في ليلةٍ حملت مزيجاً من الوفاء والدهشة، صعد «فنان العرب» محمد عبده إلى مسرح الكويت، وهو يمرّ بما وصفه بـ«حالة غريبة»، بعد يومٍ شاق وإرهاقٍ جسدي لم يخفِه عن جمهوره. ومع ذلك، غنّى كما لم يغنِّ من قبل، متجاوزاً التعب بمحبة الناس التي ملأت القاعة حتى آخر مقعد، ليؤكد مجدداً أنه فنانٌ يعيش الفن التزاماً قبل أن يكون أداءً.
قال محمد عبده، بعد الحفلة لـ«عكاظ»: «كنت في حالة غريبة فعلاً، وكان هناك تعب وزكام، لكني لم أفكر لحظة في الاعتذار أو التوقف. تجاوزت كل ذلك بمحبة الجمهور وحرصي على أن أقدم كل ما وعدت به من أغنيات». وأضاف مبتسماً: «الحمد لله أنا بخير الآن، وما شعرت به في تلك الليلة من تفاعل الناس أنساني كل تعب، فمحبة الجمهور دواء الفنان الحقيقي».
وتحدث «فنان العرب» عن فلسفته تجاه الالتزام الفني قائلاً: «الفنان الذي يحترم فنه وجمهوره لا يساوم على الالتزام. الوقوف أمام الجمهور مسؤولية، والانضباط في العمل هو الركيزة الأولى التي تصنع الاستمرارية والنجاح»، مشيراً إلى أن العمل الفني لا يقوم على الصوت فقط، بل على احترام الوقت والتفاصيل والناس الذين ينتظرون الكلمة واللحن والأداء.
كما عبّر عن امتنانه العميق للتفاعل الكبير الذي تلقّاه بعد الحفلة، قائلاً: «سعادتي لا توصف بكل رسالة أو تعليق وصلني، وكل تصفيق من الجمهور كان كأنه طاقة من نور. عندما أرى هذا الحب، أدرك أن الطريق الذي اخترته منذ بدايتي كان صحيحاً، وأن الغناء لا يزال لغة تجمعنا مهما تغيّرت الأزمنة».
الكويت، التي شكّلت عبر تاريخها محطة أساسية في مسيرة محمد عبده، أعادت احتضانه مجدداً كما تفعل منذ عقود، فهي الأرض التي انطلقت منها ألحان خالدة، وكلمات صنعت وجدان الخليج والعالم العربي. وفي حفلة الخميس، امتزج فيها الصدق بالتعب، والوفاء بالفن، لتصبح شاهداً آخر على أن محمد عبده لا يغني فحسب، بل يروي سيرةَ التزامٍ فنيٍّ لا يشيخ.
أخبار ذات صلة


