تألقت الأعمال التلفزيونية غير الأمريكية في حفل توزيع جوائز “إيمي” الدولية الـ53 الذي أقيم في مدينة نيويورك، مساء الاثنين الماضي. وشهد الحفل فوز مسلسلات تركية وألمانية وبريطانية بجوائز مرموقة، مما يعكس التنوع والإبداع في صناعة التلفزيون عالميًا. هذا المقال يسلط الضوء على أبرز الفائزين في حفل جوائز إيمي الدولية، والتأثير المتزايد للإنتاجات التلفزيونية من خارج الولايات المتحدة.
فوز تركي وألماني يتربعان على عرش “إيمي” الدولية
تصدر المسلسل التركي “العبقري” (Deha) قائمة الفائزين، محققًا لقب “أفضل مسلسل درامي”. وقد تفوق “العبقري” على منافسين أقوياء من البرازيل وإسبانيا، ليؤكد مكانة الدراما التركية المتنامية على الساحة العالمية.
قصة “العبقري” التي حازت إعجاب لجنة التحكيم
تدور أحداث المسلسل حول شاب يتمتع بقدرات رياضية استثنائية، ويواجه صراعًا داخليًا بين تحقيق طموحاته وضغوط والده. إنتاج شركة “آي يابيم”، نجح المسلسل في تقديم قصة مؤثرة وشخصيات قوية، مما أثار إعجاب لجنة التحكيم في جوائز إيمي الدولية. وعبر مخرج العمل، أوموت أرال، عن سعادته وفخره بتمثيل تركيا في هذا المحفل العالمي.
بينما حقق المسلسل الألماني “على خطى فريتسيز – كيف كانت الحياة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية؟” (On Fritzi’s Traces – What Was Life Like in The GDR?) الفوز في فئة “الأطفال: حقائق وترفيه”. هذا المسلسل الموجه للشباب، والذي أنتجته هيئة البث العامة الإقليمية “إم دي آر”، يقدم نظرة فريدة على الحياة في ألمانيا الشرقية قبل إعادة التوحيد، باستخدام الرسوم المتحركة.
منافسة قوية وفوز بريطاني في فئات أخرى
لم يحالف الحظ المسلسل الألماني الآخر “هيرهاوزن -سيد المال” (Herrhausen -Lord of the Money) في فئة الفيلم التلفزيوني أو المسلسل القصير، حيث خسر أمام المسلسل البريطاني “لوست بويز آند فيريز” (Lost Boys and Fairies).
إلا أن بريطانيا تألقت في فئات أخرى، حيث حصد مسلسل “رايفلز” (Rivals) جائزة أفضل مسلسل درامي، بينما ذهبت جائزة أفضل مسلسل كوميدي إلى العمل البريطاني “لودفيج” (Ludwig). كما فاز الفيلم الوثائقي “هيل جامبر” (The Hill Jumper)، الذي يروي قصة متطوع بريطاني قُتل في أوكرانيا، بجائزة أفضل فيلم وثائقي. هذه الجوائز تؤكد على قوة الإنتاج التلفزيوني البريطاني وتنوعه.
جوائز للأطفال والبرامج الوثائقية وقضايا راهنة
لم تغفل جوائز إيمي الدولية عن فئة برامج الأطفال، حيث فاز المسلسل الأسترالي “بلووي” (Bluey) بجائزة أفضل مسلسل رسوم متحركة للأطفال. وفي إطار البرامج التي تتناول قضايا راهنة، حصل إنتاج بريطاني يوثق الحياة اليومية في قطاع غزة على جائزة أفضل برنامج شؤون راهنة، مسلطًا الضوء على أهمية الصحافة الاستقصائية والتغطية الإعلامية للقضايا الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، حصد فيلم وثائقي من إنتاج “نتفليكس” حول فضيحة الرئيس السابق للاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس مع لاعبة المنتخب جينيفر هيرموسو جائزة في فئة الوثائقيات الدولية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا المساواة والتحرش في الرياضة.
تأثير متزايد للإنتاجات التلفزيونية العالمية
إن فوز هذه الأعمال التلفزيونية من تركيا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا يعكس تحولًا ملحوظًا في صناعة التلفزيون، حيث لم تعد الهيمنة الأمريكية مطلقة. فقد أثبتت الإنتاجات التلفزيونية من مختلف أنحاء العالم قدرتها على جذب انتباه الجمهور العالمي، وتقديم قصص مبتكرة ومؤثرة.
هذا التنوع في الإنتاجات التلفزيونية يثري المشهد الإعلامي، ويساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول. كما يشجع المنتجين والمبدعين على استكشاف أفكار جديدة، وتقديم محتوى يلبي اهتمامات الجمهور المتنوع. الدراما التركية على وجه الخصوص، اكتسبت شعبية هائلة في السنوات الأخيرة، وأصبحت من بين أكثر المسلسلات مشاهدة في العالم.
في الختام، تُظهر جوائز إيمي الدولية أن صناعة التلفزيون تشهد تطورات مستمرة، وأن الإنتاجات التلفزيونية من خارج الولايات المتحدة تلعب دورًا متزايد الأهمية في تشكيل المشهد الإعلامي العالمي. نتطلع إلى المزيد من الإبداع والتنوع في السنوات القادمة، ونأمل أن تستمر هذه الجوائز في تكريم الأعمال التلفزيونية المتميزة من جميع أنحاء العالم.


