التعرض للإبهار أثناء القيادة الليلية أمر شائع، خاصة مع ازدياد حركة المرور والأضواء الساطعة. قد يكون هذا الأمر مزعجًا، بل وقد يشكل خطرًا على السلامة. في هذا المقال، سنستعرض نصائح وإرشادات مهمة حول كيفية التعامل مع الإبهار أثناء القيادة، وكيفية معرفة متى يجب عليك استشارة طبيب العيون.
فهم ظاهرة الإبهار أثناء القيادة الليلية
الإبهار الناتج عن أضواء السيارات القادمة هو استجابة طبيعية للعين للضوء الساطع. يوضح البروفيسور الألماني غيرد غيرلينغ أن العين تتعرض للإبهار بشكل طبيعي عند التعرض لضوء عالٍ ومبهر. لكن، متى يصبح هذا الإبهار مشكلة، وما الذي يمكنك فعله لتقليل تأثيره؟
التركيز على الحافة اليمنى للطريق
أول وأهم خطوة عند التعرض للإبهار هي تجنب النظر مباشرة إلى مصدر الضوء. ينصح البروفيسور غيرلينغ بالتركيز على الحافة اليمنى من الطريق. هذه التقنية تساعد على تقليل تأثير الضوء المباشر على العين وتسمح لك بالحفاظ على رؤية أفضل للطريق.
ضبط السرعة وتجنب التسرع
بالإضافة إلى التركيز البصري، من الضروري ضبط السرعة بما يتناسب مع ظروف الرؤية. في حالة الشك، يجب خفض السرعة بشكل تدريجي. تذكر أن القيادة بسرعات عالية في ظروف رؤية محدودة تزيد من خطر وقوع الحوادث.
العناية بالمركبة والعين لتقليل الإبهار
لا يقتصر الأمر على طريقة القيادة، بل يشمل أيضًا العناية بمركبتك وصحة عينيك.
نظافة النوافذ والنظارات
تعتبر نظافة النوافذ والنظارات أمرًا بالغ الأهمية. الأوساخ والأتربة يمكن أن تبعثر الضوء وتزيد من الوهج، مما يؤدي إلى تفاقم الإبهار أثناء القيادة. تأكد من تنظيف النوافذ والنظارات بانتظام، واستخدم نظارات مضادة للانعكاسات إذا كنت ترتديها.
تأثير الأضواء العالية
الأضواء العالية قوية جدًا لدرجة أنها قد تبهر أي شخص، بغض النظر عن عمره. ومع ذلك، مع التقدم في العمر، قد تصبح العين أكثر حساسية للضوء، حتى مع الأضواء المنخفضة. هذا يجعل الفحوصات الدورية للعين أكثر أهمية.
متى يكون الإبهار علامة على مشكلة صحية؟
في بعض الحالات، قد يكون الإبهار أثناء القيادة علامة على وجود مشكلة صحية في العين. إذا كنت تعاني من إبهار مستمر حتى مع الأضواء المنخفضة، فمن الضروري استشارة طبيب العيون في أقرب وقت ممكن.
إعتام عدسة العين
يمكن أن يكون إعتام عدسة العين أحد أسباب الإبهار. عندما يتشتت الضوء بسبب العتامة في العدسة، فإنه يخلق هالة مزعجة حول مصادر الضوء. لحسن الحظ، يمكن علاج إعتام عدسة العين بجراحة بسيطة لاستبدال العدسة المعتمة بعدسة اصطناعية.
الترسبات في الجسم الزجاجي
يمكن أن تزيد الترسبات في الجسم الزجاجي للعين من حساسية الضوء. هذه الترسبات تصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر.
الفحوصات الدورية للعين
بشكل عام، يُنصح بإجراء فحص دوري للعين لكل من تجاوز الخمسين من العمر، بمعدل كل عامين. أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض العيون، مثل مرضى السكري، فيجب عليهم إجراء فحص سنوي. هذه الفحوصات تساعد على الكشف المبكر عن أي مشاكل في العين وعلاجها قبل أن تتفاقم.
نصائح إضافية للقيادة الآمنة في الليل
بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض النصائح الإضافية التي يمكن أن تساعدك على القيادة بأمان في الليل:
- تجنب القيادة أثناء الشعور بالتعب أو النعاس.
- تأكد من أن جميع الأضواء في سيارتك تعمل بشكل صحيح.
- استخدم نظام الإضاءة التكيفي إذا كانت سيارتك مزودة به.
- خذ فترات راحة منتظمة أثناء القيادة لمسافات طويلة.
- كن حذرًا بشكل خاص عند القيادة في المناطق غير المضاءة جيدًا.
الخلاصة: سلامتك أولاً
الإبهار أثناء القيادة هو أمر شائع، ولكن يمكن التعامل معه باتباع النصائح والإرشادات المذكورة أعلاه. تذكر أن سلامتك هي الأولوية القصوى. إذا كنت تعاني من إبهار مستمر أو أي مشاكل أخرى في الرؤية، فلا تتردد في استشارة طبيب العيون. القيادة الآمنة تتطلب وعيًا وحذرًا وعناية بصحة عينيك. لا تستهين بأهمية الفحوصات الدورية للعين، فهي قد تنقذ حياتك.


