أجرى فريق بحثي مشترك من تجمع الباحة الصحي وكلية الطب بجامعة الباحة دراسة علمية حول مستوى وعي أولياء الأمور باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال، واستمرت الدراسة عشرة أشهر. شملت الدراسة جمع البيانات وتحليلها ضمن منهجية مقطعية دقيقة، ونُشرت النتائج في إحدى المجلات العلمية المتخصصة.
شارك في إعداد الدراسة عدد من الباحثين، منهم الدكتور محي القرني استشاري الطب النفسي، والدكتور خالد عوض أخصائي طب الأطفال، والدكتور إيهاب علي. كشفت النتائج أن 35% من المشاركين يعتقدون أن زواج الأقارب قد يكون أحد أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد.
نتائج الدراسة حول اضطراب طيف التوحد
أشارت النتائج إلى أن 20% من أولياء الأمور يرون أن بعض اللقاحات قد تزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد، بينما يعتقد 39% بوجود ارتباط بين الاضطراب وبعض صعوبات التعلم. كما بينت الدراسة أن 75% من المشاركين لديهم معرفة جيدة باضطراب طيف التوحد.
من ناحية أخرى، أظهرت النتائج أن 70% من أولياء الأمور يرون أن تفاعل الأطفال المصابين بالتوحد مع أقرانهم العاديين قد يؤثر عليهم. كذلك، تبين أن 30% من المشاركين يحملون مؤهلاً جامعياً، بينما يمتلك 42% شهادات عليا، مما يعكس تنوع مستويات التعليم بين المشاركين.
أهمية الدراسة في تعزيز الوعي
أكد الباحثون أن هذه النتائج تعكس تحسناً في وعي المجتمع حول اضطراب طيف التوحد، وذلك بفضل جهود التوعية ومبادرات التدريب التي تُقدم في المنطقة. وقد ساهمت هذه الجهود في تحسين التشخيص المبكر والتدخل السريع للأطفال المصابين.
يُعد اضطراب طيف التوحد أحد الاضطرابات العصبية النمائية المزمنة التي تؤثر على التواصل اللفظي والبصري والاجتماعي، وقد يصاحبه سلوكيات متكررة وأعراض أخرى متعددة. ورغم التقدم العلمي، لا تزال الدراسات الوطنية حول هذا الاضطراب في المملكة محدودة.
التحديات المستقبلية في أبحاث التوحد
تشير النتائج إلى أهمية دعم المزيد من الأبحاث حول اضطراب طيف التوحد لخدمة الصحة النفسية للأطفال والمجتمع. وفي هذا السياق، ينتظر أن تستمر الجهود البحثية في هذا المجال الحيوي، مع التركيز على توسيع نطاق الدراسات لتشمل فئات أوسع وتقديم حلول مبتكرة.
من المتوقع أن تسهم الأبحاث المستقبلية في تحسين فهم اضطراب طيف التوحد وتطوير استراتيجيات التعامل معه، مما سينعكس إيجاباً على الأطفال المصابين وأسرهم. وفي ظل التطورات المتوقعة، سيكون من المهم متابعة التطورات البحثية والصحية في هذا المجال.


