اعلان

عاد سكان قرى حدودية إلى منازلهم الواقعة في الجزء الهندي من إقليم كشمير لتقييم الأضرار التي خلفتها الاشتباكات بين نيودلهي وإسلام أباد، بعد أن توصل البلدان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أسبوع.

وكان الجيشان الهندي والباكستاني دخلا في مواجهات عسكرية هي الأخطر بين العدوّين الجاريْن منذ عقود، وذلك إثر ضربات جوية نفذتها الهند داخل باكستان في 7 مايو، استهدفت مواقع زعمت أنها لمسلحين مسؤولين عن هجوم راح ضحيته 26 سائحاً في كشمير الهندية الشهر الماضي. وقد نفت إسلام أباد أي صلة لها بالهجوم.

وبعد الضربات الجوية،شن الجانبان هجمات مكثفة بالمدفعية الثقيلة عبر خطوط التماس، تلاها تنفيذ ضربات صاروخية وغارات بمُسيّرات استهدفت بشكل رئيسي المنشآت العسكرية والقواعد الجوية في البلدين.

قصص نزوح ودمار من القرى المتضررة

في ليلة الثامن من مايو، كان محمد شافي وخمسة من أفراد عائلته يتناولون العشاء في مطبخ منزلهم في قرية قريبة من الحدود، عندما سمعوا انفجارات متتالية فهرعوا خارج البيت. وبعد ثوانٍ فقط، أصابت قذيفة المنزل، مما دمر المطبخ الذي كانوا فيه. اختبأوا لاحقاً بين الأشجار أسفل المنحدر حتى فجر اليوم التالي.

وعاد شافي يوم الأحد لتقييم الأضرار بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من مايو، وقال لوكالة أسوشيتد برس: “كل شيء دُمر. كُتب الأطفال وأزياؤهم وحصصنا الغذائية وأسطوانات الغاز. لم يعد لدي مكان لأعود إليه”.

وانتقل معظم سكان قرية جينغال إلى مدينة بارامولا الواقعة على بعد 40 كيلومتراً (25 ميلاً) جنوباً، بحثاً عن ملجأ آمن.

وقال عبد القيوم، أحد السكان: “القصف الذي تعرضنا له الأسبوع الماضي ترك أثراً نفسياً عميقاً. إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيجب أن يكون دائماً. هذا هو مطلبنا الأساسي. وإذا كانت الحكومة قادرة على توفير ملاجئ لنا، فإن ذلك سيحمينا”.

بدورها، هربت نسرين بيجوم في تلك الليلة تاركة ابنها ذا الاحتياجات الخاصة خلفها لأنه كان من الصعب حمله في لحظة الفرار. لكنها وجدته سالماً في المنزل في صباح اليوم التالي.

وقالت: “في تلك اللحظة، كان الجميع يفكر في نفسه فقط، فمن أين كنت سأحصل على المساعدة؟”.

وعلى بعد نحو 100 ميل جنوباً، أصبحت بلدة باهالجام – التي كانت سابقاً من أكثر الوجهات السياحية نشاطاً – خاوية على عروشها، إذ يواجه سكانها تحدياً مختلفاً، بعد أن شهدت المنطقة في 22 أبريل الماضي مقتل 26 سائحاً في أعنف هجوم استهدف المدنيين منذ سنوات.

باهالجام، التي تكون عادةً مزدحمة بالزوار مع بداية شهر مايو، باتت الآن خالية تماماً. حيث أُغلقت جميع المحلات التجارية، كما تم إغلاق أماكن الجذب السياحي أمام الزوار والمقيمين على حد سواء، ضمن نطاق 30 كيلومتراً من موقع الهجوم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version