شهدت الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية إقبالًا متزايدًا على شراء الحطب مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يحرص المواطنون على تجهيز المجالس والمخيمات البرية. يأتي هذا الإقبال في إطار الموروث الشعبي السعودي الذي يربط بين جلسات “شبة الضو” والألفة والسمر في الليالي الباردة، حيث يُعد الحطب عنصرًا أساسيًا في هذه التجمعات.
أكد عدد من باعة الحطب أن الطلب بدأ في التزايد منذ بداية شهر أكتوبر، إذ يسعى المشترون إلى توفير كميات تكفيهم طوال الموسم. وتتفاوت أسعار الحطب بحسب النوع والمصدر، حيث يفضل الكثيرون حطب السمر وحطب الغضا لطول فترة اشتعالهما، بينما يتجه البعض إلى الحطب الصناعي الذي تتراوح أسعاره بين 30 و40 ريالًا للحزمة الواحدة.
التوجه نحو بدائل آمنة
في ظل تزايد الطلب على الحطب، تؤكد الجهات المعنية على أهمية الالتزام بالأنظمة التي تمنع الاحتطاب الجائر، وذلك حمايةً للغطاء النباتي والبيئة. كما تشير إلى توفر بدائل آمنة مثل الفحم الصناعي والحطب المستورد، الذي يمكن الحصول عليه عبر المنصات الإلكترونية المعتمدة.
أطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة حملات توعوية تحث فيها المواطنين على شراء الحطب والفحم من خلال هذه المنصات، لضمان توفرهما بطرق نظامية وآمنة. وتهدف هذه الحملات إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وتجنب الممارسات التي قد تضر بالغطاء النباتي.
تنوع التوجهات بين المواطنين
في هذا السياق، يرى بعض المواطنين أن اقتناء الحطب يمثل جانبًا أصيلًا من روح الشتاء السعودي، حيث يرتبط بذكريات وتقاليد اجتماعية عريقة. وفي المقابل، يتجه آخرون نحو وسائل التدفئة الحديثة والبدائل المستدامة، مما يعكس تنوع التوجهات بين المواطنين.
ومع استمرار مشهد البحث عن الحطب في بدايات الشتاء كملمح متجدد يعكس ارتباط المجتمع بعاداته القديمة، يبقى من المتوقع أن يشهد سوق الحطب نشاطًا ملحوظًا خلال الفترة المقبلة. وفي ظل الجهود المبذولة لتعزيز الوعي بالحفاظ على البيئة، من المتوقع أن تتواصل الجهود لضمان توافر بدائل آمنة ومستدامة.
التحديات والفرص
وفي هذا الإطار، تشير وزارة البيئة إلى أن الحفاظ على الغطاء النباتي يتطلب تعاونًا من الجميع، حيث يمكن أن يسهم الالتزام بالأنظمة في حماية البيئة وتعزيز الاستدامة. كما تشجع الوزارة على استخدام البدائل الآمنة للحطب، مما يسهم في تقليل الضغط على الموارد الطبيعية.
ومع استمرار فصل الشتاء، من المتوقع أن يظل الطلب على الحطب قائمًا، مع توقعات بزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. وفي هذا السياق، ستظل الجهود مستمرة لضمان توافر حلول مستدامة تلبي احتياجات المواطنين.



