تشهدت بعض مناسبات الزواج ظواهر مرهقة ومزعجة، فأصبحت البهرجة في الولائم وما يتبعها من تكاليف مادية كبيرة، والدعوات المبالغ فيها، وشعراء المدح والثناء حديث المجالس. وأعرب عدد من رواد هذه المناسبات عن انزعاجهم لهذه المظاهر وتمنّوا تطويق مثل هذه الظواهر التي بدت تنتشر بصورة مقلقة. ويرى المستشار المتقاعد بندر آل مفرح، أن ما يحدث في معظم مناسبات الزواجات «مؤلم ومظاهر كاذبة» لا تمت بصلة لعادات الآباء والأجداد؛ لأنها أخذت بُعداً غريباً وعجيباً بشعراء مدّاحين، وفرق شعبية وموسيقية، وولائم فاخرة، وطاقم أجنبي للضيافة، وتبذير علني، فكثيرون كانوا يتشوقون لحضور مناسبات الزواجات، وعندما يُكتب في بعض دعوات ⁧‫المناسبات «الدعوة عامة»، ويُعلن اسم المتزوج وموقع الزواج وتاريخ إقامته في مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا يعني حضور كُل من «هب ودب». يؤسفني كما يؤسف الكثيرين أنه في معظم مناسبات الزواجات ضيوف المناسبة لا يجدون مكاناً يجلسون فيه ولا مقعداً على المائدة. وتساءل آل مفرح عن الدور الحقيقي للآباء والقدوات ومشايخ القبائل للحدّ من هذه التصرفات الدخيلة؟ أما عضو المجلس البلدي سابقاً في محافظة أحد رفيدة علي بن هذال فقال لـ«عكاظ»: إن الهياط أصبح سمة بعض المناسبات، خصوصاً في الزواجات، هناك مبالغة في التكاليف لأجل لفت الأنظار والتفاخر والاستعراض، فأصبحت الحفلات تكلف مبالغ كبيرة، والمتزوجون يكبلون بديون تثقلهم في أول يوم، والسبب في القاعات الفخمة، والذبائح بالعشرات، والفقرات الاستعراضية والدعوات الكثيرة، وجميعها ليست لها قيمة بعد ما تنتهي الحفلة، والأسوأ يتمثل في الدعوات التي يتم توجيهها لخارج نطاق الأقارب والجيران والأصدقاء لأجل ملء قاعات الزواجات. ومن الهياط المبالغ فيه تجهيز (المايكات)، ليتحدث المدعوون لمدح أهل المناسبة أمام عدسات السناب. ويضيف ابن هذال: ارتفعت مبالغ (العانية) أو (النفعة)، وأصبحت من أبواب الهياط، شاهدنا الحرص على التصوير بالسناب، عند تقديم مبالغ كبيرة أو مدح أو ثناء، مع أنها تعبّر عن مجاملات نابعة من طيب نفس. فالهياط لن يرفع قيمة الشخص ولا يضمن سعادة الزوجين، فالفرح الحقيقي هو الذي يبقى بعد ما تطفأ أنوار القاعة والبهرجة، وتذهب الكاميرات، والزواج ليس ليلة واحدة، بل حياة تستمر، وأساسها البساطة والتفاهم.

وفي رأي الإعلامي سلمان آل مقرح، ما نعيشه اليوم من خلال ما يقوم به بعض الناس من ملاحقة التجار والوجهاء، بدافع المظاهر الاجتماعية، وليس بدافع الود الصادق أو التقدير، فيسارعون لإقامة الولائم وجمع الشعراء والسنابيين ورجال الأعمال طمعاً في السمعة وكثرة الثناء، وهذه الظاهرة تتكرر في كل صيف، وتستوجب منا مراجعة جادة بعيدة عن المجاملة. كثيرون يظنون أن مثل هذه الأفعال صورة من صور الكرم وهي حقيقتها مظاهر جوفاء تخلو من الإخلاص وتختلط بالرياء. ومن يقوم بذلك قد يغفل عن أقاربه الفقراء وجيرانه البسطاء وربما أقرب الناس إليه، واقترح فرض رسوم على هؤلاء وتقديمها للجمعيات الخيرية، والمحتاجين.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version