عقب القمم الإسلامية والعربية والخليجية التي انعقدت في قطر بعد الضربة الإسرائيلية، برزت الرياض كالعاصمة التي تتحرك سريعا لحماية الخليج وتثبيت المواقف العربية والإسلامية. زيارة رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إلى المملكة جاءت كترجمة عملية لهذا الدور، حيث تلتقي القيادة السعودية بثقلها السياسي والديني مع قوة باكستان النووية والعسكرية.

الدبلوماسية السعودية الفاعلة

السعودية أثبتت أنها تجمع بين إدارة العمل الجماعي عبر القمم، وتعزيز العمل الثنائي عبر لقاءات مباشرة مع الحلفاء. فبينما توحّد القمم الخطاب السياسي، تتحرك الرياض لإعطاء هذا الخطاب قوة تنفيذية عبر اتفاقيات ومباحثات مع الدول المؤثرة، وفي مقدمتها باكستان.

الرسالة الجوية

مرافقة مقاتلات القوات الجوية الملكية السعودية لطائرة الضيف الباكستاني لم تكن مجرد بروتوكول استقبال، بل رسالة ردع وسيادة. فهي إشارة إلى الجاهزية القتالية والتأمين الكامل للمجال الجوي، ورسالة ضمنية بأن المملكة هي الحارس الفعلي لأمن الخليج والبوابة الأولى لحمايته.

الرياض حائط الصد

السعودية كانت وما زالت حائط الصد الأول في مواجهة التهديدات الموجهة للخليج. قدراتها العسكرية ومنظوماتها الدفاعية تؤكد أنها قادرة على حماية المجال الحيوي لدول المجلس، وتثبيت معادلة الردع التي تجمع بين الدفاع الصلب والقدرة على الرد القاسي عند الحاجة.

باكستان في معادلة التوازن

زيارة شهباز شريف تؤكد أن باكستان ترى في السعودية مركز الثقل في العالم الإسلامي، وأن المملكة بدورها تنظر إلى إسلام آباد كذراع عسكرية ثقيلة وشريك إستراتيجي. التعاون بين الطرفين يشمل ملفات الأمن البحري، التدريب العسكري، مكافحة الإرهاب، وحماية الممرات البحرية، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والطاقة.

من منصة القمم إلى التنفيذ

ما خرجت به قمم قطر من بيانات وتوصيات، تحوّل في الرياض إلى عمل تنفيذي، إذ تبقى الرياض صاحبة القدرة على تحويل الخطاب الجماعي إلى خطة عملية، من خلال شبكة تحالفاتها ومكانتها الدينية والاقتصادية.

دبلوماسية صارمة

زيارة شهباز شريف إلى الرياض تأتي في لحظة سياسية وعسكرية حساسة، إذ تتجدد صورة المملكة كقائدة للعالم الإسلامي، وحامية للخليج، وصانعة للتوازن الإقليمي. هي دبلوماسية سعودية صارمة تستند إلى القوة، وتحالفات إستراتيجية تثبّت معادلة الردع وتضمن حماية المجال الخليجي في مواجهة أي تهديد.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version