يسرنا أن نعلن عن إنجاز علمي بارز حققه القاضي علي مبروك الرشيدي، حيث نال درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة أم القرى. هذا الإنجاز يمثل إضافة قيمة إلى منظومة البحث العلمي في مجال الفقه الإسلامي، ويؤكد على أهمية الحفاظ على التراث الفقهي الغني الذي نعتز به. تأتي هذه الدراسة المتميزة في سياق الاهتمام المتزايد بتحقيق المخطوطات القديمة، وهو ما يساهم في إحياء الفكر الإسلامي الأصيل.
القاضي علي مبروك الرشيدي يحصل على الدكتوراه في الفقه الإسلامي
القاضي علي مبروك الرشيدي، وهو باحث متميز في مجال الفقه، استطاع أن يثبت جدارته العلمية من خلال بحثه المعمق الذي قدمه لنيل درجة الدكتوراه. وقد حظي بحثه بإشادة كبيرة من لجنة المناقشة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وذلك لما تضمنه من جهد علمي دقيق ومنهجية بحثية متينة. هذا الإنجاز يعكس التزام القاضي الرشيدي بالعلم والمعرفة، وسعيه الدائم للإسهام في إثراء المكتبة الفقهية.
تفاصيل الرسالة: «تحبير الظواهر في تحرير الجواهر»
رسالة الدكتوراه التي قدمها القاضي الرشيدي تحمل عنوان: «تحبير الظواهر في تحرير الجواهر» للإمام محمد بن محمد العيزري الشافعي المتوفى سنة (808هـ)، من أول كتاب الطلاق حتى نهاية المخطوط: دراسة وتحقيقًا. تعتبر هذه الرسالة من أهم المصادر الفقهية الشافعية، وهي بمثابة شرح وتحرير لكتاب “الجواهر” للرسولاني.
أهمية تحقيق المخطوطات الفقهية
إن تحقيق المخطوطات الفقهية القديمة له أهمية بالغة في فهم التراث الفقهي بشكل صحيح ودقيق. فالمخطوطات الأصلية تحمل بين طياتها رؤى وأفكارًا ربما لم تظهر في النسخ المتداولة، كما أنها تساعد على تتبع تطور الفكر الفقهي عبر العصور. عمل القاضي الرشيدي على هذه الرسالة يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث قام بتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية، وتوضيح المعاني الغامضة، وتقديم دراسة تحليلية شاملة.
نطاق الدراسة: كتاب الطلاق وما بعده
ركزت دراسة القاضي الرشيدي على جزء مهم من رسالة العيزري، وهو الكتاب المتعلق بالطلاق وما يليه من مسائل فقهية. هذا التركيز يسمح بالتعمق في فهم الأحكام المتعلقة بالطلاق وأنواعه وشروطه وآثاره، وهي من المسائل الحيوية التي تمس حياة الأفراد والمجتمعات. التحقيق الدقيق لهذا الجزء من الرسالة يساهم في تقديم فهم أكثر وضوحًا لهذه الأحكام، وتبيين الأدلة الشرعية التي تستند إليها.
الإسهام العلمي للقاضي الرشيدي في خدمة الفقه الإسلامي
لا يقتصر إنجاز القاضي الرشيدي على حصوله على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز فحسب، بل يمتد ليشمل الإسهام العلمي الذي تقدمه رسالته في خدمة الفقه الإسلامي. فالرسالة لا تقدم مجرد تحقيق لنص قديم، بل تتضمن دراسة تحليلية مقارنة للأقوال والأدلة، وتوضيحًا للمواضع التي قد يكون فيها خلاف بين العلماء.
المنهجية العلمية المتبعة في الرسالة
اعتمد القاضي الرشيدي في رسالته على منهجية علمية دقيقة، تضمنت جمع المخطوطات المختلفة للرسالة ومقارنتها، وتحديد النسخة الأم التي اعتمد عليها في التحقيق. كما قام بتوثيق الأقوال والأدلة، والرجوع إلى المصادر الأصلية، والتحقق من صحة المعلومات. هذه المنهجية تضمن أن يكون التحقيق دقيقًا وموثوقًا، وأن يقدم إضافة حقيقية إلى المكتبة الفقهية.
مستقبل الدراسات الفقهية وتحقيق التراث
إن هذا الإنجاز يشجع على المزيد من الدراسات المتخصصة في الفقه الإسلامي وتحقيق المخطوطات. فالتراث الفقهي الإسلامي غني بالمعارف والأفكار التي يمكن أن تساهم في حل المشكلات المعاصرة، وتلبية احتياجات المجتمعات الحديثة. ولكن هذا التراث يحتاج إلى من يقوم بتحقيقه ودراسته، وتوصيله إلى الأجيال القادمة. القاضي الرشيدي يمثل نموذجًا للباحثين المخلصين الذين يسعون إلى خدمة العلم والمعرفة، والإسهام في إحياء التراث الفقهي. الفقه الإسلامي يحتاج إلى المزيد من الجهود المبذولة في هذا المجال.
خاتمة
إن حصول القاضي علي مبروك الرشيدي على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى هو فخر لنا جميعًا، وهو دليل على أن هناك كوادر علمية وطنية قادرة على الإبداع والتميز في مجال الفقه الإسلامي. نتمنى للقاضي الرشيدي المزيد من التقدم والنجاح في مسيرته العلمية، ونتطلع إلى المزيد من إسهاماته في خدمة العلم والتراث. ندعوكم لمتابعة أبحاثه ودراساته المستقبلية، والتفاعل معها بما يساهم في إثراء الحوار الفقهي. كما نشجع الباحثين الآخرين على الاقتداء به، والسعي إلى تحقيق التميز في مجالاتهم.


