تواصلت فعاليات ورشة العمل الهامة “التطوع المستدام.. رؤية سعودية” في الرياض، مسجلةً يوماً ثانياً حافلاً بالنقاشات البناءة والمبادرات الواعدة. تهدف الورشة، التي تشهد مشاركة واسعة من مختلف القطاعات، إلى تعزيز التطوع المستدام في المملكة وترسيخ قيمته كركيزة أساسية للتنمية المجتمعية. وتأتي هذه الورشة في إطار الجهود الوطنية المتزايدة لدعم العمل التطوعي وتحويله إلى منظومة مؤسسية قوية وفعالة.
أهداف ورشة “التطوع المستدام.. رؤية سعودية”
تُعد ورشة “التطوع المستدام.. رؤية سعودية” مبادرة رائدة تنظمها مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية بالتعاون مع الاتحاد العربي للتطوع. وتستمر الورشة حتى 30 ديسمبر الجاري، وتستهدف بشكل رئيسي القيادات الحكومية، والعاملين في القطاع غير الربحي، ومسؤولي التطوع في الجامعات، بالإضافة إلى رواد الفرق التطوعية. الهدف الأساسي هو تطوير قدرات هذه الكوادر وتمكينها من ابتكار وتفعيل مبادرات تطوعية ذات أثر مستدام، تساهم بشكل فعال في تحقيق رؤية المملكة 2030.
مشاركة واسعة وتفاعل ملحوظ
شهد اليوم الثاني من الورشة حضوراً لافتاً ومشاركة فعالة من 53 جهة حكومية بالإضافة إلى العديد من الجهات المعنية. هذا الحضور القوي يعكس الاهتمام المتزايد بالعمل التطوعي وأهميته في بناء مجتمع متماسك ومزدهر. كما يدل على التزام مختلف القطاعات بدعم وتعزيز القطاع التطوعي في المملكة.
محاور رئيسية في جلسات اليوم الثاني
ركزت جلسات اليوم الثاني على تقديم محاور متخصصة في مجال التطوع المستدام، قدمها الدكتور خالد العزب. تضمنت هذه المحاور نماذج رائدة للتطوع المستدام من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على التجارب التي يمكن تطبيقها في السياق السعودي. كما تم استعراض آليات قياس الأثر التطوعي، وهي خطوة حاسمة لضمان فعالية المبادرات وتحقيق أهدافها المنشودة. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم أمثلة لمشاريع تطوعية ناجحة يمكن تحويلها إلى مبادرات تنموية مستدامة.
منهجية تدريبية تفاعلية
تتميز الورشة بمنهجيتها التدريبية التفاعلية التي تدمج بين المعرفة النظرية والتطبيقات العملية. هذا النهج يتيح للمشاركين فرصة الاستفادة القصوى من خبرات المدربين وتبادل المعرفة والخبرات فيما بينهم. كما يشجع على التفكير الإبداعي وتطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه تنمية المجتمع من خلال العمل التطوعي. تم تصميم الأنشطة والورش العملية لتلبية احتياجات المشاركين المختلفة وتعزيز مهاراتهم في مجالات التخطيط والتنفيذ والتقييم.
بناء كوادر قيادية للتطوع المستدام
تؤكد مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية أن الورشة تمثل منصة وطنية هامة لبناء كوادر قيادية قادرة على قيادة وتوجيه العمل التطوعي في المملكة. تهدف المؤسسة إلى تمكين هذه الكوادر من ابتكار مبادرات تطوعية مؤثرة، وتنفيذها بكفاءة وفعالية، وتقييم أثرها بشكل مستمر. من خلال هذه الورشة، تسعى المؤسسة إلى تعزيز مكانة التطوع كقيمة وطنية وتنموية راسخة في المجتمع السعودي.
أهمية قياس الأثر في التطوع المستدام
أحد أبرز النقاط التي تم التركيز عليها في الورشة هو أهمية قياس الأثر التطوعي. فقياس الأثر لا يقتصر على حساب عدد المتطوعين أو الساعات التي تم تخصيصها للعمل التطوعي، بل يتعدى ذلك إلى تقييم التغيير الإيجابي الذي أحدثته المبادرة في حياة المستفيدين والمجتمع بشكل عام. من خلال قياس الأثر، يمكن للمؤسسات والجهات المعنية تحديد نقاط القوة والضعف في مبادراتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أدائها وزيادة فعاليتها. وهذا بدوره يساهم في تحقيق التطوع المستدام الذي يترك أثراً إيجابياً طويل الأمد.
الخلاصة والتطلعات المستقبلية
تُعد ورشة “التطوع المستدام.. رؤية سعودية” خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة التطوع المؤسسي وتعزيز مسارات العمل التطوعي المستدام في المملكة. من خلال مشاركة واسعة من مختلف القطاعات، ومنهجية تدريبية تفاعلية، تهدف الورشة إلى بناء كوادر قيادية قادرة على ابتكار وتفعيل مبادرات تطوعية مؤثرة. نتطلع إلى رؤية المزيد من المبادرات التطوعية المستدامة التي تساهم في خدمة المجتمع وتحقيق رؤية المملكة 2030. ندعو جميع المهتمين بالعمل التطوعي إلى الاستفادة من هذه الفرصة للمشاركة في هذه الورشة الهامة والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للوطن.


