بقلم: يورو نيوز
نشرت في
ويُعد السد الذي أُطلق عام 2011، بكلفة أربعة مليارات دولار، أكبر مشروع كهرومائي في إفريقيا، إذ يبلغ عرضه 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً.
وتعتبر إثيوبيا السد محوراً أساسياً في خطتها لتوفير الطاقة، بينما ترى فيه مصر والسودان مصدر تهديد محتمل لإمدادات المياه التي تعتمد عليها الدولتان بشكل شبه كلي. وقال أبيي أمام البرلمان إن المشروع “أصبح منجزاً”، موجهاً رسالة طمأنة إلى القاهرة والخرطوم بقوله إن “سد النهضة لا يشكل تهديداً، بل فرصة مشتركة”، مشدداً على أن فوائد المشروع لن تقتصر على بلاده فقط.
وبدأت إثيوبيا توليد الكهرباء من السد، الواقع في شمال غرب البلاد على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود مع السودان، منذ فبراير 2022. وتبلغ سعة السد التخزينية 74 مليار متر مكعب من المياه، وهو قادر على توليد أكثر من 5000 ميغاوات من الكهرباء، أي ضعف الإنتاج الحالي للكهرباء في إثيوبيا، ما يساهم في تلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم نحو 130 مليون نسمة.
لكن في المقابل، لا تزال المخاوف قائمة لدى كل من مصر والسودان، خصوصاً في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل السد وملء خزانه. وترى القاهرة أن المشروع يمثل تهديداً وجودياً لها، كونها تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من مواردها المائية.
وفي سياق هذه التوترات، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اجتماعاً مشتركاً، الثلاثاء، جددا خلاله رفضهما “الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق”، مؤكدين على مواصلة التنسيق لحماية الأمن المائي في المنطقة.
وفي المقابل، أبدى أبيي استعداد بلاده للتعاون قائلاً إن أديس أبابا “مستعدة للتعاون بشكل بنّاء”، مؤكداً أن السد “لن يأتي على حساب” أي من البلدين. وأضاف: “نؤمن بالتقدم المشترك والطاقة المشتركة والمياه المشتركة. ازدهار أحدنا يجب أن يعني ازدهار الجميع”.