وفقًا لنتائج الهيئة العامة للإحصاء لعام 2024، تشهد المملكة العربية السعودية طفرة نوعية في التحول الرقمي للمنشآت، حيث بلغت نسبة المنشآت المتصلة بالإنترنت 98%، مما يعكس التزامًا متزايدًا بالابتكار وتبني التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات. هذا الارتفاع الطفيف مقارنة بعام 2023، والبالغ 0.3%، يؤكد استمرار هذا النمو الإيجابي وتأثيره العميق على بيئة الأعمال السعودية.
انتشار الإنترنت بين المنشآت السعودية: مؤشر على التطور
لم يعد الاتصال بالإنترنت رفاهية، بل ضرورة حتمية للمنشآت في المملكة العربية السعودية. الإحصاءات الحديثة تؤكد هذا الأمر، حيث أن 98% من المنشآت لديها الآن اتصال بالإنترنت، مما يفتح آفاقًا واسعة للنمو والابتكار. هذا الانتشار الواسع يمثل أساسًا قويًا لتطوير الخدمات الرقمية وتعزيز القدرة التنافسية للمنشآت السعودية على الصعيدين المحلي والدولي.
استخدامات الإنترنت المتزايدة في القطاع الخاص
لا يقتصر الأمر على مجرد الاتصال بالإنترنت، بل يتعداه إلى كيفية استغلال المنشآت لهذه التقنية في تحسين أدائها. 63% من المنشآت تستخدم منصات التواصل الاجتماعي للتسويق والتواصل مع العملاء، بينما تعتمد 76.3% منها على الإنترنت في تنفيذ الخدمات المصرفية الإلكترونية، مما يقلل التكاليف ويزيد الكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة واعدة، حيث تستخدمه 27.6% من المنشآت، مع تسجيل قطاع المعلومات والاتصالات أعلى نسبة استخدام (52.8%)، يليه قطاع المال والتأمين (44.7%) والتعليم (42.1%).
الحوسبة السحابية: خيار استراتيجي للمنشآت
تعتبر الحوسبة السحابية من التقنيات الرئيسية التي تدعم التحول الرقمي للمنشآت. 46.8% من المنشآت تستخدم خدمات الحوسبة السحابية، مع تفضيل استخدامها للبرامج المكتبية الجاهزة (53.5%) والخدمات البريدية (50.3%) وتخزين الملفات (41.1%). هذه النسب تشير إلى وعي متزايد بالفوائد التي تقدمها الحوسبة السحابية من حيث توفير التكاليف والمرونة وقابلية التوسع.
إنترنت الأشياء: نحو بيئة عمل أكثر ذكاءً
لا يقتصر استخدام التقنيات الحديثة على البرمجيات والخدمات السحابية، بل يمتد ليشمل الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت. 68.4% من المنشآت تستخدم تقنيات إنترنت الأشياء لأغراض أمن المباني، بينما تستخدمها 36.5% لإدارة استهلاك الطاقة و 21.1% لأغراض الصيانة. هذا التوجه يعكس سعي المنشآت إلى تحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف من خلال الاستفادة من البيانات التي توفرها هذه التقنيات.
الخدمات الحكومية الإلكترونية: تسهيل الإجراءات وتعزيز الشفافية
يشهد قطاع الخدمات الحكومية في المملكة العربية السعودية تحولًا رقميًا ملحوظًا، حيث تستخدم 92% من المنشآت الخدمات الحكومية الإلكترونية، وهو ما يمثل ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالعام السابق. كما أن 75.9% من المنشآت قامت بأتمتة نماذجها الحكومية إلكترونيًا، مما يسهل الإجراءات ويقلل البيروقراطية. هذا التحول يعزز الشفافية ويسرع وتيرة العمل ويدعم بيئة الأعمال.
التجارة الإلكترونية: سوق متنامي وفرص واعدة
يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية نموًا سريعًا، حيث يستخدم 46.8% من المنشآت الإنترنت لشراء أو طلب السلع والخدمات، بينما يستخدمه 29% لبيع أو عرض السلع والخدمات. هذا النمو يعكس تغيرًا في سلوك المستهلكين وزيادة الثقة في التسوق عبر الإنترنت. بالتالي، يمثل التجارة الإلكترونية فرصة واعدة للمنشآت السعودية لتوسيع نطاق أعمالها والوصول إلى أسواق جديدة.
منهجية إحصائية موثوقة
تؤكد الهيئة العامة للإحصاء أن هذه النتائج تستند إلى منهجية إحصائية موحدة ومتوافقة مع أفضل الممارسات الدولية، وفقًا لدليل إنتاج إحصاءات الاقتصاد الرقمي الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD). هذا يضمن موثوقية البيانات وقابليتها للمقارنة دوليًا، مما يجعلها مصدرًا قيمًا للمعلومات لصناع القرار والباحثين والمستثمرين.
في الختام، تُظهر إحصاءات عام 2024 أن التحول الرقمي للمنشآت في المملكة العربية السعودية يسير بخطى ثابتة، مدفوعًا بانتشار الإنترنت واستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء. هذا التحول يمثل فرصة كبيرة للمنشآت السعودية لتعزيز قدرتها التنافسية وتحقيق النمو المستدام. ندعو جميع المنشآت إلى الاستفادة من هذه الفرص وتبني التقنيات الرقمية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية. لمزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي للهيئة العامة للإحصاء.


