في تصعيد خطير للأزمة الأوكرانية، شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً على العاصمة كييف ومناطق أخرى في أوكرانيا، مستخدمةً ترسانة من الصواريخ والطائرات المسيرة. هذا الهجوم على كييف يمثل تطوراً مقلقاً في النزاع المستمر، ويأتي في وقت تشهد فيه أوكرانيا بالفعل تحديات كبيرة في مواجهة فصل الشتاء القاسي. يستهدف هذا الهجوم بشكل أساسي البنية التحتية الحيوية، مما يهدد حياة المدنيين ويعمق الأزمة الإنسانية.
خلفية الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية
منذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، اتبعت روسيا استراتيجية واضحة تهدف إلى إضعاف قدرة أوكرانيا على المقاومة من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية. هذه الاستراتيجية لا تقتصر على تدمير المنشآت العسكرية، بل تمتد لتشمل شبكات الطاقة والمياه والتدفئة، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المدنيين.
تهدف هذه التكتيكات إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها:
- إضعاف الروح المعنوية للمواطنين الأوكرانيين.
- زيادة الضغط على الحكومة الأوكرانية.
- شل قدرة الدولة على توفير الخدمات الأساسية.
لقد شهدت أوكرانيا بالفعل عدة موجات من هذه الهجمات المنسقة، مما يجعل صمود البنية التحتية تحدياً رئيسياً في المجهود الحربي. وتعتبر هذه الهجمات جزءاً من حرب شاملة تهدف إلى إخضاع أوكرانيا.
تفاصيل الهجوم الأخير على كييف وتأثيره المباشر
وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم على كييف الأخير بأنه واسع النطاق وغير مسبوق. وأفاد بأن الهجوم شمل إطلاق ما يقرب من 40 صاروخاً من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى حوالي 500 طائرة مسيرة انتحارية. وأشار إلى أن هذا القصف المكثف هو رد روسي مباشر على الدعم الذي تتلقاه أوكرانيا من حلفائها الدوليين، وعلى الجهود الدبلوماسية المستمرة.
لم يقتصر الهجوم على كييف وحدها، بل امتد ليشمل مناطق في الشمال الشرقي والجنوب، مما يعكس الطبيعة المنسقة والواسعة للعملية العسكرية. وقد أعلنت شركة “دي.تي.إي.كيه”، أكبر مزود خاص للطاقة في أوكرانيا، أن الهجوم تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل في العاصمة والمناطق المحيطة بها. هذا الانقطاع الواسع للكهرباء يفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة.
الأهمية الاستراتيجية للهجوم وتداعياته الدولية
يحمل الهجوم على كييف دلالات استراتيجية وسياسية هامة على عدة مستويات. على الصعيد المحلي، يختبر هذا الهجوم قدرة الدفاعات الجوية الأوكرانية على التصدي للهجمات المركبة، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لمزيد من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة والذخائر من الحلفاء الغربيين. إن تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية أمر بالغ الأهمية لحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
أما على الصعيد الدولي، فإن استهداف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد يثير إدانات واسعة ويعزز الحجج الداعية إلى تشديد العقوبات على روسيا ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب. كما يُنظر إلى توقيت الهجوم، الذي يتزامن مع نقاشات دولية حول دعم أوكرانيا، على أنه رسالة تحدٍ من موسكو للمجتمع الدولي، وتأكيد على استمرارها في نهجها العسكري رغم الضغوطات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الهجوم يزيد من المخاوف بشأن احتمال تصعيد النزاع وتوسعه. الوضع في أوكرانيا يتطلب تحركاً دولياً منسقاً لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
ردود الفعل الدولية والمساعدات المقدمة لأوكرانيا
أثارت الهجمات الروسية على كييف موجة من الإدانات الدولية. وقد أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها العميق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في أوكرانيا، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما تعهدت العديد من الدول بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والمالية لأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت بعض الدول عن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والذخائر. تهدف هذه المساعدات إلى تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية. الدعم الدولي لأوكرانيا يعتبر عاملاً حاسماً في تحديد مسار النزاع.
الخلاصة
يمثل الهجوم على كييف تصعيداً خطيراً في النزاع الأوكراني، ويؤكد على الحاجة الملحة إلى حل سياسي ينهي الحرب ويحمي المدنيين. إن استهداف البنية التحتية المدنية بشكل متعمد يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب محاسبة المسؤولين عنه. يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا، والضغط على روسيا لوقف عدوانها. إن مستقبل أوكرانيا ومستقبل الأمن الأوروبي يعتمدان على هذا.
The post هجوم روسي كبير على كييف: صواريخ ومسيرات تستهدف العاصمة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.


