوفين على مهارات تدليك القدمين، مما أتاح لهم فرصة الحصول على وظائف في مجال التدليك والاسترخاء. هذه المبادرة لم تساهم فقط في توفير فرص عمل لهذه الفئة، بل ساهمت أيضًا في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم.
جناح “احنا نقدر” في المعرض الدولي للرياضة واللياقة
شارك الفريق بجناح خاص في المعرض الدولي للرياضة واللياقة بجدة، حيث عرض كأس العالم الذي حققه المنتخب السعودي لكرة القدم لذوي الإعاقة ثلاث مرات في أعوام 2006 و 2010 و 2014. كما عرض إنجازات أبطال العالم في السباحة، الكابتن عبدالله الغامدي والكابتن عبدالله بشاوري. بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص ركن للتدليك الاسترخائي للمكفوفين، بإشراف المدرب حسني بوقس.
مستقبل واعد لـ “احنا نقدر” وذوي الاحتياجات الخاصة
إن قصة نجاح فريق “احنا نقدر” هي قصة ملهمة تؤكد أن الإرادة والعزيمة يمكن أن تتغلب على كل التحديات. الفريق يواصل عمله الدؤوب من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات لذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديمهم للمجتمع بصورة مشرقة.
ختامًا، ندعو الجميع إلى دعم هذا الفريق الرائع، والمساهمة في تحقيق أهدافه السامية. فالعمل التطوعي هو رسالة إنسانية نبيلة، تساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتكافؤً. يمكنكم التواصل مع فريق “احنا نقدر” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو زيارة موقعهم الإلكتروني لمعرفة المزيد عن مبادراتهم وكيفية المشاركة فيها. فلنكن جميعًا جزءًا من هذا النجاح، ولنجعل عالمنا مكانًا أفضل للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة.


