في حزن عميق وخسارة فنية كبيرة، ودّعت لبنان والعالم العربي الفنان المبدع وليد العلايلي. رحل العلايلي عن عالمنا بتاريخ 20 ديسمبر 2025 عن عمر يناهز 65 عامًا، إثر سكتة قلبية مفاجئة، تاركًا وراءه إرثًا دراميًا غنيًا وبصمة لا تُنسى في قلوب محبيه. النقابة اللبنانية للممثلين نعت الفنان الراحل، مشيدة بمسيرته الفنية الممتدة وأدائه المتميز الذي أثرى شاشاتنا لعقود. هذا المقال يسلط الضوء على حياة وليد العلايلي ومسيرته الفنية وإسهاماته المميزة في الدراما العربية.
من هو وليد العلايلي؟ لمحة عن حياة الفنان الراحل
ولد وليد العلايلي لأب لبناني وأم سويسرية، وجمع في بداياته الفنية بين ثقافتين متنوعتين انعكستا إيجابًا على قدرته التمثيلية. بدأ مسيرته في تسعينيات القرن الماضي، وسرعان ما لفت الأنظار بتمكنه من تقمص الشخصيات المختلفة وإقناع الجمهور بها. لم يكن العلايلي مجرد ممثل يؤدي دورًا، بل كان فنانًا يخلق حالة من التعاطف والتفاعل مع كل شخصية يجسدها.
كانت شخصيته المتواضعة وأخلاقه العالية سببًا في محبة زملائه وجمهوره له، مما جعله رمزًا للفن الجميل والالتزام المهني. بالإضافة إلى التمثيل، كان العلايلي يتمتع بثقافة واسعة واهتمام بالأدب والفن التشكيلي، وهو ما انعكس على اختياراته الفنية وعمق أدائه.
مسيرة وليد العلايلي الفنية: بين الدراما والتاريخ
انطلقت مسيرة وليد العلايلي من المسرح، حيث قدم العديد من العروض المسرحية الناجحة التي أظهرت موهبته الفذة وقدرته على التواصل المباشر مع الجمهور. ثم انتقل إلى التلفزيون والسينما، ليحقق نجاحًا أكبر ويصبح من أبرز نجوم الدراما اللبنانية والعربية.
أدوار تاريخية لا تُنسى
برز اسم العلايلي بقوة في الأعمال التاريخية التي شارك فيها، حيث أثبت قدرته على تجسيد الشخصيات التاريخية بكل دقة وواقعية. من بين أبرز هذه الأعمال:
- صلاح الدين الأيوبي: قدم فيه دورًا مميزًا ترك أثرًا كبيرًا في نفوس المشاهدين.
- التغريبة الفلسطينية: شارك في هذا العمل الدرامي الضخم الذي تناول القضية الفلسطينية بكل أبعادها الإنسانية والتاريخية.
- بوابة القدس: تجسيد رائع لشخصية تعكس صمود القدس وتاريخها العريق.
تنوع في الأدوار الاجتماعية وبصمة في الدراما المعاصرة
لم يقتصر وليد العلايلي على الأعمال التاريخية، بل تنوعت أدوارة لتشمل الدراما الاجتماعية والمسلسلات المعاصرة. كان يتمتع بموهبة فريدة في اختيار الشخصيات التي تعكس قضايا المجتمع وهموم الإنسان. شارك في مسلسلات ناجحة مثل:
- روبي
- بين بيروت ودبي
- تحت الأرض
- غزل البنات
- اتهام
- خمسة ونص
- الشحرورة حيث أدهش جمهوره بتجسيده لدور مؤثر ومختلف.
مشاركاته السينمائية العالمية وتأثيره الفني
لم يقتصر إبداع وليد العلايلي على الشاشة العربية، بل تعداها ليشارك في الإنتاج السينمائي العالمي. من بين هذه المشاركات فيلم “وادي الدموع” (The Valley of Tears) الكندي، والذي يمثل تجربة فنية مهمة في مسيرته. هذه المشاركة تعكس انفتاحه الفني ورغبته الدائمة في تطوير مهاراته واكتشاف آفاق جديدة.
لقد كان العلايلي نموذجًا للفنان الذي يجمع بين الموهبة والاجتهاد والتواضع، مما جعله محبوبًا من الجميع ومثالًا يحتذى به للأجيال القادمة من الفنانين. وقد أشاد به العديد من الفنانين والنقاد وقاموا بتقديم التعازي لعائلته وزملائه، وأبرزوا تقديرهم لموهبته وإسهاماته الفنية.
وداعًا وليد العلايلي: إرث فني سيبقى خالدًا
رحل وليد العلايلي، لكن أعماله وذكرياته ستبقى خالدة في قلوبنا وذاكرة الدراما العربية. آخر ظهور له كان من خلال مسلسل “عرابة بيروت” في عام 2023، وقد ترك فيه بصمة واضحة كعادته.
إنّ فقدان فنان بهذا المستوى يُعد خسارة كبيرة للساحة الفنية اللبنانية والعربية. ولكن، تبقى أعماله شاهدة على موهبته وإبداعه، وستظل تلهم الأجيال القادمة من الفنانين. نتمنى الرحمة والمغفرة للفنان القدير وليد العلايلي، وأن يلهم الله أهله وذويه الصبر والسلوان. ستبقى سيرته محفورة بأحرف من ذهب في تاريخ الفن والإبداع.
Keywords Targeted: وليد العلايلي (Walid Al-Ala’ili)
Secondary Keywords: الدراما العربية (Arab Drama), وفاة فنان (Artist’s Death), ممثل لبناني (Lebanese Actor).


