اعلان

شهدت عدة مدن بولندية، بينها وارسو وكراكوف وبوزنان وفروتسواف وبياليستوك، مظاهرات دعا إليها حزب “الاتحاد” اليميني المتطرف، مطالبًا بإغلاق الحدود مع ليتوانيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وسلوفاكيا في وجه الهجرة غير النظامية.

كتب كرزيستوف بوساك، أحد قادة “الاتحاد الكونفدرالي”، على منصة “إكس”: “كفى بسياسة ’دعوا الجميع يدخلون، وسنحدد هويتهم لاحقًا‘ التي استمرت لسنوات طويلة.”

وأضاف: “من حق البولنديين والبولنديات أن يشعروا بالقلق حيال مستوى الأمن في وطنهم.”

وفي كلمة ألقاها في بداية المسيرة، دعا بوساك إلى استقالة حكومة دونالد توسك، وإغلاق الحدود المذكورة، والسماح للجنود باستخدام السلاح ضد من يعبرون الحدود بشكل غير قانوني.

وقال: “من دون إغلاق بولندا أمام الهجرة غير الشرعية، ومن دون إطلاق عمليات ترحيل، ومن دون التخلي عن الصواب السياسي، وإعادة تأهيل حرس الحدود، والسيطرة على سوق العمل… سيتدهور الأمن تدريجيًا.”

وأضاف: “يجب أن تتغير هذه السياسة.”

الهجرة… في صلب الجدل السياسي

كما في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، تُعد الهجرة أحد المواضيع الأكثر إثارة للجدل في بولندا. وقد نُظّمت مسيرات “الاتحاد” بعد أيام قليلة من بدء فرض ضوابط جديدة على الحدود البولندية مع ألمانيا وليتوانيا، دخلت حيز التنفيذ في 7 يوليو/تموز.

وتُطبق الضوابط حاليًا في 52 نقطة على الحدود مع ألمانيا، و13 نقطة على الحدود مع ليتوانيا.

وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مايو/أيار، حلّ مرشحا اليمين المتطرف – سلاومير منتزن (الاتحاد الكونفدرالي) وغرزيغورز براون (اتحاد التاج البولندي) – في المركزين الثالث والرابع على التوالي، ويُعزى تقدمهما إلى مواقفهما المتشددة تجاه الهجرة.

الجمعة الماضية، وافقت بولندا إلى جانب خمس دول أوروبية أخرى على حزمة أهداف تهدف إلى تشديد قواعد اللجوء. وخلال الاجتماع، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن ارتياحه قائلاً: “يسعدني أن بولندا تطبّق ضوابط حدودية.”

شهدت بولندا في العام الماضي ارتفاعًا في طلبات اللجوء نتيجة الأزمة المستمرة على حدودها الشرقية مع بيلاروسيا منذ عام 2021.

وردًا على ذلك، أقر البرلمان البولندي قانونًا يعلق مؤقتًا الحق في تقديم طلب لجوء لأي شخص يعبر من الجانب البيلاروسي.

وتتهم وارسو، ومعها عدد من العواصم الأوروبية، الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو باستخدام المهاجرين أداة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي.

مظاهرات مضادة ورسائل داعمة للهجرة

في المقابل، نُظّمت مظاهرات مضادة في عدد من المدن، منها وارسو وكاتوفيتسه وأولشتاين، رفع خلالها المشاركون لافتات كتب عليها: “ارحبوا باللاجئين – واطردوا الفاشيين”، “حافظوا على الديمقراطية”، “ندافع عن حق اللجوء”.

وقالت ماريا كسياك، من مؤسسة المبادرة الإنسانية الدولية، خلال مشاركتها في التظاهرة: “يجب أن يشعر الجميع، بغض النظر عن لون بشرتهم أو أصلهم، بالراحة في بولندا… وفي أوروبا.”

صباح السبت، نشرت وزارة الداخلية والإدارة البولندية بيانات على منصة “إكس”، أشارت فيها إلى انخفاض بنسبة 40٪ في عدد الموافقات على الحماية الخاصة للأجانب خلال عام 2024 مقارنة بعام 2021.

وجاء في المنشور: “هذا الانخفاض نتيجة لتحسين إدارة النظام، وفعالية الإجراءات على الحدود.”

وأضافت الوزارة: “تنتهج الحكومة سياسة هجرة مسؤولة ومدروسة، تحرص على استقرار المواطنين وأمنهم.”

شاركها.
اترك تعليقاً