في نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، شهدنا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الذهب، مدفوعًا بتوقعات متزايدة بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم. هذا الارتفاع تزامن مع قفزة تاريخية في سعر الفضة، مما يعكس ديناميكية جديدة في سوق المعادن الثمينة. يثير هذا التطور تساؤلات حول مستقبل الاستثمار في الذهب والفضة، وتأثير قرارات البنوك المركزية على هذه الأسواق.
ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات خفض الفائدة
شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 1% ليصل إلى 4212.16 دولارًا للأوقية، على الرغم من أنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية طفيفة بنسبة 0.4%. ويرجع هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى تزايد الثقة في أن البنك المركزي الأمريكي سيقوم بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب. هذا التوقع أدى بدوره إلى ضعف طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، مما عزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي
تعززت هذه التوقعات بتصريحات متتالية من عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفدرالي، والتي أشارت إلى ميل نحو سياسة نقدية أكثر تساهلاً. أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة (سي.إم.إي) تشير إلى احتمال بنسبة 87.2% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع 9 و 10 ديسمبر الجاري.
الفضة تسجل مستوى قياسيًا وتفوق أداء الذهب
لم يكن الذهب وحده هو الرابح في نهاية الأسبوع، بل شهدت الفضة ارتفاعًا أكبر بكثير، حيث زادت بنسبة 2.6% لتصل إلى 58.59 دولارًا، مسجلةً بذلك ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 4%. الأكثر إثارة هو بلوغها مستوى قياسيًا عند 59.32 دولارًا في وقت سابق من التداولات.
هذا الأداء القوي للفضة يعكس عوامل متعددة، أهمها العجز في المعروض و إدراجها على قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة. فقد ارتفعت الفضة بنسبة مذهلة بلغت 98% خلال العام الحالي، مما يشير إلى تحول كبير في ديناميكيات السوق.
توقعات مستقبلية لأسعار الفضة
يرى محللو “سيتي غروب” أن الفضة قد ترتفع إلى 62 دولارًا للأوقية خلال الأشهر الثلاثة القادمة، مدفوعة بخفض الفائدة المتوقع من الفدرالي، والطلب الاستثماري القوي، والعجز المستمر في المعروض. هذا التوقع يعكس نظرة إيجابية للغاية لمستقبل الفضة، ويشير إلى أنها قد تتجاوز أداء الذهب في الفترة القادمة.
نظرة أعمق على أداء المعادن الأخرى
بينما تألق الذهب والفضة، كان أداء المعادن الأخرى أكثر استقرارًا. استقر سعر البلاتين عند 1646.10 دولارًا، في حين ارتفع سعر البلاديوم بنسبة طفيفة بلغت 0.3% ليصل إلى 1453.39 دولارًا. هذا التباين في الأداء يعكس اختلاف العوامل المؤثرة على كل معدن، وأهمية فهم هذه العوامل لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
تحليل خبراء سوق الذهب
يرى أليكس إبكريان، مدير العمليات في شركة أليغيانس غولد، أن أسعار الذهب من المتوقع أن تتراوح بين 4200 دولار و 4500 دولار للأوقية خلال العام الحالي، وبين 4500 دولار و 5000 دولار في العام المقبل، وذلك اعتمادًا على قرارات مجلس الاحتياطي الفدرالي. هذا التوقع يشير إلى أن الذهب لا يزال لديه مجال للنمو، خاصة إذا استمر البنك المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة.
الفضة: ليست مجرد رفيق للذهب
توضح هيبي تشين، المحللة في “فانتج ماركتس” بملبورن، أن الفضة لم تعد مجرد رفيق هادئ للذهب. فالسوق تدرك الآن النقص الهيكلي في المعروض، والزيادة السريعة في الطلب الصناعي، مما يدفع سعرها إلى الارتفاع بشكل مستقل. هذا التحول في دور الفضة يعزز من جاذبيتها كاستثمار، ويجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الذين يبحثون عن تنويع محافظهم الاستثمارية. الاستثمار في المعادن الثمينة، مثل الذهب والفضة، يعتبر وسيلة فعالة للحماية من التضخم وتقلبات الأسواق.
الخلاصة: مستقبل واعد لأسعار الذهب والفضة
بشكل عام، يبدو مستقبل أسعار الذهب والفضة واعدًا، خاصة في ظل توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي. ومع ذلك، يجب على المستثمرين أن يكونوا على دراية بالعوامل المختلفة التي قد تؤثر على هذه الأسواق، مثل التغيرات في السياسة النقدية، والظروف الاقتصادية العالمية، والعرض والطلب على المعادن. من المهم إجراء بحث شامل قبل اتخاذ أي قرار استثماري، والاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات. تابعوا آخر التطورات في سوق المعادن الثمينة لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
هل لديك أي أسئلة حول الاستثمار في الذهب أو الفضة؟ شارك برأيك في التعليقات!


