من عجائب التحولات التي تشهدها المملكة العربية السعودية في عصر الرؤية الطموحة 2030، تبرز مدينة القدية كقصة نجاح ملهمة. فمن مجرد ممر تاريخي ضيق، تحولت القدية إلى مشروع حضري عملاق يهدف إلى إحداث ثورة في قطاعات الترفيه والثقافة والرياضة والاقتصاد. هذا التحول المذهل ليس مجرد إضافة عمرانية، بل هو تجسيد لرؤية مستقبلية تضع المملكة في مصاف الوجهات العالمية الرائدة.

القدية: من “أبا القد” إلى مدينة المستقبل

اسم القدية يرتبط بجذور تاريخية عميقة، فالموقع كان يُعرف قديمًا باسم “أبا القد”، وشهد عبر العصور مراحل مختلفة من الاستيطان والازدهار. تعود أصوله إلى بدايات العصر الإسلامي الأول، أي قبل حوالي 1400 عام، حيث كان نقطة عبور مهمة للقوافل التجارية. مرّت القدية بفترات ترميم وتجديد، كان آخرها في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله –، لكن التحول الأكبر الذي يشهده الموقع اليوم يتجاوز كل ما سبق، ليضعها في قلب مشاريع التنمية الوطنية الكبرى.

تطور البنية التحتية والاتصال بالعالم

لم تكن القدية في الماضي سوى مسار ضيق للقوافل، يواجه صعوبات في الوصول إليه. اليوم، أصبح الوضع مختلفًا تمامًا. فقد تم ربط المدينة بالعاصمة الرياض عبر طريق رئيسي حديث، بالإضافة إلى شبكة نقل عام متطورة تشمل ثماني محطات مترو. هذه الشبكة تساهم بشكل كبير في تسهيل حركة الزوار والمقيمين داخل المدينة، وتجعل الوصول إلى مختلف مناطق الجذب أمرًا يسيرًا.

مدينة عالمية نابضة بالحياة

لم يعد الحديث عن القدية يقتصر على كونها مشروعًا قيد الإنشاء، بل أصبحت واقعًا ملموسًا يشهد تطورات متسارعة. فقد تحولت من منطقة عبور موحشة وخطرة إلى وجهة عالمية متكاملة، تضم أكثر من 400 منطقة جذب متنوعة. من المتوقع أن تستقبل المدينة أكثر من 10 آلاف زائر في اللحظة الواحدة، وأن تستضيف أكثر من 500 ألف نسمة، مما يجعلها مركزًا حضريًا حيويًا.

يعمل في مشاريع القدية حاليًا أبناء 160 جنسية مختلفة، مما يعكس الطابع العالمي للمشروع. ويشكل السعوديون نسبة كبيرة من هذه القوة العاملة، حيث يمثلون حوالي 60%، مما يؤكد على أهمية نقل المعرفة وتأهيل الكفاءات الوطنية للمساهمة في بناء مستقبل المملكة.

مرافق ترفيهية ورياضية عالمية المستوى

تتميز القدية بتنوع المرافق الترفيهية والرياضية التي تقدمها. فالمدينة تحتضن 275 لعبة ترفيهية، و12 متنزهًا، وأكثر من 2000 عمل فني يضفي عليها طابعًا ثقافيًا فريدًا. بالإضافة إلى ذلك، تضم القدية 43 منشأة رياضية متطورة، وصالات متخصصة للرياضات الإلكترونية تتسع لنحو 73 ألف مقعد، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الرياضة والترفيه الرقمي.

الاستدامة وجودة الحياة في صميم التصميم

لا يقتصر التخطيط العمراني لمدينة القدية على الجانب الترفيهي والاقتصادي، بل يولي اهتمامًا بالغًا بالاستدامة وجودة الحياة. فقد صُممت المدينة لتكون قابلة للمشي بنسبة 100%، مما يشجع على ممارسة النشاط البدني ويقلل من الاعتماد على السيارات. كما تم تخصيص 20% من مساحة المدينة للمناطق العامة الخضراء، مما يوفر بيئة صحية ومريحة للسكان والزوار.

هذا التركيز على الاستدامة يعكس رؤية مستقبلية لمدينة متكاملة، تجمع بين الترفيه والعمل والسكن ونمط الحياة العصرية. وتسعى القدية إلى أن تكون نموذجًا يحتذى به في التنمية الحضرية المستدامة، وأن تساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال جودة الحياة. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المدينة إلى تعزيز السياحة الداخلية وتوفير فرص عمل متنوعة للشباب السعودي.

إن القدية ليست مجرد مشروع عقاري أو وجهة ترفيهية، بل هي استثمار في مستقبل المملكة، ورؤية طموحة تسعى إلى تحويل الحلم إلى حقيقة. ومن خلال هذا التحول المذهل، تثبت القدية للعالم أن المملكة العربية السعودية قادرة على تحقيق إنجازات عظيمة، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا وتقدمًا. ندعوكم لزيارة موقع القدية الرسمي لمعرفة المزيد عن هذا المشروع الرائد.

لا تترددوا في مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم وعائلاتكم، وتابعونا للحصول على آخر التحديثات حول مشاريع المملكة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version