بقلم:&nbspClara Nabaa&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

تنظيم الدولة الإسلامية، ومن قبله تنظيم القاعدة، كانا من أوائل اللاعبين غير الحكوميين الذين استثمروا الأدوات الرقمية، من تطبيقات التواصل الاجتماعي إلى العملات الرقمية، لتوسيع شبكاتهم السرية. واليوم، ومع توافر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المجانية وسريعة التطور، تجد وكالات إنفاذ القانون نفسها في موقع المتلقي، تحاول اللحاق بخصم بات يستخدم التكنولوجيا لصالحه.

وقد نقلت مصادر مطلعة على جهود الحكومة الأمريكية في “مكافحة الإرهاب” لصحيفة “الغارديان” أن العديد من الوكالات الأمنية تبدي قلقًا عميقًا حيال الكفاءة المتزايدة للجماعات بفضل الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، يقول آدم هادلي، مؤسس ومدير منظمة “التكنولوجيا ضد الإرهاب” المدعومة من لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة: “بحثنا توقع تمامًا ما نشهده الآن. الإرهابيون لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإحداث ثورة، بل لتسريع ما هو قائم أصلاً”.

منصة دعائية وتدريب رقمي

بدأت تنظيمات كـ”داعش” بالاعتماد على أدوات مثل ChatGPT لنشر مضامين متعددة الوسائط تروّج لفكرها، بما يشمل تحويل بيانات مكتوبة إلى مقاطع صوتية، وتصميم صور دعائية عالية التأثير.

وفي هذا السياق، يؤكد مصطفى عياد، المدير الإقليمي لمعهد الحوار الاستراتيجي في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، أن “الذكاء الاصطناعي بات جزءًا أساسيًا من منظومة النشر والدعاية لدى هذه الجماعات”.

ولا تخفي هذه التنظيمات إعجابها العلني بهذه التكنولوجيا. ففي إحدى المجلات الدعائية التابعة لـ”داعش”، نُشر مقال يصف الذكاء الاصطناعي بأنه “قوة تشكل الحرب”، داعيًا أعضاء التنظيم إلى استيعاب “الفروق الدقيقة” فيه واستخدامه كـ”مستشار رقمي” و”مساعد بحثي”. وتواصل الجماعة نشر “دليل أدوات الذكاء الاصطناعي ومخاطره” عبر قنوات مشفّرة لمناصريها.

تكتيكات رقمية للتخفي

داخل غرف الدردشة التابعة لتنظيم داعش، يناقش المستخدمون علنًا سبل استخدام الذكاء الاصطناعي، من بينها السؤال عن مدى أمان استخدام ChatGPT في البحث عن كيفية تصنيع المتفجرات، في ظل الشكوك حول الرقابة الأمنية على هذه التطبيقات.

وفي محاولة للتحايل على أنظمة الرقابة، ابتكر بعض المستخدمين طرقًا ملتوية، مثل إسقاط تعليمات بناء نماذج أولية لمركبات يتم التحكم بها عن بُعد عبر واجهات الذكاء الاصطناعي، في تكتيك يعيد إلى الأذهان هجمات الدهس الشهيرة التي نفذها التنظيم في السنوات الماضية.

وفي آذار/ مارس الماضي، بث حساب مرتبط بالتنظيم مقطع فيديو يوضح تصنيع قنبلة بناءً على إرشادات قدّمها نظام الذكاء الاصطناعي، باستخدام أدوات منزلية بسيطة.

ومن هنا، تتعزز المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي لم يعد فقط أداة مدنية، بل بات ساحة صراع خفيّة بين الأجهزة الأمنية وتلك التنظيمات، التي تجد في هذه التقنية وسيلة فعالة لتعزيز نفوذها وتفادي الرقابة الأمنية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version