أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة عن توقيع أربع اتفاقيات استثمارية في منطقة مكة المكرمة، وذلك خلال معرض جدة الدولي للزراعة. تهدف هذه الاتفاقيات إلى دعم الأمن الغذائي وتنمية قطاعي الزراعة والإنتاج الحيواني، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. وتشمل المشاريع الجديدة مدينة زراعية متطورة ومزارع دواجن حديثة، مما يعزز الاستثمار في القطاع الزراعي.

تم توقيع الاتفاقيات في محافظة القنفذة، وتستهدف مشاريع متنوعة تشمل زراعة الفواكه الاستوائية وإنتاج الدواجن. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوزارة لتمكين المستثمرين وزيادة كفاءة الإنتاج الزراعي والحيواني في المنطقة، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز التنمية المستدامة.

تعزيز الأمن الغذائي من خلال الاستثمار الزراعي

تعتبر هذه المشاريع خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية، حيث تسعى الحكومة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الإنتاج المحلي. ووفقًا لبيانات الوزارة، فإن هذه الاستثمارات ستساهم في توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق المستهدفة.

مشروع المدينة الزراعية بحلي 3

يُعد مشروع المدينة الزراعية (بحلي 3) في محافظة القنفذة من أبرز المشاريع الجديدة، حيث يمتد على مساحة تزيد عن 1.1 مليون متر مربع. ويتم تطوير المشروع بالشراكة مع شركة بيت التنمية الريفية، ويركز على إنتاج الفواكه الاستوائية باستخدام تقنيات زراعية حديثة. ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 5 آلاف طن من الفواكه سنويًا.

مشاريع إنتاج الدواجن

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الوزارة عن ثلاث فرص استثمارية لإنشاء مشاريع لإنتاج الدواجن اللاحمة في القنفذة والخرمة والليث. وتشمل هذه المشاريع عقود استثمارية طويلة الأجل تصل إلى 19 عامًا، وتقام بالشراكة مع شركات وطنية رائدة في مجال الإنتاج الحيواني. وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذه المشاريع بأكثر من 56 مليون طائر سنويًا.

المشروع الأول في القنفذة، لصالح شركة الحجاز المتخصصة للدواجن، بطاقة إنتاجية 30 مليون طير سنويًا. أما المشروع الثاني في الخرمة، للمستثمر صلاح بن صالح السواط، بطاقة إنتاجية 8 ملايين طير سنويًا. والمشروع الثالث في الليث، لصالح شركة السنبلة للدواجن، بطاقة إنتاجية 18 مليون طير سنويًا.

تنمية الاقتصاد الريفي وزيادة الاستدامة

تأتي هذه المشاريع في سياق جهود أوسع لتنمية الاقتصاد الريفي في منطقة مكة المكرمة. وتهدف الوزارة إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة وتشجيع الاستثمار في القطاعات الزراعية والحيوانية، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية. بالإضافة إلى ذلك، تولي الوزارة اهتمامًا كبيرًا بتطبيق أحدث الممارسات في مجال الإدارة وتشغيل المشاريع الزراعية والحيوانية، بهدف تحقيق الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية.

أكد المهندس وليد بن إبراهيم آل دغيس، مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، أن هذه المشاريع تمثل امتدادًا لخطط الوزارة لتطوير المدن الزراعية وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشاريع الحيوانية. وأضاف أن هذه الخطوات تعزز مسار الاستدامة وتساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنمية الاقتصاد الريفي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030. كما أشار إلى أهمية الشراكة بين القطاع العام والخاص في تحقيق هذه الأهداف.

وتشمل التحديات المحتملة ضمان توفير المياه الكافية للمشاريع الزراعية، وإدارة النفايات بشكل فعال، وتوفير البنية التحتية اللازمة. ومع ذلك، فإن الوزارة تعمل على معالجة هذه التحديات من خلال تطوير خطط متكاملة وإطلاق مبادرات جديدة.

من المتوقع أن يتم الانتهاء من تطوير هذه المشاريع خلال السنوات القليلة القادمة، وأن تبدأ في الإنتاج بحلول عام 2026. وستراقب الوزارة عن كثب تقدم المشاريع وتقييم تأثيرها على الإنتاج الزراعي والاقتصاد المحلي. كما ستعمل على تقديم الدعم اللازم للمستثمرين لضمان نجاح هذه المشاريع وتحقيق أهدافها المرجوة. وتعتبر هذه الاستثمارات جزءًا من خطة أوسع لتطوير القطاع الزراعي في المملكة وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version