في خطوة تعكس التزامها بدعم الاستقرار في لبنان والمنطقة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن موافقتها على صفقة عسكرية بقيمة 90.5 مليون دولار لصالح الجيش اللبناني. تتمثل هذه الصفقة في توفير مركبات تكتيكية متطورة وخدمات لوجستية شاملة، بهدف تعزيز قدرة الجيش على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، وتُعدّ هذه الخطوة بمثابة دعم كبير للقدرات الجيش اللبناني.
تعزيز القدرات العسكرية اللبنانية: تفاصيل الصفقة الأمريكية
تأتي هذه الموافقة في وقت يمر فيه لبنان بظروف اقتصادية وأمنية صعبة، مما يجعل دعم المؤسسة العسكرية أمرًا حيويًا للحفاظ على الأمن والسلم الأهلي. وفقًا لبيان وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، تتضمن الصفقة تزويد الجيش اللبناني بمركبات “إم 1085 إيه 2” قادرة على حمل 5 أطنان، ومركبات “إم 1078 إيه 2” بسعة 2.5 طن.
مكونات الدعم اللوجستي والفني
لم تقتصر الصفقة على المركبات فحسب، بل تشمل حزمة دعم متكاملة تضمن استدامة هذه المنظومات. فبالإضافة إلى المركبات، سيحصل الجيش اللبناني على قطع غيار ضرورية، ووثائق تقنية مفصلة، ومعدات تدريب متطورة. كما ستشمل الصفقة برامج تأهيل للعسكريين لضمان التشغيل الفعال والصيانة الدورية لهذه المركبات التكتيكية. علاوة على ذلك، سيستفيد الجيش من دعم فني مستمر يهدف إلى مواجهة أي تحديات قد تعترض طريق عمل هذه المنظومات على المدى الطويل.
الأهداف الاستراتيجية من دعم الجيش اللبناني
تؤكد الخارجية الأمريكية أن الهدف الأساسي من هذه الصفقة هو تعزيز قدرة الجيش اللبناني على حماية المنشآت الحساسة، والرد الفعال على التهديدات الأمنية الحالية والمستقبلية، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. وترى واشنطن أن إدخال مركبات عالية الحركة إلى الخدمة سيسهم بشكل مباشر في رفع مستوى الجهوزية الميدانية لقواته، وتطوير التنسيق والتعاون بين القوات الأمريكية واللبنانية.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الولايات المتحدة دعم الجيش اللبناني جزءًا من استراتيجيتها الأوسع لدعم الشركاء الإقليميين الذين يلعبون دورًا حاسمًا في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط. وتشدد واشنطن على أن هذه الصفقة لن تُحدث أي خلل في ميزان القوى العسكرية في المنطقة، بل تهدف إلى دعم قدرات الدفاع عن النفس للجيش اللبناني. هذا الدعم يمثل جزءًا من التعاون العسكري اللبناني الأمريكي.
شركة أوشكوش دفينس: المشغل الرئيسي للصفقة
ستتولى شركة “أوشكوش دفينس”، المتخصصة في تصنيع المركبات الدفاعية، الإشراف على تنفيذ الصفقة، وتوفير المعدات والمركبات المطلوبة. وتقع الشركة في ولاية ويسكونسن الأمريكية. وكالة التعاون الأمني الدفاعي أكدت أنه لن يتطلب تنفيذ الصفقة إرسال فرق إضافية من الولايات المتحدة إلى لبنان، سواء من الحكومة أو من الشركة المصنعة، مما يشير إلى أن العملية ستعتمد بشكل كبير على الكفاءات اللبنانية المدربة. هذا الأمر يضمن أيضاً عدم تأثير الصفقة على الجاهزية العسكرية الأمريكية.
تفاصيل التنفيذ والتكاليف المحتملة
وقد أرسلت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الإخطار الرسمي إلى الكونغرس لبدء الإجراءات القانونية اللازمة للمضي قدمًا في الصفقة، وهو الإجراء المتبع في جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية. تجدر الإشارة إلى أن مبلغ 90.5 مليون دولار هو تقدير أولي لسقف التكلفة، وقد تتغير القيمة النهائية للصفقة بناءً على المتطلبات الفعلية والميزانية المتاحة عند توقيع الاتفاق النهائي. من المتوقع أن تتم مناقشة تفاصيل الصفقة ووضع اللمسات الأخيرة عليها في الأشهر القادمة، مع التركيز على ضمان حصول مؤسسة الجيش اللبناني على أفضل المعدات والخدمات الممكنة.
الآفاق المستقبلية وتعزيز الأمن الإقليمي
تُعد هذه الصفقة خطوة مهمة في تعزيز قدرات الجيش اللبناني لمواجهة التحديات المتزايدة، والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. بالإضافة إلى الدعم العسكري المباشر، يمكن أن يؤدي هذا التعاون إلى تبادل الخبرات والمعرفة بين الجيوش الأمريكية واللبنانية، مما يعزز الكفاءات العسكرية اللبنانية على المدى الطويل. إن دعم الجيش اللبناني يعتبر استثمارًا في الأمن والاستقرار في منطقة تشهد صراعات وتوترات مستمرة، ويعكس التزام الولايات المتحدة بدعم حلفائها وشركائها في مواجهة التحديات المشتركة. وينبغي متابعة تنفيذ هذه الصفقة عن كثب، لضمان تحقيق أهدافها المرجوة، والمساهمة في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا للبنان والمنطقة.


