بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في
آخر تحديث

اعلان

بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة 5 أيلول/سبتمبر تسجيلاً مصوراً يُظهر أحد الرهائن الإسرائيليين يتجوّل داخل سيارة بين أنقاض المباني المدمرة في مدينة غزة، في وقت تواصل إسرائيل التهديد بشن عملية عسكرية واسعة للسيطرة على المدينة.

الفيديو، الذي تجاوزت مدته ثلاث دقائق ونصف، أظهر الرهينة غاي دلال وهو يوجّه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باللغة العبرية، محذراً من أن أي هجوم إسرائيلي على غزة سيؤدي إلى مقتله مع بقية الرهائن المحتجزين.

وأوضح أن التصوير جرى في الثامن والعشرين من آب/أغسطس داخل مدينة غزة، مؤكداً أنه لا يزال على قيد الحياة بعد نحو 22 شهراً من أسره، رغم الظروف القاسية ونقص الغذاء.

في المقطع ذاته، شكر دلال نتنياهو بسخرية لأنه سمح له ولغيره من الرهائن بتناول “الخبز والجبن والأندومي”، بينما ينعم نجله يائير بحياة الرفاهية في ميامي الأميركية، على حد تعبيره. كما اتهم دلال نتنياهو ووزيري حكومته إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالكذب المستمر، مشدداً على أنهم “لا يريدون عودة الرهائن”.

وتضمن الفيديو أيضاً لقاءً قصيراً مع رهينة آخر لم يُكشف عن هويته، صُوّر قرب مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة، حيث أبديا معاً خشية من اقتراب الجيش الإسرائيلي من أماكن احتجازهما، مع وصفهما للوضع بأنه “لا يمكن استيعابه”. واختُتم التسجيل بوسم “الوقت ينفد”، في إشارة إلى تزايد المخاطر على حياة الرهائن.

كاتس: فتح بوابات الجحيم في غزة

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه “الآن تفتح بوابات الجحيم في غزة”، مشيرا الى “إصدار أول بلاغ لإخلاء مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة قبل استهدافه”.

وحذر كاتس من أنه “عندما ينفتح الباب لن يغلق وستتزايد عملياتنا تدريجيا حتى تقبل حماس شروطنا لإنهاء الحرب”، مضيفا: “في مقدمة شروطنا إطلاق سراح جميع الأسرى ونزع سلاح حماس وإلا سيتم تدميرها”.

أدرعي: مبانٍ في مدينة غزة ستُقصف قريبًا

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش سيشن في الأيام المقبلة هجمات تستهدف عدة مبانٍ في مدينة غزة جرى تحويلها، وفق وصفه، إلى “بنى تحتية إرهابية” تمهيدًا لتوسيع العملية العسكرية في المدينة.

وأوضح أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن حركة حماس “دمجت داخل هذه المباني وسائل مراقبة وكاميرات، إضافة إلى مواقع للقنص وإطلاق صواريخ مضادة للدروع، فضلاً عن غرف عمليات ومراكز قيادة وسيطرة”. كما أشار إلى وجود أنفاق تمر بالقرب من بعض تلك المباني “لاستخدامها في الكمائن أو كطرق هروب محتملة”، على حد تعبيره.

وأضاف المتحدث أن الجيش رصد “زرع عبوات ناسفة قرب عدد من المباني، معدّة للتفجير عن بُعد عبر وسائل المراقبة المثبّتة على الأبراج”، مؤكداً أن ذلك يشكل “تهديدًا مباشرًا على القوات”.

ووفق أدرعي، فإن الضربات المقبلة ستُنفذ “بدقة عالية” مع اتخاذ “إجراءات لتقليل المخاطر على المدنيين”، بما في ذلك توجيه تحذيرات مسبقة واستخدام ذخائر دقيقة ومراقبة جوية.

تحذيرات مسبقة

في وقت سابق، كشفت صحيفة “هآرتس” أن ضباطاً في الجيش الإسرائيلي أبلغوا عائلات الأسرى أن احتمال إصابة أبنائهم المحتجزين لدى حماس سيرتفع مع بدء عملية مدينة غزة، وطلبوا منهم الاستعداد لاحتمال أن تنشر حماس مقاطع فيديو جديدة في إطار ما وصفوه بـ”الإرهاب النفسي”.

غضب العائلات

وعبّرت عائلات الرهائن عن صدمتها من قرار رئيس الأركان إيال زامير التعاون مع عملية عسكرية “غير ضرورية”، مشيرة إلى أن الإنجازات العسكرية يمكن تحقيقها بطرق لا تعرّض المخطوفين والجنود للخطر.

ورأت أن ما لم ينجح في عملية “مركبات جدعون” الأولى لن ينجح في الثانية ولا في أي عملية أخرى بغزة، مؤكدة أن “الصفقة المطروحة على الطاولة هي وحدها التي ستعيد آخر مختطف وتنهي الحرب”.

وطالبت العائلات بعقد لقاء عاجل مع نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان لبحث ضمانات حماية أبنائهم، كما دعت إلى بدء مفاوضات فورية على أساس اتفاق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصولاً إلى اتفاق شامل.

ردود فعل سياسية

أثار التسجيل ردود فعل واسعة في إسرائيل، إذ اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أن “شريط الأسير تذكير مؤلم بأن إسرائيل مجبرة على العودة إلى مفاوضات صفقة تبادل”.

أما زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي يائير غولان، فرأى أن “الحرب مستمرة من أجل بقاء نتنياهو وليست لإعادة المخطوفين”، في انتقاد مباشر لأهداف العملية العسكرية.

من جهته، اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أن حركة حماس “تمارس إرهاباً نفسياً من أجل وقف العملية في غزة”، مشدداً على أن الردّ يجب أن يكون “احتلالاً كاملاً وسحقاً تاماً وتشجيعاً للهجرة الجماعية”، مؤكداً أن هذه الطريقة وحدها كفيلة بضمان إعادة الرهائن.

عملية وشيكة

بالتوازي، ذكرت “القناة 14” الإسرائيلية أن الجيش يخطط لبدء عملية عسكرية في مدينة غزة الأسبوع المقبل، تبدأ بغارات جوية تليها عملية برية، مع إصدار أوامر بإجلاء السكان نحو جنوب القطاع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version