علاقة الفنان السعودي خالد عبد الرحمن بجمهور الأردن تُعدّ من الظواهر اللافتة في المشهد الغنائي العربي؛ علاقة بدأت متأخرة لكنها ترسّخت بقوة، لتصبح من القصص الجماهيرية الاستثنائية في مسيرة الفنان.

عند مشاركته الأولى في مهرجان جرش عام 2023، صُدم خالد عبدالرحمن من حجم التفاعل الجماهيري، وقال في تصريح لوسائل الإعلام: «ما توقعت يكون فيه جمهور بهذا العدد والتفاعل يوم أحد، هذا شيء كبير ما راح أنساه أبدًا». كان المشهد حينها مفاجئًا له: جمهور يحفظ أغنياته عن ظهر قلب، يردد معه «بلا ميعاد»، و«تقوى الهجر»، و«وشلون مغليك» كأنها نشيد وطني مشترك.

وفي حفله الأخير في مهرجان جرش 2025، عادت الحكاية لتتكرر بأضعاف: الآلاف ملأوا المسرح الجنوبي، والأعلام السعودية ترفرف بين الجماهير، وسط أضواء الهواتف والتصفيق والطلب المتكرر لأغنياته. قدّم خالد عرضًا موسيقيًا مميزًا بمرافقة فرقة موسيقية يقودها المايسترو أمير عبدالمجيد، وعبّر في كلمته للجمهور عن امتنانه قائلاً: «هذا الحفل من القلب إلى الأردن».

أما الجمهور الأردني، فقد بادل الفنان حبًا بحب، وهتف باسمه طويلًا، وعبر عن وفائه لفنان «مخاوي الليل» الذي طال انتظاره. بدا كأن العلاقة بين الطرفين تجاوزت الفن إلى شيء أعمق: رابط وجداني نادر.

ورغم أن خالد عبدالرحمن يملك شعبية طاغية على المستوى العربي، إلا أن بعض متغيرات الساحة الفنية أوحت بتراجع زخمه الجماهيري مقارنةً بالجيل الجديد من الفنانين، غير أن الأرقام والشواهد الجماهيرية أثبتت العكس تمامًا؛ إذ لا تزال حفلاته تحظى بإقبال واسع وتفاعل استثنائي، تؤكده مشاهد مثل حفل جرش الأخير، الذي أعاد تسليط الضوء على وفاء جمهور قديم وتجدد ولاء جمهور جديد.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version