أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن سعادته بالتقدم المحرز في حملة التطعيم في غزة، والتي تهدف إلى حماية الأطفال من الأمراض الفتاكة. تأتي هذه الحملة في ظل ظروف إنسانية صعبة للغاية، وتسعى لتعويض الفجوات التي خلفتها سنوات من الصراع والحرب، وضمان حصول الأطفال على حقهم الأساسي في الصحة والحماية. هذه المبادرة الحيوية تمثل بصيص أمل في قطاع يعاني من تدهور كبير في الخدمات الصحية.
أهمية حملة التطعيم في غزة
تعتبر حملة التطعيم في غزة ذات أهمية بالغة، خاصةً مع تزايد المخاوف بشأن انتشار الأمراض المعدية بين الأطفال. فقد أدت الحرب الأخيرة إلى تدمير البنية التحتية الصحية، وتعطيل الخدمات الأساسية، مما جعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. بالإضافة إلى ذلك، فإن النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية يزيد من خطورة الوضع.
الأمراض المستهدفة بالتطعيم
تهدف الحملة إلى حماية الأطفال دون سن الثالثة من مجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك:
- الحصبة
- النكاف
- الحصبة الألمانية
- الكزاز
- السعال الديكي
- التهاب الكبد الوبائي ب
- السل
- شلل الأطفال
- الالتهاب الرئوي
هذه الأمراض يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، وحتى الوفاة، خاصةً لدى الأطفال الصغار. لذلك، فإن التطعيم هو أفضل وسيلة للوقاية منها.
تفاصيل حملة التطعيم ونتائجها الأولية
انطلقت حملة التطعيم في غزة في 9 نوفمبر الحالي، ومن المتوقع أن تستمر حتى 22 نوفمبر. وقد تمكنت الفرق الطبية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ويونيسيف، وأونروا، ووزارة الصحة الفلسطينية، من تطعيم أكثر من 10 آلاف طفل خلال الأيام الثمانية الأولى. وتستهدف الحملة الوصول إلى أكثر من 40 ألف طفل في قطاع غزة.
التعاون الدولي لتنفيذ الحملة
يعكس هذا التعاون الدولي التزامًا إنسانيًا تجاه الأطفال في غزة، ورغبة في تقديم الدعم اللازم لهم. فمنظمة الصحة العالمية، من خلال خبرتها الفنية، توفر اللقاحات والمستلزمات الطبية، وتدرب الفرق الطبية. بينما تقوم يونيسيف بتوفير الدعم اللوجستي، وتسهيل وصول اللقاحات إلى المناطق النائية. أما أونروا، فهي تعمل على تنسيق الجهود، وتوفير الدعم الإداري.
التحديات التي تواجه حملة التطعيم
على الرغم من النجاح الأولي للحملة، إلا أنها تواجه العديد من التحديات. فالحالة الأمنية الهشة، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، ونقص الموارد، كلها عوامل تعيق عملية التطعيم. بالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار المعلومات المضللة حول اللقاحات، ورفض بعض الأهالي لتطعيم أطفالهم، يمثل تحديًا إضافيًا.
دور الرصد لضمان جودة التطعيم
لمواجهة هذه التحديات، تقوم فرق الرصد التابعة لمنظمة الصحة العالمية بمراقبة عملية التطعيم ميدانيًا، لضمان جودة اللقاحات، وسلامة الإجراءات، وشمولية الحملة. كما تعمل هذه الفرق على توعية الأهالي بأهمية التطعيم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حوله. الرعاية الصحية في غزة تحتاج إلى دعم مستمر لضمان استمرار هذه الجهود.
المراحل القادمة من حملة التطعيم
من المقرر أن تنطلق المرحلتان الثانية والثالثة من حملة التطعيم في غزة في ديسمبر القادم ويناير 2026. وتهدف هذه المراحل إلى الوصول إلى جميع الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم في المرحلة الأولى، وضمان حصولهم على الحماية الكاملة من الأمراض.
أهمية وقف إطلاق النار لاستمرار الحملة
أعرب غيبريسوس عن سروره باستمرار وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن ذلك يتيح للفرق الطبية الوصول إلى الأطفال، وتنفيذ حملة التطعيم بشكل آمن وفعال. ففي ظل استمرار القتال، يصبح من الصعب جدًا الوصول إلى المناطق المحاصرة، وتوفير الخدمات الصحية الأساسية. الأوضاع الإنسانية في غزة تتطلب هدنة دائمة لضمان استقرار الخدمات الصحية.
في الختام، تمثل حملة التطعيم في غزة خطوة مهمة نحو حماية الأطفال، وتحسين صحتهم، وضمان مستقبلهم. ويتطلب نجاح هذه الحملة استمرار التعاون الدولي، وتوفير الدعم اللازم، وضمان وقف إطلاق النار بشكل دائم. ندعو الجميع إلى دعم هذه المبادرة الإنسانية، والمساهمة في توفير حياة صحية وآمنة للأطفال في غزة. يمكنكم مشاركة هذا المقال على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي حول أهمية هذه الحملة.



