يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تقديم حزمة إنقاذ تراوح قيمتها بين 10 و14 مليار دولار، للمزارعين الذين يعانون من تداعيات الحرب التجارية المتصاعدة مع الصين وارتفاع تكاليف الإنتاج. وفقاً لمصادر تحدّثت إلى شبكة CNN.

وقالت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز: «الاقتصاد الزراعي يمرّ بمرحلة صعبة للغاية، خصوصاً لمزارعي المحاصيل الصفّية مثل فول الصويا والذرة»، مشيرةً إلى أن «البيت الأبيض يضع الملف على رأس أولوياته».

وبحسب المصادر، عقدت الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية سلسلة اجتماعات مشتركة بين وزارتي الزراعة والخزانة لبحث صيغة نهائية لحزمة الدعم، مع تركيز النقاش على خيارين رئيسيين.

ويكمن الخيار الأول في تخصيص جزء من إيرادات الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة لتمويل الدعم، وهو ما أشار إليه ترمب بقوله على منصة «X»: «حققنا عوائد كبيرة من الرسوم الجمركية، وسنستخدم جزءاً منها لدعم مزارعينا، لن أتخلى عنهم أبداً».

سرعة التنفيذ

أما الخيار الثاني، فيتمثل في استخدام صندوق الطوارئ التابع لوزارة الزراعة تحت برنامج المساعدات الطارئة للسلع الزراعية»إي كاب ECAP”، الذي سبق أن استُخدم في مارس الماضي لتقديم 10 مليارات دولار للمزارعين المتضررين من موسم 2024. وتدرس الإدارة مزيجاً من الخيارين لضمان سرعة التنفيذ، على أن يعتمد المبلغ النهائي على حجم احتياجات المزارعين والإيرادات المحصّلة من الرسوم الجمركية.

وتأتي هذه التحركات في ظل أزمة خانقة يعيشها قطاع فول الصويا الأمريكي، أكبر صادرات أمريكا الزراعية بقيمة تجاوزت 24 مليار دولار في 2024.

وكانت الصين، التي استوردت نصف الكمية العام الماضي، قد أوقفت تماماً وارداتها من فول الصويا الأمريكي منذ مايو 2025، بعد فرضها رسوماً جمركية بنسبة 20% على السلعة رداً على سياسات ترمب التجارية.

عام صعب

ويشهد القطاع الزراعي الأمريكي عاماً صعباً، إذ قفزت تكاليف الإنتاج إلى 467.4 مليار دولار في 2025، بزيادة 12 مليار دولارعلى العام الماضي، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية.

كما ارتفعت حالات إفلاس المزارع خلال النصف الأول من العام إلى أعلى مستوى منذ 2021، في وقت تتراجع أسعار السلع الزراعية وتشتدّ أزمة نقص العمالة الناجمة عن سياسات الترحيل التي طالت عمال المزارع المهاجرين.

وتضررت المحاصيل الأمريكية التقليدية مثل فول الصويا والذرة والقمح والقطن بشدّة من القيود التجارية، إذ أصبحت صناعة فول الصويا تحديداً رمزاً لأزمة المزارعين في العام الأول من الولاية الثانية لترمب.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version