بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في تصريح لصحيفة “جيروزاليم بوست”، رأى مدير الدفاع الصاروخي في إسرائيل، الجنرال موشيه باتيل، أن أنظمة الدفاع الجوي أثبتت قدرة “فاقت التوقعات” خلال الردّ الإيراني واسع النطاق على الهجوم الإسرائيلي.

وقال باتيل: “في واقع الأمر، كانت توقعاتنا أقل من النتائج”، مضيفًا أن أداء الأنظمة تجاوز المطالب الأساسية وخصوصًا نظام Arrow 3 الذي يواصل التطور بناءً على الدروس المستخلصة من المعارك.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، تمكنت المنظومات الإسرائيلية والأمريكية، من بينها “ثاد” و”إيجيس”، من اعتراض نحو 86% من الصواريخ الباليستية الإيرانية، بينما تم إسقاط 99% من المسيّرات.

يشرف باتيل على تنسيق دائم مع الولايات المتحدة، لا سيما في ظل مذكرة التفاهم الثنائية التي تنصّ على تخصيص 500 مليون دولار سنويًا حتى عام 2028 لتطوير مشترك لمنظومات مثل “السهم 3″ و”مقلاع داوود”.

 إلا أن مستقبل هذا التعاون يبقى موضع غموض، خصوصًا في ظل طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز الاستقلالية الدفاعية الأمريكية ضمن برنامج “القبة الذهبية”.

إلاّ أن التحديات الكبرى لا تزال قائمة، لاسيّما الناجمة عن صواريخ فرط صوتية تجمع بين خصائص الباليستي وصواريخ كروز، قادرة على المناورة والتحليق بسرعة خارقة يصعب اعتراضها، بالإضافة إلى “التهديد المتنامي” من دول تملك صواريخ عابرة للقارات متطورة يصعب التصدي لها بأنظمة الدفاع الحالية.

في هذا السياق، يُشير باتيل إلى أن إسرائيل تواصل تحديث أنظمتها: “نحن ننظر دائمًا إلى الأمام بخطوات ونُدخل تحديثات على البرمجيات والأجهزة. لدينا خطط بعيدة المدى يتم تسريع تنفيذها بغض النظر عن توقيت الحرب”، حسب تعبيره.

وإلى جانب الأداء العملياتي، يشير باتيل إلى “نجاحات تجارية لافتة” لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية: بيع Arrow 3 لألمانيا مقابل 3.5 مليار دولار، وDavid’s Sling إلى فنلندا بـ390 مليون دولار، وصفقة “سبايدر” من إنتاج شركة “رافائيل” لرومانيا بـ2.2 مليار يورو، دون الحاجة لموافقة أمريكية لكونها منتجة بالكامل داخل إسرائيل.

مع الإشارة إلى أنه لا يمكن بيع الأنظمة المشتركة دون إذن واشنطن.

“فعالية محلّ شكّ”

في مقابل هذه الرواية، كانت صحيفة “إندبندنت” البريطانية قد نشرت تقريرًا يتحدث عن خروق حقيقية في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية خلال الهجوم الإيراني. وبحسب ما ورد في التقرير، استطاعت الصواريخ والمسيّرات الوصول إلى أهداف داخل إسرائيل، رغم تعدّد طبقات الحماية وتقنيات الاعتراض المتقدمة، ما يكشف عن حدود فعالية الأنظمة في وجه هجمات معقّدة.

وقد استخدمت إيران صواريخ باليستية فرط صوتية ومسيّرات استهدفت البنية التحتية والقدرات الدفاعية داخل العمق الإسرائيلي، ما تسبب بانفجارات موثّقة، وبيّن أن هذه النتيجة لا تتوافق كليًا مع ما تعلنه إسرائيل عن نجاح شبه كامل.

ورغم نجاح “القبة الحديدية” في اعتراض الصواريخ قصيرة المدى، إلا أنها لم تُصمّم أصلاً للتعامل مع الصواريخ الباليستية السريعة وعالية الارتفاع، ما جعل من صواريخ مثل “فاتح-313″ و”قيام-1” تحديًا جديًا يصعب اعتراضه، وفق خبراء.

لكن العامل الحاسم، بحسب محللين عسكريين، لم يكن في نوعية الصواريخ فقط، بل في تكتيك طهران: وابل متزامن من الصواريخ والمسيّرات، تزامن مدروس لتشتيت الدفاعات، ومزج بين سرعة وأهداف متباينة أربك الأنظمة الدفاعية وأشغل الرادارات بأكثر من جبهة في آن واحد.

شاركها.
اترك تعليقاً