بينما تحتفل الهند بيوم استقلالها التاسع والسبعين في 15 أغسطس 2025، تُعدّ هذه المناسبة فرصة للتأمل في تضحيات مناضلينا من أجل الحرية وفي المسيرة الاستثنائية لأمة ارتقت لتصبح قوة عالمية.

ويتجلى تقدم الهند اليوم في ريادتها في مجالات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية واستكشاف الفضاء، لقد أدى النجاح الأخير الذي حققته مهمة الفضاء المأهولة غاغانيان إلى وضع الهند بين مجموعة النخبة من الدول القادرة على رحلات الفضاء البشرية.

وفي الوقت نفسه تواصل البنية التحتية الرقمية في الهند إحداث نقلة نوعية في حياة الناس من خلال تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحكومية مما يُمكّن الملايين.

ولا تزال الإدارة البيئية حجر الزاوية في أجندة التنمية الهندية. وتُجسّد مبادرة «لايف» (أسلوب حياة من أجل البيئة) الطموحة التزام الهند بمعيشة مستدامة وحشد المواطنين حول العالم نحو ممارسات صديقة للبيئة.

ويتزامن هذا مع نمو سريع في قطاع الطاقة المتجددة مع قيام الهند بتوسيع قدرتها في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتحقيق هدفها الطموح المتمثل في تحقيق انبعاثات صفرية صافية.

ويعتمد اقتصاد الهند، وهو أحد أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم على الابتكار وريادة الأعمال، وقد أتاحت مبادرات مثل «صنع في الهند» و«الهند الرقمية» فرصا هائلة وجذبت الاستثمارات الأجنبية ورسّخت مكانة الهند كلاعب حاسم في سلسلة التوريد العالمية.

وتستمر الشراكة التاريخية الراسخة بين الهند والمملكة العربية السعودية في الازدهار. وتمتد هذه العلاقة المتعددة الأوجه من قطاعات الطاقة والتجارة إلى التعليم والثقافة وترتكز على الاحترام المتبادل والتطلعات المشتركة نحو السلام والازدهار.

وتشكّل الجالية الهندية في المملكة العربية السعودية التي يبلغ عددها أكثر من 2.7 مليون نسمة جسراً حيوياً بين البلدين، ومساهماتهم في تنمية المملكة وثقافتها ومجتمعها تعزز نسيج هذه الدولة الصديقة، ونحن ممتنون لكرم ضيافة المملكة ودعمها الثابت.

وفي هذه المناسبة نعرب أيضاً عن تقديرنا للمملكة العربية السعودية لتسهيل أداء الحج الآمن والمثري روحياً للحجاج الهنود خلال موسم الحج 1446هـ.

ومع اقتراب الهند من الذكرى الثمانين من الاستقلال فإن روح التعاون والشراكة بين الهند والمملكة العربية السعودية من المتوقع أن تصل إلى مستويات أعلى معا، وسنواصل العمل نحو تحقيق الأهداف المشتركة في الابتكار والاستدامة والرخاء الشامل.

وفي يوم الاستقلال هذا، لا نحتفل فقط بإرث ماضينا بل نحتفل أيضاً بوعد مستقبلنا، مستقبل مرسوم بالمرونة والتقدّم وروابط الصداقة الدائمة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version