بقلم: يورونيوز
نشرت في
نفت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، تقريراً تداولته وسائل إعلام عن عقد ياسر أبو شبّاب، زعيم ميليشيا “القوات الشعبية” المناهضة لحركة حماس، اجتماعاً مع جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قاعدة عسكرية أمريكية جنوب إسرائيل.
وأكدت الوزارة عبر حسابها الرسمي على “إكس”: “هذا التقرير كاذب — لم يحدث قط”.
وكان تقرير قناة “الحدث” السعودية قد أشار إلى أن اللقاء المزعوم تمحور حول الدور المُتوقَّع لميليشيا أبو شبّاب في مناطق تنسحب منها حماس، تنفيذاً لما بات يُعرف بـ”اتفاق غزة” الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وبحسب المصادر التي استندت إليها القناة، فإن النقاش ركَّز على التمركز الاستراتيجي لهذه القوات في مناطق أخلتها حماس، وتأمين خروج آمن لمقاتلي الحركة من أنفاق رفح، أحد المحاور اللوجستية الأساسية لحماس منذ سنوات.
وأضافت المصادر أن أبو شبّاب قد التقى كوشنر في ظل سريان وقف إطلاق النار، وأن قواته قد تلعب دوراً محورياً في تسهيل حركة المقاتلين عبر هذه الأنفاق، وتوجيههم إلى مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة الحركة — خطوة قد تترك تداعيات واسعة على مسار العمليات العسكرية الجارية في القطاع، فضلاً عن الانعكاسات الإقليمية المرتقبة.
مليشيات مناهضة لحماس
ووصل جاريد كوشنر إلى إسرائيل، الأحد، في زيارة تهدف إلى دعم تنفيذ ما بات يُعرف بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مع تركيز خاص على معالجة أزمة رفح — النقطة الأكثر تعقيداً في سيناريوهات الانسحاب والترتيبات الأمنية المقبلة.
وتنتشر في قطاع غزة حالياً عدة ميليشيات مناهضة لحركة حماس، أبرزها تلك التي يقودها حسام الأسطل وياسر أبو شبّاب، إلى جانب رامي حلّس وأشرف المنسي.
وتتزامن هذه الظاهرة مع غياب توافق فلسطيني أو دولي واضح على الرؤية المستقبلية للقطاع، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات بديلة — أبرزها صعود هذه المجموعات التي تروّج لنفسها كقوة قادرة على قيادة القطاع في مرحلة ما بعد حماس، وسط اتهامات بحصولها على دعم إسرائيلي مباشر، ورغم مواجهتها رفضاً شعبياً واسعاً وشكوكاً جدية في شرعيتها وقدرتها على إدارة شؤون القطاع.
ووفق تقرير نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن هذه الميليشيات ــ التي تضم أيضاً رامي حلّس وأشرف المنسي ــ تعمل ضمن مشروع مشترك يحمل اسم “غزة الجديدة”، وتُقرّ ــ صراحة أو ضمنياً ــ بتلقي دعم لوجستي وعسكري من إسرائيل، يشمل الإمداد والتموضع وربما التنسيق الميداني.
وأشارت الشبكة إلى أن هذه المجموعات تتمركز حالياً في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الفعلية، وراء ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” الحد الفاصل الذي حدد اتفاق وقف إطلاق النار نطاق انتشار الجيش الإسرائيلي.
وفي حديث حصري مع “سكاي نيوز” من قاعدته في جنوب القطاع، أكّد الأسطل: “لدينا مشروع رسمي — أنا، ياسر أبو شبّاب، رامي حلّس، وأشرف المنسي. نحن جميعاً من أجل ‘غزة الجديدة’. وقريباً سنحقق السيطرة الكاملة على قطاع غزة ونتوحّد تحت مظلة واحدة”.
وأظهرت التفاصيل التي حصلت عليها الشبكة أن السلاح الأساسي لميليشيا الأسطل يتكوّن من بنادق كلاشنيكوف يشتريها من مقاتلين سابقين في حماس عبر السوق السوداء، بينما تدخل الذخائر والمركبات عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، بعد تنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
كما كشفت “سكاي نيوز” عن قيام أبو شبّاب باستيراد مركبات إلى غزة بمساعدة جنود إسرائيليين وتاجر سيارات عربي إسرائيلي، عبر المعبر نفسه — ما يعزز من تقارير تشير إلى بنية أمنية ولوجستية متكاملة تُبنى خلف الكواليس، في ظل استمرار التعقيدات السياسية والعسكرية في القطاع.


